صدقت دول الاتحاد الأوروبي على فرض مزيد من العقوبات على روسيا تستهدف أسطول "الشبح" الذي تستخدمه موسكو للالتفاف على العقوبات القائمة. وذلك قبل لقاء محتمل بين زيلينسكي وبوتين في تركيا.
الناقلة "إيفينتين" واحدة من 150 سفينة مما يطلق عليه "أسطول الظل" الروسي.صورة من: Havariekommando/dpa/picture alliance
إعلان
وافق سفراء الدول الأعضاء السبعة والعشرون في الاتحاد الأوروبي الأربعاء (14 مايو/أيار 2025) على حزمة العقوبات السابعة عشرة على روسيا ترمي إلى تعزيز الإجراءات ضد ما يطلق عليه أسطول "الظل" أو "الشبح" الروسي.
وتستخدم موسكو هذا الأسطول للالتفاف على العقوبات القائمة الهادفة إلى الحد من صادرات النفط الروسية، بحسب مصادر دبلوماسية.
وغالبا ما تساعد هذه السفن غير مؤمن عليها وتحظي بملكية غامضة موسكو في التهرب من القيود الغربية على أسعار النفط. وتمثل هذه السفن خطورة أمنية وبيئية.
ووفقا للمقترح، فإنه سوف يتم منع نحو 200 سفينة من دخول الموانئ الأوروبية. ولن يمكن للسفن التي تخضع للعقوبات الاستفادة من الخدمات التي تقدمها الشركات الأوروبية.
وفي المجموع، هناك قرابة 345 سفينة تحت مرمى نظر الاتحاد الأوروبي، وفقا للمصادر الدبلوماسية.
ويعمل هذا الأسطول المؤلف بمعظمه من سفن قديمة وغير مسجلة، بشكل رئيسي في بحر البلطيق، وقد ارتفع عددها بشكل كبير منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022 بعدما استهدفت عقوبات غربية الصادرات والمنتجات النفطية الروسية بهدف قطع إيراداتها.
وبحسب تقرير صادر عن معهد كييف للاقتصاد، حدّدت حوالي 430 سفينة تشكل "الأسطول الشبح" في كل أنحاء العالم.
وهذه العقوبات الجديدة مختلفة عن العقوبات "الضخمة" المقرر فرضها في حال رفض موسكو التفاوض وقبول وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما وافقت عليه كييف.
مفاوضات سلام أوكرانية روسية مباشرة في إسطنبول
02:48
This browser does not support the video element.
لقاء زيلينسكي-بوتين "المحتمل"
وفي مقابلة مع قناة "بي.إف.إم" التلفزيونية، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن التكتل الأوروبي سيتجه الآن للعمل على فرض عقوبات أخرى أكثر صرامة بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
إعلان
من جانبه، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ الأوكرانيين "يدركون" أنهم لن يتمكنوا من استعادة كلّ اراضيهم عندما تنتهي الحرب.
وشدّد ماكرون في مقابلة مع محطة "تي إف 1" التلفزيونية على أنّ كييف لن تنضمّ إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بسبب عدم وجود توافق في الآراء بشأن هذه القضية.
وقال الرئيس الفرنسي "يجب أن تنتهي الحرب ويتعيّن على أوكرانيا أن تكون في أفضل وضع ممكن للدخول في مفاوضات" من شأنها "أن تسمح بمعالجة مسألة الأراضي. حتى الأوكرانيون أنفسهم يدركون أنهم لن يتمكنوا من استعادة كل ما تم الاستيلاء عليه منذ العام 2014" من قبل روسيا.
ولم يحدّد ماكرون المناطق التي يستبعد أن تستعيد كييف السيطرة عليها.
ويحتلّ الجيش الروسي حاليا نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، وقد أعلنت موسكو ضمّ أربع مناطق أوكرانية تقع في جنوب جارتها وشرقها، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمّتها إليها في 2014.
ويأتي ذلك قبل لقاء محتمل بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تركيا الخميس (15 مايو/أيار 2025).
وكان زيلينسكي طالب حلفاء بلاده الغربيين بعدم "إهداء" أيّ أراض أوكرانية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب، في وقت يبدو فيه أنّ واشنطن تفكر في الاعتراف بالمناطق التي تحتلّها موسكو.
وقال زيلينسكي إن على الغرب الرد بعقوبات واسعة إذا تغيّب بوتين عن الاجتماع، مؤكدا أنه سيبذل "كل ما في وسعه" لعقد اللقاء وضمان وقف إطلاق النار.
وحذّر المستشار الألماني فريدريش ميرتس روسيا من أنها ستواجه عقوبات أوروبية جديدة في حال عدم إحراز أي "تقدم حقيقي" هذا الأسبوع باتجاه السلام في أوكرانيا، وحثّ بوتين على لقاء زيلينسكي.
مراجعة: حسن زنيند
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.