شبح ترامب ـ مسار الاتحاد الأوروبي الصعب نحو السيادة الدفاعية
٧ مارس ٢٠٢٥
اتفق زعماء دول الاتحاد الأوروبي على خطط لزيادة ضخمة في الإنفاق الدفاعي، وذلك بعد عقود من التبعية العسكرية لواشنطن. سعي التكتل القاري للاستقلالية العسكرية خطوة على طريق محفوف بالتحديات وفق معلقين ألمان وأوروبيين.
أرشيف: جندييان ألمانيان في ثكنة عسكرية في مدينة مونستر وخلفهما مدرعة قتاليةصورة من: Mohssen Assanimoghaddam/dpa/picture alliance
إعلان
أبدت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي استعدادها لزيادة إنفاقها الدفاعي بشكل كبير، وفق ما جاء في بيان مشترك عقب القمة التي عقدت في بروكسل (الخميس السادس من مارس / آذار 2025). ويأتي ذلك، بعدما كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين هذا الأسبوع عن خطة لـ"إعادة تسليح أوروبا" تقضي برصد حوالى 800 مليار يورو، في سياق التقلبات الجيوسياسية الجذرية الدولية جراء مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال البيان إن التكتل القاري "سيزيد من جاهزيته الدفاعية العامة، ويقلل من اعتماده الاستراتيجي، ويسد الثغرات الحاسمة في قدراته، ويعزز قاعدة الدفاع التكنولوجية والصناعية الأوروبية". وإزاء التهديد الروسي وتواصل الحرب في أوكرانيا وخطر سحب الولايات المتحدة لغطائها الأمني والدفاعي تجاه القارة العجوز، تشهد أوروبا حاليا تغيرا جذريا في المواقف. فقد قررت برلين، بشكل غير متوقع، استثمار مبالغ ضخمة في بناء قدراتها العسكرية، ودعت من أجل ذلك لإدخال مرونة في آليات وقواعد الميزانية الأوروبية المتشددة، ما أثار ذهول المراقبين.
وبهذا الصدد، كتبت صحيفة "إلموندو" الإسبانية معلقة (السادس من مارس/ آذار 2025)، "تغيير المسار الذي اتخذته ألمانيا لاقتصادها من خلال الاتفاق بين الحزبين الكبيرين لزيادة الإنفاق الدفاعي يبعث بزخم يؤثر على الدول الأخرى (في أوروبا) ويحدد الطريق لمعالجة مشكلتين رئيسيتين في الاتحاد الأوروبي: نقص الاستقلالية في السياسة الدفاعية وقلة الاستثمارات. (..) وبهذا، يُظهر المستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس قوة في القيادة (..) وتُظهر ألمانيا إرادتها في العودة إلى صدارة أوروبا، في استجابة للوضع الدولي الحساس الذي نشأ نتيجة لتغيير المسار في البيت الأبيض. الولايات المتحدة عازمة على التخلي عن أوكرانيا وإعادة تشكيل ترتيب التحالفات الذي تم تأسيسه بعد الحرب العالمية الثانية. (..) إن ذلك سيكون صعبًا للغاية إذا لم تتمكن (أوروبا) من تأمين أمنها الخاص والحفاظ على صناعة قادرة على المنافسة. ومع ذلك، فإن التغيير المفاجئ في مسار ألمانيا بعد عامين من الركود يمنح الأمل" وفق تعبير الصحيفة الإسبانية.
برلين ـ زيادة الانفاق الدفاعي مهمة طويلة الأمد
وصف المستشار الألماني أولاف شولتس زيادة الإنفاق الدفاعي للدول الأوروبية بأنها مهمة لـ "العقود العشرين القادمة". لذلك، من المهم أن تتبع الدول الأوروبية الآن المثال الألماني، وأن يتم إعفاء النفقات الدفاعية بشكل دائم من قيود الديون، كما قال شولتس بعد قمة الاتحاد الأوروبي الاستثنائية في بروكسل (السادس من مارس). وأشار إلى أن هذه المناقشة قد بدأت الآن على مستوى الاتحاد الأوروبي. وكان شولتس قد طالب قبل القمة الاستثنائية بضرورة إعفاء النفقات الدفاعية التي تتجاوز حدّاً معينًا بشكل دائم من قواعد حزمة الاستقرار الأوروبية. كما أنه كان وهو يقود ائتلاف "إشارة المرور" الذي خسر الانتخابات التشريعية الأخيرة، من المؤيدين بقوة لتخفيف قواعد الديون الصارمة. ولذلك، يعتبر التوصل إلى اتفاق في محادثات الاستكشاف الحالية الخاصة بتشكيل ائتلاف مع التكتل المحافظ (الفائز بالانتخابات)، انتصارًا متأخرًا للمستشار. شولتس أبدى تفاؤله من بروكسل وقال "الاتفاق الذي تم التوصل إليه في محادثات تشكيل الحكومة شيء جيد لأنه سيحل القيود التي فرضناها على أنفسنا (..) يجب أن نتحرر، وهذا هو الهدف الآن". وكان كل من التكتل المسيحي المحافظ والحزب الاشتراكي الديموقراطي قد اتفقا أثناء محادثات الاستكشاف (الرابع من مارس/ آذار) على تخفيف قاعدة الديون بالنسبة للنفقات الدفاعية وتخصيص صندوق خاص بقيمة 500 مليار يورو للاستثمار في البنية التحتية.
وبهذا الشأن كتبت صحيفة "هوسبودارسكه نوفيني" الليبرالية التشيكية (السادس من مارس)، إنه "من المستحيل ضمان أمن أوروبا دون مساهمة بارزة من أكبر وأقوى دولة اقتصادية في الاتحاد الأوروبي، أي ألمانيا. وقد أدرك الألمان أخيرًا بعد سنوات من التردد أنه لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة بعد الآن، وذلك بغض النظر عن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب. على المدى الطويل، يجب على دول الاتحاد الأوروبي الاهتمام بأمنها الخاص سواءً شاءت أم أبت. طالما أن ألمانيا تبقى شريكًا ديمقراطيًا، يتصرف بشكل بناء، وثابتًا في الاتحاد الأوروبي، فلا ينبغي أن يثير ذلك قلقنا. التحذيرات من المتشائمين الذين يدعون أن الألمان قد يصبحون تهديدًا للآخرين إذا استثمروا بشكل كبير في جيشهم هو هراء غير مسؤول".
مصادر تمويل مشاريع الدفاع الأوروبية
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى زيادة موازنات الدفاع على مستوى الدول الأعضاء. بعض هذه الدول قد تخصص المزيد من الأموال لهذا القطاع في ظل الحاجة الملحة لتعزيز القدرات الدفاعية.على سبيل المثال، دول مثل ألمانيا وفرنسا قد ترفع من مخصصاتها الدفاعية في إطار التزامها تجاه حلف الناتو وكذلك تعزيز قدرتها الدفاعية الذاتية. وهناك أيضا صندوق الدفاع الأوروبي، والذي استثمر فيه التكتل القاري من أجل تمويل المشاريع المشتركة في مجالات البحث والتطوير في الصناعات العسكرية والدفاعية. قد يتوسع هذا الصندوق أو يتم تخصيص مزيد من الموارد له لتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية. كما أشارت إلى ذلك أورزولا فون دير لاين، حيث يمكن للاتحاد الأوروبي الاستفادة من أسواق المال لتمويل المشاريع الدفاعية، سواء عبر إصدار سندات بهذا الشأن أو قروض ميسرة. من خلال هذه الآليات، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تقوية دفاعاته بشكل مستقل عن الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة، خاصة في ظل تغير الموقف الأمريكي تجاه روسيا وتراجع الالتزام بالدور التقليدي الذي تلعبه الولايات المتحدة في أمن أوروبا.
في هذا السياق، لخص موقع "تاغسشاو" التابع للقناة الألمانية الأولى في تقرير (الثالث من مارس) جملة من التحديات الكبرى، معتبراً أنه ولكي "تتمكن الدول الأوروبية من الدفاع عن نفسها ضد روسيا دون الدعم الأمريكي، تشير حسابات مركز الأبحاث "بروغل" في بروكسل ومعهد "كيل" للاقتصاد العالمي إلى أنه سيكون من الضروري تخصيص حوالي 250 مليار يورو سنويًا، تضاف إلى تكاليف الانفاق الحالية على التسلح. وعلى سبيل المثال تمويل حوالي 50 لواءً يضم 300.000 جندي و3.400 دبابة جديدة. للمقارنة: تشكيل لواء جديد واحد في ليتوانيا يضم حوالي 5.000 جندي يتطلب من الجيش الألماني بذل جهد مضني، يكاد يصل إلى حدود طاقته القصوى".
شكوك بشأن التزام واشنطن بالدفاع المتبادل في الناتو
شكك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددا في التزامات الدعم المتبادل داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقال ترامب (السادس من مارس) "إذا لم يدفعوا، فلن أدافع عنهم". وأكد مجددًا اتهامه بأن دول الناتو لا تستثمر بما فيه الكفاية في الدفاع: "يجب عليهم دفع المزيد"، حسب قوله. وكانت تسريبات صحفية سابقة قد أشارت إلى أن ترامب يفكر في ربط الدعم العسكري الأمريكي لدول الناتو بمدى إنفاقها على الدفاع. وهذا المفهوم من شأنه أن يقوض المادة الخامسة من معاهدة الناتو، التي تنص على أن دول الناتو تدافع عن بعضها البعض في حال تعرض أحدها للهجوم.
حرب بوتين على أوكرانيا.. دمار وضحايا ولاجئون
يتواصل الغزو الروسي لأوكرانيا ويشمل معظم مناطق البلاد وبات يكتسي طابع حرب مدن، وسط مقاومة شرسة من القوات الأوكرانية وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا ونزوح مئات الآلاف. أوروبا والعالم يتضامنون مع أوكرانيا.
صورة من: Aris Messinis/AFP/Getty Images
نظرة أخيرة إلى أطلال الوطن
إنهم لا يعرفون كيف ستبدو مدينتهم عند عودتهم ربما بعد أن تضع الحرب أوزارها، ولا يعرفون حتى متى سيعودون أو ما إذا كانوا سيعودون أصلاً. لا يستطيع اللاجئون أخذ الكثير من الأمتعة معهم. المساحة في القطارات والحافلات محدودة للغاية.
صورة من: Chris McGrath/Getty Images
حشود هاربة في محطة القطار
يحاول المدنيو الوصول إلى محطات القطار. وتظهر الصورة تزاحم المدنيين في محطة قطارات مدينة إيربين الأوكرانية، حيث يريد الناس ركوب القطار إلى العاصمة كييف لمغادرة البلاد من هناك.
صورة من: Chris McGrath/Getty Images
مع عربة الأطفال عبر النهر
عندما تظهر مثل هذه المشاهد، تتكشف عبثية الحرب بأجلى صورها. جنود أوكرانيون يساعدون أسرة هاربة عبر نهر إيربين بالقرب من العاصمة كييف بعد أن دمرت الغارات الروسية معظم الجسور في البلاد.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
نيران على مستشفى ماريوبول
تتعرض مدينة ماريوبول لقصف شديد من القوات الروسية والجماعات الأوكرانية الانفصالية الموالية لموسكو. مستشتفى المدينة لم يسلم بدوره من نيران القوات المهاجمة. بينما تواصل منظمات إنسانية مساعيها من أجل فتح ممرات إنسانية لتمكين المدنيين العالقين من الخروج من المدينة المحاصرة التي يبلغ عدد سكانها 400 ألف نسمة.
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/picture alliance
رجال المطافئ في مهمات مستحيلة وسط جحيم الحرب
هاجمت القوات الروسية قرية شايكي القريبة من العاصمة كييف التي تواصل حشود من الجيش الروسي التقدم نحوها ومحاصرتها. السلطات المحلية في شايكي تقول إن القصف تسبب في تدمير وحرق محلات تجارية ومبان سكنية. هنا رجل إطفائي أثناء محاولته إطفاء النيران المشتعلة بمتجر في شايكي التي لا تبعد سوى 22 كيلومترا من وسط كييف.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/REUTERS
فارون من القصف يحتمون بجسر مدمر في ايربين
مدنيون بالمئات لجؤوا إلى جسر مدمر في مدينة ايربين للإحتماء به من قصف الجيش الروسي. المدنيون يحاولون عبور نهر ايربين بحثا عن ممرات آمنة للخروج من مدينتهم التي تتعرض لعمليات عسكرية مكثفة تنفذها مقاتلات ودبابات روسية على المدينة الصغيرة الواقعة على بعد 30 كيلومترا من العاصمة كييف.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
أفراد أسرة يحاولون الفرار من القصف
أسرة في مدينة ايربين أثناء فرارها من المدينة التي تتعرض لقصف شديد من القوات الروسية. ينتهز المدنيون مدة وقف إطلاق النار القصيرة للفرار عبر ممرات إنسانية آمنة، سرعان ما تتعرض للانتهاك بسبب تجدد القتال المركز على ايربين وغيرها من المدن والقرى المجاورة للعاصمة كييف.
صورة من: Diego Herrera/EUROPA PRESS/dpa/picture alliance
براءة وحب في زمن الحرب
طفل أوكراني لاجئ فر من الحرب ببلاده ينتظر وسيلة نقل في محطة نيوغاتي في بودابست عاصمة المجر، ملوّحا بإشارة الحب. وتعتبر المجر من دول جوار أوكرانيا وتستقبل عشرات الآلاف من اللاجئين الفارين من الحرب التي تشنها روسيا.
فاليري جندي في الجيش الأوكراني لم تشغله ظروف الحرب ومعاناتها عن تقديم باقة ورود لزوجته ليزا بمناسبة ذكرى زواجهما. حيث التقى الزوجان يوم 6 مارس/آذار في الجبهة للدفاع عن العاصمة كييف.
صورة من: Genya Savilov/AFP/Getty Images
موسكو: قمع لمحتجين روس على الحرب
في موسكو ومدن روسية أخرى يتظاهر يوميا آلاف النشطاء والمواطنون الروس احتجا على الحرب في أوكرانيا وعلى قرار الرئيس بوتين اعترافه بإقليمي الدونباس كجمهورتين مستقلتين عن أوكرانيا. رجال الشرطة أثناء احتجازهم لأحد المتظاهرين واقتياده من ميدان بالعاصمة موسكو يشهد مظاهرات.
صورة من: Sergei Fadeichev/TASS/dpa/picture alliance
مظاهرات حاشدة في ألمانيا ضد الحرب
في مدينة ماينتس غرب ألمانيا تظاهر، مساء الأحد 6 مارس/آذار، الآلاف ضد الغزو الروسي لأوكرانيا. في ساحة غوتنبلاتس أمام كاتدرائية مدينة ماينتس الرئيسية رفع متظاهرون العلم الأوكراني وشعارات تشجب الحرب.
صورة من: Sebastian Gollnow/dpa/picture alliance
سقوط مدينة خيرسون
تحركت قوات روسية في وسط مدينة خيرسون الأوكرانية الساحلية الخميس (الثالث من آذار/ مارس 2022) بعد يوم من روايات متضاربة بشأن ما إذا كانت روسيا قد سيطرت على مركز حضري رئيسي لأول مرة خلال الغزو الذي دخل يومه الثامن.
صورة من: REUTERS
مواليد وأمهاتهم في قبو المستشفى
أطفال مرضى وحيدثو الولادة وبجانبهم أمهاتهم، تم نقلهم إلى قبو بمستشفى الأطفال في كييف، لحمايتهم من عمليات القصف التي ينفذها الجيش الروسي على العاصمة الأوكرانية، ولم تسلم منها المستشفيات، مثل المستشفى المركزي في قلب المدينة الذي تعرض لقصف يوم فاتح مارس آذار، كما تم استهداف محطات للطاقة والكهرباء في ضواحي المدينة.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
أطفال ضمن القتلى والجرحى
تشهد العاصمة كييف قصفا شديدا ورغم حديث الجيش الروسي عن عمليات قصف "دقيقة" لمواقع استراتيجية حسّاسة، فقد طالت الهجمات مدنيين، كما تقول السلطات الأوكرانية. في مستشفى بكييف يرقد هذا الطفل الذي أصيب يوم 28 فبراير/ شباط في هجوم أصيبت فيه سيارة كان على متنها مع عائلته وقتل فيها شقيقه ذو الست سنوات.
صورة من: Aytac Unal/AA/picture alliance
خاركيف تحت القصف الروسي
في خاركيف ثاني كبرى مدن أوكرانيا، أعلن حاكم المقاطعة في ثاني مارس آذار، مقتل 21 شخصا وإصابة 112 آخرين في هجمات صاروخية للجيش الروسي. كما نشرت وزارة الخارجية الأوكرانية صورا ومقطع فيديو لهجوم صاروخي على ساحة مركزية في خاركيف. ويظهر هنا استهداف المبنى الرئيسي لمقاطعة الشرطة في قلب المدينة التي يسكنها 1,4 مليون نسمة والواقعة قرب الحدود مع روسيا.
صورة من: Ukraine Emergency Ministry press service/AFP
قصف برج التلفزيون
في كييف، استهدفت القوات الروسية برج التلفزيون في وقت متأخر بعد ظهر الثلاثاء (الفاتح من مارس/ آذار)، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة خمسة آخرين بحسب خدمات الطوارئ، وأظهرت صورة نشرتها الداخلية الأوكرانية البرج مغطى بدخان رمادي كثيف لكنه ما زال قائما. وبعد ساعة على الهجوم، عادت معظم القنوات الأوكرانية إلى العمل بشكل طبيعي. بيد أن القوات الروسية تضع ضمن أهدافها قصف المراكز الحسّاسة وضمنها الإعلامية.
صورة من: Carlos Barria/REUTERS
فارون من جحيم الحرب ينتظرون دورهم على حدود أوكرانيا
آلاف النازحين من مناطق أوكرانية مختلفة يقفون في طابور طويل على معبر شيهايني الحدودي مع بولندا. في نقطة تفتيش من جانب الحدود الأوكرانية، الآلاف ينتظرون دورهم لعبور الحدود إلى بولندا. كما تنتظر سيارات وشاحنات على امتداد 26 كيلومترا. بعض العائلات تنتظر منذ أسبوع، ورغم مظاهر الإرهاق والمعاناة التي تبدو على النازحين كل شيء يتم في إطار هادئ. وتصف تقارير أجواء وروح تضامن ومساعدة كبيرة.
صورة من: GlobalImagens/imago images
لاجئون وصلوا إلى بولندا
في معابر الحدود مع بولندا يتدفق عشرات آلاف اللاجئين من أوكرانيا. المعبر الحدودي في كورتشوفا يستقبل لاجئين فارين من ويلات الحرب بأوكرانيا. متطوعون بالمئات من بولندا ومن دول أوروبية يهبّون لمساعدة اللاجئين، بتوفير المواد الغذائية والأغطية والملابس، وتزويدهم بالإرشادات القانونية والمعلومات المناسبة لمساعدتهم على الوصول إلى مقاصدهم.
صورة من: Grzegorz Szymanowski/DW
مظاهرات في ألمانيا.."التضامن مع أوكرانيا - السلام في شرق أوروبا الشرقية"
تظاهر آلاف الألمان مساء السبت 27 فبراير/ شباط في العاصمة الألمانية وعدد من المدن الأخرى احتجاجا على الهجوم الروسي على أوكرانيا. في برلين تظاهر زهاء نصف مليون شخص في الشوارع والساحات وأمام جادة بوابة براندنبورغ التاريخية، احتجاجاً على الهجوم الروسي على أوكرانيا. وشهدت ميونيخ ودوسيلدورف وفرانكفورت مظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف تحت شعار "التضامن مع أوكرانيا - السلام في شرق أوروبا الشرقية".
صورة من: Markus Schreiber/AP Photo/picture alliance
مسيرة سلام بدلا عن فعاليات كرنفال الراين
نزل عشرات الآلاف من الأشخاص الاثنين (28 فبراير/ شباط) إلى شوارع مدينة كولونيا في تظاهرة شبه كرنفالية من أجل السلام في أوكرانيا. وسار المتظاهرون على طول الطريق ضمن فعاليات "روزنمونتاغ" (اثنين الورود) حيث خاطبت فيها عمدة المدينة هنرييت ريكير المشاركين وقالت "لدي إعجاب لا حدود له بكل الروس الشجعان الذين خرجوا إلى شوارع بلادهم منذ يوم الجمعة"، في إشارة إلى المظاهرات المناوئة للغزو الروسي لأوكرانيا.
صورة من: Rolf Vennenbernd/dpa/picture alliance
نصب الجندي السوفييتي المجهول بلون علم أوكرانيا
في صوفيا عاصمة بلغاريا قام متضامنون مع أوكرانيا بصباغة النصب التذكاري للجندي المجهول الذي يرمز للسوفييت، بلون علم أوكرانيا، وذلك اجتجاجا على الغزو الروسي. وبلغاريا مثل عدد من دول الاتحاد الأوروبي - جمهورية التشيك وإستونيا وألمانيا وبولندا - قررت إغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية الروسية، مما أجبر الطائرات الروسية المتجهة غربًا على القيام بعمليات تحويل هائلة.
صورة من: Nikolay Doychinov/AFP/Getty Images
تضامن من جماهير ليفربول وتشيلسي
في ملعب ويمبلي اللندني الشهير، رفعت جماهير فريقي ليفربول وتشيلسي لافتات ولوحات تضامنية مع أوكرانيا. كما رفعت خلال أطوار المباراة المثيرة، شعارات مناهضة للحرب وللغزو الروسي. وكانت مباراة نهائية دراماتيكية استمرت قرابة 3 ساعات على ملعب ويمبلي، حسمت بضربات ترجيحية وتوج فيها ليفربول بطلا لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.
صورة من: Michael Regan/Getty Images
حرب شوارع في خاركيف
قال الحاكم المحلي لمدينة خاركيف الأوكرانية أوله سينغوبوف إن القوات الأوكرانية تقاتل القوات الروسية في شوارع المدينة الواقعة في شمال شرق أوكرانيا. وأضاف سينغوبوف "مركبات خفيفة للعدو الروسي اقتحمت خاركيف بما في ذلك وسط المدينة".
صورة من: Vadim Ghirda/AP/picture alliance
مهاجمة منشأة للنفط والغاز
قال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية هاجمت منشآت نفط وغاز في أوكرانيا مما أدى إلى وقوع انفجارات ضخمة. لكن الشركة التي تدير خط أنابيب الغاز في أوكرانيا أعلنت في وقت لاحق أن مرور الغاز الروسي لأوروبا عبر أوكرانيا مستمر بشكل طبيعي وإنه لم تحلق أي أضرار بخط الأنابيب جراء أي انفجارات.
صورة من: Maksim Levin/REUTERS
بولندا تستقبل اللاجئين
قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي إن بلاده مستعدة لاستقبال عدد كبير من اللاجئين بسبب الحرب في أوكرانيا.
وصرح مورافيسكي: "سنستقبل من يحتاجون إلى ذلك". وأكد مورافيسكي أن بولندا "مستعدة لاستقبال عشرات الآلاف ومئات الآلاف من اللاجئين الأوكرانيين". ووفقا للحكومة البولندية، وصل أكثر من 110 آلاف لاجئ أوكراني إلى بولندا منذ بدء الغزو الروسي يوم الخميس الماضي.
صورة من: Czarek Sokolowski/AP Photo/picture alliance
قوات روسية تقترب من كييف
في اليوم الثاني للحرب انتشرت دبابات أوكرانيا بعد أن باتت قوات روسية من العاصمة كييف من الجهتين الشرقية والشمالية الشرقية بحسب الجيش الأوكراني، فيما تدور معارك الجمعة داخل العاصمة غداة هجوم كثيف باشرته روسيا التي قال وزير خارجيتها أنها مستعدة لحوار مع السلطات ما إن "تلقي القوات المسلحة الأوكرانية سلاحها".
صورة من: GLEB GARANICH/REUTERS
موجة نزوح
قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة إن إمدادات الوقود والأموال والمستلزمات الطبية تتناقص في أجزاء من أوكرانيا بعد الغزو الروسي، مما قد يدفع ما يصل إلى خمسة ملايين للنزوح إلى الخارج.
صورة من: Sandrinio Neagu/DW
اتهامات بقصف مناطق سكنية
من جانبها تحدثت كييف عن ضربات صاروخية روسية لمناطق سكنية في العاصمة كييف، فيما نفت روسيا هذه الاتهامات، وفقا لما نقلت وكالات أنباء روسية عن مصدر بوزارة الدفاع، الذي قال أيضا بأن الطائرة التي أُسقطت فوق كييف صباح اليوم الجمعة كانت مقاتلة أوكرانية سقطت بنيران صديقة.
صورة من: Ukrainian President s Office/Zuma/imago images
المدنيون يتوجهون إلى المخابئ
أُطلقت صفارات الانذار صباح الخميس 24 فبراير شباط 2022، في وسط العاصمة الأوكرانية كييف التي تعرضت لغارات روسية على مستوى مواقع عسكرية قريبة منها وعدة مدن أخرى. المدنيون في كييف هرعوا إلى المخابئ ومحطات الميترو، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية ودولية.
صورة من: AFP via Getty Images
العاصمة كييف تحت القصف
ألسنة اللهب تشتعل في سماء كييف نتيجة فصف بالصواريخ لمواقع عسكرية ومطارات قرب العاصمة الأوكرانية ومدينتي كارخيف ودنيبرو. الغارات الروسية شملت عدة مدن جيث سُمع دوي انفجارات في كييف وماريوبول وكراماتورسك وخاركيف وأوديسا، ومناطق أخرى.
صورة من: Mary Ostrovska/AP Photo/picture alliance
بداية الهجوم الروسي
فجر الخميس 24 فبراير شباط 2022، دخلت القوات البرية الروسية أوكرانيا من اتجاهات عدة، بعد قليل من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين شن هجوم على البلاد دعما للإنفصاليين في شرق أوكرانيا. الهجوم الروسي استهدف إقليم الدونباس، وبدأ باقتحام دبابات ومعدات ثقيلة أخرى عبرت الحدود في مناطق شمالية عدة، وكذلك من شبه جزيرة القرم التي ضمها الكرملين في جنوب أوكرانيا.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
الرئيس الأوكراني يناشد العالم "لإجبار روسيا على السلام"
في خطاب للأمة أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحكام العرفية في كل أنحاء البلاد. وقال للأوكرانيين "لا داعي للهلع" مؤكدا "سننتصر". وبعد خطابه الذي ألقاه مباشرة بعد بدء الهجوم الروسي على بلاده، دعا زيلينسكي العالم لإنشاء "تحالف مناهض لبوتين" من أجل "إجبار روسيا على السلام".
صورة من: Ukrainian Presidential Press Service/REUTERS
عقوبات غربية جديدة
أدان أمين عام حلف الناتو بشدة الهجوم الروسي ووصفه بأنه "تهديد خطير للأمن الأورو- أطلسي"، مؤكدا مواصلة دعمه لأوكرانيا والدول الأعضاء في شرق أوروبا وفي البلطيق. الإتحاد الأوروبي أعلن أن العقوبات الجديدة التي يعتزم فرضها على روسيا تتضمن منع وصول البنوك الروسية لأسواق المال الأوروبية. وتجميد الاصول الروسية في الاتحاد وحظر دخول القطاعات الاقتصادية الروسية المهمة لمجالات التكنولوجيا الرئيسية والأسواق.
صورة من: Olivier Matthys/AP/dpa/picture alliance
الرئيس بايدن يوقع على عقوبات أمريكية
الرئيس الأمريكى جو بايدن يوقع أول مجموعة من العقوبات على روسيا وذلك ردا على "بدء فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا المجاورة". الولايات المتحدة تفرض "دفعة أولى" من العقوبات على روسيا وتستهدف مؤسستين ماليتين ووصول موسكو إلى مصادر التمويل الغربية فضلا عن "النخب الروسية"، بالاضافة إلى عقوبات على الدين السيادي الروسي. بايدن أعلن أنه سيتم تغيير أماكن انتشار قوات أمريكية متمركزة في أوروبا.
صورة من: Adam Schultz/White House/Planet Pix/Zuma/dpa/picture alliance
حقبة جديدة
بعد اعتراف روسيا بسيادة الانفصاليين على إقليمي دونيتسك ولوهانسك، يرى الرئيس السابق لمؤتمر ميونخ الدولي للأمن فولفغانغ إشينغر، أن حقبة جديدة وخطيرة قادمة. وقال إشينغر على تويتر: "سيبقى هذا اليوم (الثلاثاء 22 فبراير/ شباط 2022) طويلا في الذاكرة، ففيه انتهى الأمل في أوروبا بهيكل أوروبي موحد". في الصورة جنود أوكرانيون يحرسون حاجزا بالقرب من الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا.
صورة من: Evgeniy Maloletka/ASSOCIATED PRESS/picture alliance
إدانة أممية للقرار الروسي
أعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وحفظ السلام روزماري ديكارلو عن "أسفها" للقرار الروسي. وقالت خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي "الساعات والأيام القادمة ستكون حرجة". واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنّ قرار موسكو يشكّل "انتهاكاً لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها". وشدّد على أنّ الاعتراف الروسي "يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة".
صورة من: Evan Schneider/United Nations/AP Photo/picture alliance
بوتين يتحدى الغرب
وكان بوتين قد أعلن اعتراف روسيا باستقلال إقليمي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليين في شرق أوكرانيا، وذلك في خطاب عبر التلفزيون الرسمي، رغم تحذيرات الغرب بأن ذلك سيعرض روسيا لعقوبات شديدة. وبث التلفزيون الرسمي لقطات تظهره يوقع في الكرملين اتفاقيات تعاون مع زعيمي الإقليمين، كما أمر بوتين جيشه بدخول الإقليمين الانفصاليين.
صورة من: Alexey Nikolsky/Kremlin/SPUTNIK/REUTERS
التحذير من عقوبات على روسيا
قاد الرئيس الأمريكي جو بايدن الجهود الغربية لردع الجانب الروسي، وأعلن في 13 شباط/فبراير، اتفاقه مع نظيره الأوكراني على مواصلة "الدبلوماسية" و"الردع" في مواجهة موسكو. كما حذّر المستشار الألماني أولاف شولتس من أن العقوبات الغربية ستكون "فورية" في حال غزت روسيا أوكرانيا. وأرسلت العديد من الدول الأوروبية وبريطانيا أسلحة أو مساعدات إلى كييف. وقدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية.
صورة من: Susan Walsh/AP/dpa/picture alliance
تعليق المصادقة على تشغيل "نورد ستريم 2"
وبالفعل أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أنه قرر تعليق المصادقة على تشغيل خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" مع روسيا ردا على اعتراف موسكو بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا. وأضاف "هناك عقوبات أخرى أيضا يمكن أن نعتمدها في حال اتُّخذت إجراءات إضافية. لكن في الوقت الحاضر، يتعلق الأمر باتّخاذ خطوة ملموسة للغاية".
صورة من: John Macdougall/AFP/Pool/dpa/picture alliance
ماكرون يقوم بمسعى دبلوماسي مع بوتين
تكثفت الجهود الدبلوماسية لمحاولة تجنب اندلاع حرب. في 7 شباط/فبراير زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موسكو وكييف. بعد لقاء طويل في الكرملين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي قال فلاديمير بوتين إنه مستعد "لتسويات".
صورة من: Thibault Camus/Pool AP/dpa/picture alliance
بعد تردد.. ألمانيا تشدد لهجتها مع روسيا
بعد أسبوع من زيارة ماكرون، توجه المستشار الألماني إلى كييف وموسكو. وقبيل سفره أنذر شولتس روسيا بعقوبات: "سينتج عن أي عدوان عسكري على أوكرانيا يهدد وحدة أراضيها وسيادتها ردود فعل قاسية وعقوبات جهزناها بعناية ويمكن أن نضعها قيد التنفيذ على الفور مع حلفائنا في أوروبا وحلف شمال الأطلسي". وشددت ألمانيا التي تُتهم بالتساهل كثيرا حيال روسيا وبأن موقفها "ملتبس" لهجتها في الأيام الأخيرة.
صورة من: Mikhail Klimentyev/Sputnik/dpa/picture alliance
الأوكرانيون يستعدون للأسوأ
بحسب استفتاء نُشر أواخر يناير/كانون الثاني، اعتبر 48 بالمئة من الأوكرانيين أن الغزو الروسي ممكن، ويحضّر عدد متزايد منهم تدريبات احتمالا للأسوأ. ويتدرب البعض على حفر ملاجئ في الثلوج في غابة قرب كييف، في حين يتدرب آخرون على حمل السلاح. ويتعلم هؤلاء تقنيات الدفاع عن النفس. ويقول أحدهم: "هذا بلدي، كيف يمكن ألا أشعر بالقلق؟". ويقول إنه غير متأكد من حصول الغزو، "لكن، يجب أن نكون مستعدين."
صورة من: Vadim Ghirda/AP Photo/picture alliance
عدة دول تطلب من مواطنيها مغادرة أوكرانيا
وكانت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية وإسرائيل قد طلبت من مواطنيها مغادرة أوكرانيا في أقرب وقت. كما سحبت بعض الدول موظفيها غير الأساسيين من كييف، وأغلقت بعض الدول سفاراتها في العاصمة الأوكرانية، ونقلت دول أخرى عملياتها من كييف إلى مدينة لافيف في غرب أوكرانيا ليس ببعيد عن الحدود مع بولندا.
صورة من: AA/picture alliance
البنتاغون ينقل مقاتلات إف 16 إلى رومانيا
أعلنت واشنطن نقل مقاتلات إف-16 من ألمانيا إلى قاعدة برومانيا تبعد نحو 100 كيلومتر من البحر الأسود. كما أعلن عن وصول قاذفات استراتيجية أمريكية من طراز بي-52 إلى بريطانيا للمشاركة في مناورات "مقررة منذ فترة طويلة"، فيما أعلنت البحرية الأمريكية وجود أربع مدمرات في المجال الأوروبي لتعزيز الأسطول السادس. وأرسل البنتاغون ثلاثة آلاف عسكري إلى ألمانيا وبولندا ورومانيا لطمأنة أعضاء الناتو بشرق أوروبا.
صورة من: Czarek Sokolowski/AP/picture alliance
جونسون يتوعد بعقوبات غير مسبوقة
توعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون روسيا بعقوبات غربية "أشد من أي أمر قمنا به من قبل" إذا غزت أوكرانيا. ويؤكد الأوروبيون أنهم جاهزون لفرض عقوبات اقتصادية ومالية قاسية على موسكو. وسوف تقرر الدول الأعضاء ماهية العقوبات وستُعقد قمة لفرضها بالتشاور مع شركاء الاتحاد الأوروبي.
صورة من: Daniel Leal/Getty Images
أصل التوتر يعود للحشود العسكرية الروسية
وبدأ التوتر السياسي عقب حشد روسيا نحو 130 ألف جندي على حدود جارتها الغربية، وتفاقم الوضع مع إجراء الكرملين أكبر مناورات عسكرية روسية منذ سنوات في البحر الأسود وبحر أزوف قبالة الساحل الجنوبي لأوكرانيا. وتقول روسيا إنها مهددة بتوسع حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية وتطالب بـ"ضمانات أمنية" لاسيما تأكيد بأن كييف لن تنضم يوماً إلى الحلف.
صورة من: Sergei Malgavko/picture alliance/dpa/TASS
روسيا ترفع درجة التنسيق العسكري مع بيلاروسيا
ففي 18 كانون الثاني/يناير، بدأت موسكو بنشر جنود في بيلاروسيا. وفي 10 شباط/فبراير وبالتزامن مع المناورات في البحر الأسود، بدأت القوات الروسية والبيلاروسية مناورات كبرى بالذخيرة الحية في بيلاروسيا على مدار عشرة أيام. وتشترك بيلاروسيا الحليف المقرب لروسيا في الحدود مع أوكرانيا، مما يعني أن الحشد يجري على ثلاثة جوانب لأوكرانيا.
صورة من: Russian Defense Ministry Press Service/picture alliance
جذور الأزمة تعود لضم شبه جزيرة القرم عام 2014
وتعود الجذور القريبة للأزمة الأوكرانية إلى عام 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية بعد وصول موالين للغرب إلى السلطة في كييف مطلع ذلك العام. وكذلك دعمت موسكو انفصاليين موالين لها في نزاع مستمر في شرق أوكرانيا منذ ثماني سنوات، أدى إلى سقوط حوالي 13 ألف قتيل، ورغم توقيع اتفاقات سلام لم يتوقف العنف تماماً على الجبهة. (اعداد: خالد سلامة/ علاء جمعة).
صورة من: Vadim Savitsky/Russian Defense Ministry Press Service/AP/picture alliance
48 صورة1 | 48
وبهذا الشأن، ناشدت صحيفة "دي تليغراف" الهولندية (السادس من مارس) دول التكتل القاري من أجل بذل مزيد من الجهود الدفاعية في أوروبا وكتبت معلقة "في الحرب الأوكرانية التي استمرت لثلاث سنوات حتى الآن، كانت رسالة الغرب دائمًا هي أن روسيا لا يجب أن تنتصر. وقد أكد رئيس الوزراء الهولندي السابق (وأمين عام الناتو الحالي) مارك روته على هذا الأمر مرارًا وتكرارًا. وفي الوقت نفسه، يراقب الكرملين بشعور من الرضا كيف يتفكك التحالف الغربي نتيجة لضغوط الرئيس ترامب من أجل التوصل إلى اتفاق سلام سريع. ترغب الدول الأوروبية في تقديم خطتها الخاصة وتتناقش بالفعل بشأن قوة حفظ السلام. ومع ذلك، يبقى إلى حد كبير ما يدور في أذهان الروس بعيدًا عن الأنظار، باستثناء استسلام كييف. لأنه يبدو أن المطالب الروسية قبل غزو أوكرانيالم تتغير. (...) يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - وهذا يبدو مقلقًا - قد وصل إلى معسكر الكرملين على أمل التوصل إلى اتفاق سريع. يجب على أوروبا أن تنفق المزيد على دفاعها الخاص، وأن تتوحد في مواجهة محاولات روسيا لتدمير النظام الأمني الأوروبي".
وذهبت صحيفة "نپزافا" اليسارية الليبرالية في بودابست (السادس من مارس) في نفس الاتجاه وكتبت "النظام العالمي الذي نعيش فيه منذ عقود ينهار في لحظات قليلة (..) أوروبا لم تعد قادرة على الاعتماد على الولايات المتحدة (..) السؤال الكبير هو: كيف سيكون شكل أوروبا في المستقبل؟ (..) في أوروبا المستقبلية هذه، لن يكون هناك مكان للمجر - طالما بقيت الحكومة (تحت قيادة رئيس الوزراء المؤيد للكرملين فيكتور أوربان) في السلطة. (..) وفقًا لجميع المؤشرات، يتشكل تحالف جديد للدفاع والحماية، يتكون من بريطانيا وفرنسا وفي ألمانيا (بعد أن يتولى فريدريش ميرتس منصبه كمستشار)، بالإضافة إلى بولندا (..) خطوط التصدع داخل أوروبا واضحة، لكن يجب أن ندرك: من يظل خارج هذا التحالف الذي يتشكل سيكون عرضة لتهديدات روسيا وسيكون دون حماية".
إعلان
أي مظلة نووية لأوروبا في مواجهة التهديد الروسي؟
هل تصبح ألمانيا قوة نووية؟ أم أن بريطانيا وفرنسا قادرتان على توفير مظلة نووية لأوروبا؟ لقد بات الأوروبيون يتأكدون يوما بعد يوم أن المظلة الأمريكية أصبحت غير موثوقة، فبدأو البحث عن بديل. هناك أفكار كثيرة لتطوير أسلحة نووية أوروبية مشتركة (..) لكن هذا سيكون مكلفاً. ويعني أنه يجب على البلدان التي ستشتري الأسلحة النووية وتمولها أن تبتلع كبرياءها الوطني وتشترك في الحماية النووية مع الأوروبيين الآخرين. البلد الوحيد الذي يمكنه تحمل ذلك هو ألمانيا.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد كشف (الخامس من مارس) أنه يدرس وضع الحلفاء الأوروبيين تحت حماية الأسلحة النووية الفرنسية وقال بهذا الصدد "استجابة للدعوة التاريخية لمستشار ألمانيا المحتمل، قررت فتح مناقشة استراتيجية حول حماية حلفائنا بالقارة الأوروبية عبر قوة ردعنا". وكان فريدريش ميرتس اقترح خلال الحملة الانتخابية الأخيرة إجراء مباحثات مع القوى النووية الأوربية الغربية بشأن وضع نهج شامل، كما أن بريطانيا أيضا لديها أسلحة نووية.
وبهذا الصدد كتبت صحيفة "فرانكفورته ألغماينه تسايتونغ" الألمانية (السابع من مارس) معلقة "كان من الواضح أن الكرملين لن يعجبه ما طرحه الرئيس الفرنسي ماكرون: ضم حلفاء أوروبيين تحت المظلة النووية الفرنسية. كانت موسكو قد تابعت بفرح متزايد تراجع اهتمام واشنطن بأمن أوروبا، بل وتحتفظ بمصداقية "الردع الموسع" الذي يشكل أيضًا العمود الفقري للسياسة الدفاعية الألمانية (..) بتهديده شبه المكشوف باستخدام السلاح النووي، أثار بوتين في الغرب الخوف من التصعيد، مما حال دون تقديم الأسلحة إلى كييف، التي كانت قد تضع موسكو تحت ضغط عسكري أكبر وربما تدفعها للتفاوض" تقول الصحيفة.