أنا شاب في الثلاثين من عمرى أنهيت دراستي الجامعية وأعمل في وظيفة محترمة بمرتب مجز والحمد لله. مشكلتي حدثت مع أخي الأكبر الذي تزوج منذ أربع سنوات من فتاة جميلة ولم ينجبا حتى الآن. زوجة أخي شخصيتها ناعمة جدا وهي تعامل الجميع بحنان زائد وتنادي أى شخص بجمل مثل "ياحبيب قلبي"، "يانور عيني" الخ..

منذ شهر تلقيت مكالمة من أحد جيران أخي وأخبرني أن زوجة أخي تخونه مع رجل يتردد عليها يوميا بمجرد انصراف أخي إلى عمله. لم أصدق في البداية فذهبت إلى المبنى الذى يسكنه أخي وقابلت الجيران فأكدوا لي جميعا أن العشيق يأتي يوميا إلى زوجة أخي ويقضي معها اليوم في الشقة وينصرف قبل عودة أخي من عمله. قال الجيران إنهم فكروا في القبض على العشيق لكنهم استبعدوا الفكرة حتى لا تحدث فضيحة لأخي الذى يحبونه ويحترمونه وقرروا اخباري حتى أعالج الأمر بطريقتي.

قررت أن أتحرى الأمر بنفسي. ذهبت مبكرا إلى شقة الجار المقابلة لشقة أخي ولأن لي خبرة في التصوير فقد ضبطت الكاميرا على العين السحرية ونجحت في تصوير العشيق وهو يدخل شقة أخي بل ان زوجة أخي من فرط شوقها للعشيق طبعت على فمه قبلة سريعة قبل أن تغلق الباب. هذا المشهد المشين ظهر بوضوح في الفيديو الذي نقلته على فلاشة وذهبت بسرعة إلى أخي في عمله. تلقاني بترحاب فقلت له:

- عندي أخبار سيئة...أرجو أن تسيطر على أعصابك لأن الموقف صعب

- خير ان شاء الله                                                              

- للأسف الشديد زوجتك تخونك                                            

- ماهذا الكلام.؟..هل أنت في كامل وعيك.؟                         

ـ للأسف هذه الحقيقة. عندى فيديو لها وهي تقبل عشيقها الذى يزورها كل يوم بعد أن تخرج.

- من قال لك هذا الكلام الفارغ؟                 

- لقد رأيته بعيني وصورته بنفسي والجيران كلهم يعلمون

- زوجتي مثال للشرف والجيران كلهم شخصيات شريرة يريدون أن يخربوا بيتي بأي طريقة ونساء الجيران تقتلهن الغيرة من زوجتي لأنها أجمل منهن جميعا.

- يا أخي الموضوع لاعلاقة له بالغيرة .زوجتك تخونك فعلا. هل تريد أن تشاهد الفيديو..؟

- لا أريد أن أرى شيئا ولو رأيت لن أصدق شيئا.

سكت من فرط الذهول واذا بأخي يستطرد بحماس: 

- زوجتي انسانة عظيمة لا تعوض.. أنت أكلت من يدها. بذمتك..هل رأيت زوجة تطبخ أكلا لذيذا مثلها؟

- ماقيمة أكلها اللذيذ اذا كانت تخونك..؟

استطرد وكأنه لا يسمعني: 

- هل تعلم كم تسهر زوجتي على راحتي..؟ هل تعلم أنها تقص أظافري وتنظف أذني بيديها..؟

- ماهذا الكلام الخائب.؟ أقول لك انها خائنة

- هل تعلم أن زوجتي تكوي ملابسي الداخلية بنفسها.. كم زوج تعرفه يرتدي ملابس داخلية مكوية..؟

- في داهية يا أخي الملابس الداخلية 

- هل تعلم أن صوتها جميل جدا وأنها تغنى لي كل ليلة أغنية "آه يا أسمراني اللون حبيبي الأسمراني" حتى أغمض عيني وأروح في النوم

- ماذا يفيدك الغناء اذا كانت تخونك..؟ 

- هل تعلم أنها تشتري كل يوم الورد والياسمين وتضعهم بجواري في السرير حتى افتح عيني عليهم في الصباح     

قلت بغضب:

ـ يا أخي في ستين داهية الورد والياسمين .. انها تخونك

- أنا لا أسمح لك باهانتها أبدا .                         

- يا أخي افهم.  أؤكد لك انها تخونك كل يوم.                 

- أنت كذاب                                                        

- تفضل الفيديو تفرج عليه                                             

تناول أخي الفلاشة والقى بها غاضبا من النافذة المفتوحة  وصاح

- اسمع. أنا أعرف من دفع لك حتى تلوث سمعة زوجتى. يا خائن. أقسم بالله لو تكلمت عن زوجتي بالسوء لأقطع لك لسانك

- أنا أحاول حماية شرفك

- بل أنت تتآمر ضدي

- تعال معي الآن ستجد عشيقها في سريرك

- اخرس

هكذا صاح أخي وصفعني على وجهي ثم هجم على ليضربني لكنني خرجت بسرعة  وأنا أصيح:

- مهما ضربتني لن تغير الحقيقة. زوجتك تخونك كل يوم. 

حدث ذلك منذ أسبوع وأنا أعيش في حالة نفسية سيئة. أنا ممزق بين واجبي نحو أخي وغضبي من أفعاله. لا أصدق كيف يخدع أخي نفسه لدرجة أن ينكر خيانة زوجته وهي موثقة وواضحة كالشمس.. كيف يتهمني بالتآمر ضده وأنا أحرص الناس عليه..؟ فكرت طويلا فوجدت أمامي ثلاثة حلول أرجو أن تنصحني أيهم أختار  

- الحل الأول: أن أتحمل رذالة أخي وعدوانيته وأظل ألح عليه حتى يقتنع في النهاية بأن زوجته تخونه ويتخذ منها موقفا محترما ليحمي شرفه 

- الحل الثاني: أن أترك أخي في حالة الغيبوبة التى يعيش فيها وأتصدى بنفسي للزوجة الخائنة. فأقبض على العشيق بنفسي وأستدعي الشرطة لتثبت الخيانة في محضر رسمي ( وان كنت أخشى في هذه الحالة أن يقف أخي مع الزوجة الخائنة ضدي)

- الحل الثالث: أن أترك أخي في هذا الوضع المشين مادام قبله على نفسه وأهجره نهائيا وأتفرغ لمستقبلي وحياتي بعيدا عن هذه المشاكل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عزيزي القاريء.. وصلتنى الرسالة السابقة وأحتفظ باسم صاحبها بناء على طلبه.. بماذا تنصح صاحب هذه المشكلة؟ ابعث لي برأيك وسأنقل اليه الرأي الذى يختاره أغلب القراء

 

الديمقراطية هي الحل

   draswany57@yahoo.com

 

 

* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة رأي مؤسسة DW.