علاقة الإعلام بالتوتر في بايرن منذ إعلان رحيل غوارديولا
وفاق بنكيران٥ فبراير ٢٠١٦
جدل حول أرتورو فيدال، وانتقادات لغوارديولا، ومشاكل بخصوص المهدي بنعطية..انقلب حال بايرن ميونيخ، منذ الإعلان عن رحيل غوارديولا نهاية الموسم. وباتت الأجواء مشحونة والصحافة هي رأس الأفعى بالنسبة لغوارديولا وماتياس زامر.
إعلان
من وجهة نظر الإعلام المحلي وحتى الأوروبي فإن فريق بايرن ميونيخ دخل مرحلة الأزمة، وذلك منذ أن أعلن المدرب الإسباني بيب غوارديولا مغادرته النادي نهاية الموسم الحالي. وفي الآونة الأخيرة تهب رياح التوتر على الفريق، ما دفع أحد اللاعبين، ودون الكشف عن هويته، إلى الحديث إلى الصحافة عن أجواء "سيئة" تسود البايرن بسبب غوارديولا. هذا التصريح أثار حفيظة إدارة الفريق؛ فأطلقت عملية البحث عن "الجاني" دون أن تعرف، أو تكشف إلى غاية اللحظة عن اسمه.
موازاة لذلك، أخذ لاعب خط الوسط أرتورو فيدال جانبا من اهتمام الصحافة، التي صورته على أنه يتعاطى الكحول بكميات كبيرة، مستندة على حالات سكر متكررة ظهرت على اللاعب أثناء تواجده مع فريقه بالمعسكر التدريبي الشتوي بالدوحة. وفي المقابل، شاهد الجميع نسخة من راتب المدافع المغربي المهدي بنعطية، تناقلتها العديد من وكالات الأنباء بعد أن سربت بشكل مثير للجدل.
وفي ظل هذه الأجواء انطلق دور الإياب لمنافسات الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا)، ليفوز بايرن كالمعتاد في المباراتين اللتين أقيمتا إلى غاية اللحظة، أمام هامبورغ (1-2)، وأمام هوفنهايم (2-0))، لكن بأداء هزيل. كما أن المدافعين الأساسيين مارتينيز وبواتينغ تعرضا للإصابة، ما أجبر النادي على البحث عن "خطة طوارئ" تمثلت في التعاقد مع سيردار تاسكي على سبيل الإعارة من فريق سبارتاك موسكو، مع إمكانية شراءه بعد نهاية الموسم. لكن تاسكي نفسه أصيب في أولى الحصص التدريبية ليتحول إلى عبء بشكل أسرع، حسب ما تنبأ أقوى المشككين في مدى جدارة الدولي الألماني السابق في اللعب مع فريق من أحد أقوى الفرق الأوروبية حاليا.
الصحافة رأس الأفعى بالنسبة لغوارديولا
دفع الوضع الحالي بماتياس زامر مدير الكرة بالنادي إلى تقمص دول المهاجم الغاضب، وهو الدور، الذي كان يلعبه بامتياز رئيس النادي السابق أولي هونيس، الذي كان لا يخشى أحدا ويهاجم الجميع إذا ما تعلق الأمر بانتقاد البافاري. هونيس ما زال يقضي عقوبة السجن بسبب التهريب الضريبي، لكنه لن يبقى في السجن طويلا، فهو على مشارف العودة إلى النادي، بيته الأصلي. وإلى أن يحل يوم عودة هونيس إلى بايرن، يحاول ماتياس زامر إسكات الجميع وعلى رأسهم الصحافة، التي يراها باتت تنهش في سجل البايرن، حتى تغذي المنافسة في أوساط البوندسليغا، تزامنا مع الفترة المصيرية التي تمر منها المنافسات.
ويرفع زامر صوته عاليا مشددا على أن الأمور على ما يرام، وأن ما قيل عن أرتورو فيدال "غير حقيقي"، موضحا: "لدينا علاقة جيدة جدا مع فيدال، وتحدثنا معه حول الموضوع، وقال إن ذلك ليس حقيقيا ونحن نثق به".
تعرف على أعمدة نجاح فريق بايرن ميونيخ
عن جدارة واستحقاق كبيرين أحرز فريق بايرن ميونيخ بطولة الدوري الألماني قبل نهايتها. والفضل في هذا النجاح يعود إلى عدة أشخاص. نستعرض في هذه الجولة المصورة أهم أعمدة نجاح بايرن ميونيخ داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
صورة من: picture-alliance/dpa
المدرب الاستراتيجي
استطاع بيب غوارديولا خلال فترة زمنية قصيرة أن يفرض مفهومه التدريبي واستوعب لاعبو الفريق البافاري تكتيكات الإسباني الذكي وأهمها: امتلاك الكرة بكثرة، والتمريرات القصيرة المتقنة والأنيقة. ومنها أيضا شن هجمات بدون توقف حتى لو كان الفريق متقدما على منافسه بثلاثة أهداف أو أربعة لصفر. لذلك ترى معظم لاعبي الفرق المنافسة يجرون فقط خلف لاعبي بايرن، ولا يقومون بعملية التحام وصراع معهم على الكرة.
صورة من: Getty Images
اللاعب الشامل
سواء في مركز الظهير الأيسر أو الظهير الأيمن أو حتى كلاعب خط وسط مدافع، منذ هذا الموسم، دائما يقدم فيليب لام أداء بمستوى عالمي في جميع الأماكن التي يوضع فيها، باستثناء مركز قلب الدفاع وحراسة المرمى لأنه قصير القامة قليلا. في الدوري الألماني، لمع نجمه بشدة في فبراير / شباط حتى أنه سجل هدفا في مرمى نورنبرغ، بعدما كان صائما عن التسجيل منذ هدفه في سان باولي في ديسمبر 2010.
صورة من: Getty Images
الجدار
كحارس لفريق بايرن ميونيخ تعود مانويل نوير الآن على أن يبقى متفرجا في معظم الأوقات أثناء مباريات البوندسليغا. ففي الموسم الجاري من النادر جدا أن تصل الكرة للاعبي الفرق المنافسة داخل منطقة جزاء نوير، فمدافعو بايرن هم في العادة من يملكون الكرة هنا. مع هذا فمانويل نوير يقظ دائما ومتواجد على الفور في المكان المناسب واللحظة المناسبة. لم يدخل مرماه هذا الموسم سوى 12 هدفا فقط، وهو رقم يتحدث عن نفسه.
صورة من: Getty Images
المغناطيس
عندما جاء خافي مارتينيز قبلب سنة ونصف إلى بايرن، كانت من لهم معرفة بالدوري الأسباني هم في فقط أساسا من يعرفون ميزات القوة لدى هذا اللاعب الإسباني، الذي دُفع فيه مبلغ 40 مليون يورو. أما اليوم فالجميع يدرك تماما مدى أهمية هذا اللاعب بالنسبة لمنظومة الفريق البافاري. مارتينيز هو المغناطيس الهادئ، الذي يلتقط الكرات سواء عندما يضعه غوارديولا في مركز قلب الدفاع أو كلاعب وسط مدافع.
صورة من: Getty Images/Afp/Christof Stache
اللاعب الأمنية
"إما هذا أو لا أحد": عبارة قالها غوارديولا قبل بداية الموسم عن تياغو الكانتارا، الذي يعرفه منذ أن كان مدربا لبرشلونة. واشترى بايرن اللاعب الإسباني مقابل 25 مليون يورو، وبإمكانهم اليوم أن يشعروا بأنهم محظوظون لأنهم استطاعوا ضم جوهرة أخرى إلى عقدهم. تياغو يمكنه توجيه دفة المباراة من خلال نظرته الرائعة للملعب ونجح في تسجيل هدف بطريقة رائعة، جلب به الفوز على شتوتغارت في الوقت المحتسب بدلا من ضائع.
صورة من: picture-alliance/dpa
العائد
لم يشارك باستيان شفاينشتايغر كثيرا في مباريات هذا الموسم فقد كان اللاعب الدولي مصابا لفترة طويلة جدا. والآن ها هو في طريق عودته إلى سابق قوته، وعاد مجددا للإمساك بزمام المباريات على أرضية الملعب. زملاؤه يبنون تحركاتهم عليه، ويمكن أن تكون خبرته بقيمة الذهب في بقية الموسم وخاصة في دوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa
الجلاد
كماهجم داخل منطقة جزاء الفريق المنافس يقوم ماريو مانجوكيتش بدور لا يحتاجه بيب غوارديولا في منظومة لعبه. رغم ذلك فإن المهاجم الكرواتي، صاحب الـ17 هدفا في الدوري هذا الموسم، يعد المهاجم الأكثر خطورة لدى بايرن.كما أنه سجل هدفين أيضا في دوري أبطال أوروبا وثلاثة في كأس ألمانيا. ورغم نسبة تهديفه العالية فمن المتوقع غالبا أن يرحل مانجوكيتش في الصيف القادم عندما يأتي روبرت ليفاندوفسكي إلى بايرن.
صورة من: Bongarts/Getty Images
الجناحان الطائران
وبينما يتمركز مانجوكيتش في المنتصف منتظرا الكرات لتحويلها إلى أهداف في مرمى الخصوم، يكثف الهولندي أرين روبن والفرنسي فرانك ريبري هجماتهما الخطيرة من على الجانبين. روبين سجل عشرة أهداف وصنع ستة أخرى. أما ريبري فسجل ثمانية أهداف ومرر عشر تمريرات حاسمة. مستواهما عالمي وكلاهما ذو قدرة رائعة على السيطرة على الكرة، لدرجة لا تسمح للمنافسين بإيقافهم أبدا طوال المباراة.
صورة من: Getty Images
المهاجم السريع
وإذا لم ينجح كل هؤلاء في التسجيل، يتكفل توماس مولر بإحراز الأهداف. فالمهاجم السريع يحمّس زملائه بمنتهى القوة وهو مسؤول عن تحقيق أجواء جيدة في الفريق. وبالإضافة إلى ذلك فإن مولر الهداف الخطير وصاحب الساقين الرقيقتين لديه إحساس لا يخطئ المكان الذي يجب أن يتواجد فيه لكي يسبب أعلى مستوى من الخطورة للخصم.
صورة من: Getty Images
المخطوف
كثيرا ما قام بايرن ميونيخ بخطف (شراء) أفضل اللاعبين لدى أقوى منافسيه. وقد نجح بايرن في خطف ماريو غوتزه من بوروسيا دورتموند مقابل 37 مليون يورو، وخطف معه أمل خصمه في الفوز باللقب. وقد حدثت زوبعة بسبب انتقال غوتزه "المهاجم غير الصريح"، الذي سجل هدفا في مرمى بوروسيا دورتموند، فريقه القديم. وسيلحق بماريو غوتزه إلى بايرن ميونيخ الصيف القادم ماكينة الأهداف روبرت ليفاندوفسكي مهاجم دورتموند الحالي.
صورة من: Reuters
الصف الثاني
إذا غاب أي لاعب من لاعبي الصف الأول للفريق البافاري، فهناك من يحل مكانه من اللاعبين الدوليين الجالسيين على مقعد البدلاء، وعلى أتم الاستعدادات لملء الفراغ، وبنفس القدر من الجودة تقريبا. البايرن لا يعرف كلمة "لاعب احتياطي"، فيما عدا حارس المرمى توم شتاركه، والمدافع دييغو كونتينتو والناشيء بيير إميل هويبيرغ. أما البقية فكلهم نجوم، معظمهم دوليون في منتخباتهم.
صورة من: picture alliance/Pressefoto Ulme
المدير: زامر المتذمر
وحتى لا يحدث أي تهاون داخل بايرن ميونيخ هناك ماتياس زامر. فالرجل الذي يشغل منصب المدير الرياضي للفريق يجد دائما ما يضايقه حتى لو كان بايرن فائزا على المنافس 9-0. فهو يضع إصبعه على الجروح، حتى لو لم تكن هناك جروح. وبطموحه الهائل ورغبته المطلقة في الفوز دائما وتحسين المستوى باستمرار، تناسب شخصية ماتياس زامر ميونيخ عامة وليس بايرن فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
الراعي السابق
في الخلفية يظهر أُولي هونيس، صانع بايرن، الذي حكم عليه مؤخرا بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف بسبب قضية تهرب ضريبي بقيمة حوالي 27 مليون يورو. وقد استطاع هونيس أن يجلب إلى الفريق أنسب العناصر، وجعل من بايرن ميونيخ فريقا أكثر روعة وقوة.
صورة من: picture-alliance/dpa
13 صورة1 | 13
الصحافة هي أيضا المتهم الأول بالنسبة لغوارديولا. فأثناء المؤتمر الصحفي بخصوص المباراة القادمة غدا السبت أمام بايرليفركوزن، لم يتحدث المدرب كثيرا اليوم الجمعة (الخامس من فبراير/ شباط 2016) عن الاستعدادات بقدر ما وجه انتقادات شديدة اللهجة إلى الإعلام، بدرجة عكست مدى التذمر الذي يعيشه المدرب الإسباني في هذه الأيام.
وحول خططه القادمة مع مانشستر سيتي، رفض غوارديولا الإدلاء بأي تعقيب، مؤكدا أنه موضوع مؤجل إلى حين وصوله إلى إنجلترا. واكتفى بالقول إنه كالنساء يستطيع القيام بمهمتين في وقت واحد، في إشارة إلى تحقيق الأهداف المسطرة مع البافاري وفي نفس الوقت المساهمة في إعداد التشكيلة الجديدة لمانشستر سيتي، فريقه القادم.
واشتكى غوارديولا أيضا من غياب الثقة في شخصه من قبل الصحافة، وهذه المشكلة لا يعاني منها هو فحسب؛ وإنما جميع المدربين حول العالم.