علماء يحللون طرق علاج تأثيرات كورونا بعيدة المدى ومشاكلها
٢٨ ديسمبر ٢٠٢١
لم يعد تركيز العلماء منصباً فقط على دراسة أعراض الإصابة بمرض كوفيد-19 ومحاولة ابتكار علاجات مختلفة له، وإنما أصبح هناك جانب شديد الأهمية يتعلق بدراسة تأثيرات ما بعد الشفاء من المرض جسدياً ونفسياً.
إعلان
عندما اندلعت جائحة كورونا في ربيع عام 2020، تركزت الأولوية على علاج المرضى ذوي الحالات الخطيرة بطبيعة الحال. ولم يتضح سوى بعد مضي شهور أخرى أن مرض كوفيد - 19 لا يهدد الحياة بشكل خطير وحسب، بل إنه من الممكن أن يكون له تأثير على صحة المريض على المدى البعيد للغاية.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 10% من مرضى كوفيد - 19 يعانون مشاكل مستمرة في الأسابيع الأولى بعد الإصابة. ترى ما الوضع اليوم الخاص بعلاج ورعاية هؤلاء الأشخاص قبل فترة وجيزة من انقضاء عام كورونا الثاني؟
كوفيد "طويل المدى"
يقول دومينيك بوكرت من المستشفى الجامعي في مدينة أولم جنوبي ألمانيا إن " تنامي المعرفة بالمرض أصبح هائلاً في الشهور الماضية، والصورة الإجمالية للمرض لم تعد اليوم ضبابية كما كانت في بداية الجائحة".
وثمة أضرار في أعضاء الجسم مثل القلب أو الرئة يمكن إثباتها في ما يتراوح بين 10 و 20% من مرضى كوفيد - 19، فيما يعاني ما يتراوح بين 60 و70% من مرضى كورونا من مشاكل وظيفية ومن ذلك على سبيل المثال تضاؤل القدرة على بذل مجهود أو اضطرابات في التركيز أو اضطرابات مستمرة في حاسة الشم والتذوق.
ويتحدث الخبراء عما يمكن وصفه بكوفيد طويل المدى في حال استمرت الشكاوى تؤثر على الحياة اليومية حتى بعد مرور ثلاثة شهور على الإصابة.
وأوضح بوكرت أن حالات أخرى للعدوى الفيروسية يمكن أن تؤدي إلى تداعيات مشابهة فهي ليست أمراضا نموذجية لعدوى فيروس كورونا " وهناك مفاهيم علاجية راسخة لعلاج هذه الشكاوى"، واستبعد بوكرت أن يتم تطوير علاجات خاصة لكورونا في الوقت الراهن لكنه توقع تحسن طرق العلاج والتشخيص بفضل استمرار تنامي الخبرة بالمرض.
تقول كارمن شايبنبوغن من مستشفى شاريتيه في برلين إن ما يتراوح بين ثلثي وثلاثة أرباع المرضى يشكون من إجهاد وتعب مزمنين يرتبطان في الغالب بتقييد القدرة على بذل مجهود.
متلازمة التعب.. أرق ما بعد كورونا
يذكر أن التعب يمكن أن يظهر كعرض مصاحب للكثير من الأمراض. كما أن متلازمة التعب المزمن المعروفة أيضا باسم التهاب الدماغ والنخاع العضلي تعتبر صورة سريرية مستقلة يكون التعب فيها جزءا من أعراض متنوعة، ولم يتم التعرف على هذه المتلازمة مع ظهور كورونا فقط ؛ إذ أنها يمكن أن تكون أيضا على سبيل المثال من تداعيات فيروس إبشتاين-بار.
ترجح الأبحاث التي جرت على فيروس إبشتاين-بار في الوقت الراهن أن متلازمة التعب المزمن تتعلق بأحد أمراض المناعة الذاتية، وقالت شايبنبوغن إن "الجسم يقوم أثناء ذلك بتكوين ما يعرف بالأجسام المضادة الذاتية ضد بعض مستقبلات معينة للضغط في الخلايا التي تتحكم على سبيل
المثال في التنفس أو ضربات القلب أو تدفق الدم". وتفسر التداعيات الجسدية مثل الزيادة المفرطة في ضربات القلب أو عدم توزيع الدم بشكل غير مناسب ما يعانيه المريض من عدم القدرة على بذل مجهود.
يعتمد علاج مرضى التعب على الأعراض الفردية التي يوجد لها مفاهيم علاجية، ويتركز العلاج على إجراءات إعادة التأهيل (النقاهة) والعلاج الطبيعي والعلاج التنفسي كما أن هناك أدوية يمكنها التخفيف من حدة الأعراض.
هل يحمي اللقاح على المدى الطويل؟
ورأت شايبنبوغن أن " التطعيم من حيث المبدأ يحمي بشكل جيد من مرض كوفيد طويل الأمد" وقالت إن السبب في ذلك يرجع بالدرجة الأولى إلى أن الملقحين يعانون أعراضا خفيفة في حال إصابتهم بالعدوى. وفي ذات السياق، قال بوكرت إن التغييرات على أعضاء الجسم تصبح نادرة الحدوث في حال الإصابة بمسار خفيف للمرض.
وتوصلت الدراسات الأولية التي تم إجراؤها حتى الآن إلى نتائج غير واضحة حول فعالية التطعيم في الحماية من كوفيد طويل الأمد، فقد أظهرت نتائج دراسة نشرت في مجلة " لانسيت انفكشيوس ديزيز" أن الحاصلين على التطعيم الكامل عانوا من الأعراض طويلة الأمد لكوفيد (بعد مضي أكثر من 28 يوما على الإصابة) بصورة أقل بشكل ملحوظ مقارنة بغير الملقحين.
وانتهت دراسة أخرى لم يتم نشرها بعد إلى أن التطعيم الكامل يحمي من الكثير من أعراض ما بعد كوفيد لكن ليس من كل هذه الأعراض.
ع.ح./ع.ج.م. (د ب أ)
في صور.. أرقام صادمة لوفيات كورونا في ألمانيا
تجاوزت حصيلة الوفيات في ألمانيا جراء الإصابة بفيروس كورونا حاجز الـ 100 ألف حالة، والأرقام القيساية تواصل تصاعدها المقلق لتبلغ لأول مرة 70 ألف إصابة لليوم الواحد.
صورة من: Jan Woitas/dpa/picture alliance
حصيلة مؤسفة
بسبب كورونا فقد هذا الرجل زوجتة التي يزور قبرها في مقبرة بمدينة بون. والمتوفاة هي ضمن 100 ألف حالة وفاة في البلاد على صلة بوباء كورونا. ومرة أخرى تعاود أعداد الوفيات ارتفاعها تماشيا مع ارتفاع الإصابات منذ بداية الخريف. في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول بلغت الوفيات 66 حالة، لكن في 21 من الشهر الموالي، سجلت 200 حالة في ذلك اليوم، وفق معهد روبرت كوخ الألماني لمكافحة الأوبئة.
صورة من: Ute Grabowsky/photothek/imago images
الإنذار الأخير
على هذا التابوت كتبت عبارة "احذر العدوى"، في إشارة إلى أن الشخص المتوفى كان مصاباً بكورونا. وهي رسالة لباقي العاملين في شركة دفن الموتى لاتخاذ الاحتياطات اللازمة. ومازال غير الملقحين أكثر عرضة لمسار خطير لمرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا. لكن أعداد المصابين بين الملقحين بدورها في ازدياد.
صورة من: Robert Michael/dpa/picture alliance
قلق على المسنين
في الأيام الأخيرة شهدت دور رعاية المسنين انتشاراً للإصابات رغم تلقي غالبية نزلاء هذه المنشآت للقاحات كاملة. من ثمّ أضحت الفحوصات الدورية إجراء ضروريا بهدف حصر الإصابات. في الوقت ذاته يحتدم النقاش في ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية حول جعل اللقاح إلزاميا للعاملين في هذا القطاع.
صورة من: Jens Kalaene/dpa/picture alliance
.. وعلى الصغار أيضا!
في دور الحضانة والمدارس الألمانية تحولت فحوصات كورونا إلى إجراء يومي اعتاد عليه الأطفال. فلا مكان في البلاد يتم فحصه بهذا القدر من الاستمرارية والصرامة كما يحصل في المدارس ودور الحضانة. بيد أن نسبة الإصابة لدى الفئة العمرية ما بين الخامسة والرابعة عشر هي الأعلى على الإطلاق.
صورة من: Christian Charisius/dpa/picture alliance
ضغط شديد على أقسام العناية المشددة
هذا الطبيب في إحدى أقسام العناية المركّزة في مدينة لايبزيغ يعالج رجلاً تدهورت حالته بسبب كوفيد-19. وإذ طالبت هيئة الأطباء الألمان باتخاذ تدابير سريعة، فإنها لم تستبعد إغلاقا شاملا جديدا لتخفيف الضغط على أقسام العناية المركزة. وبالفعل أعلنت مستشفيات ولاية ساكسونيا أنها لم تعد قادرة على استقبال مرضى جدد.
صورة من: Jan Woitas/dpa/picture alliance
معيار جديد لرصد الحالة الوبائية
أدخلت السلطات الألمانية مستوى نسب ملء المستشفيات ضمن القياسات المعتمدة لرصد تطور الحالة الوبائية للبلاد. يضاف إلى ذلك أن مرضى كوفيد في الموجة الرابعة من الحالات الخطرة، هم أقل سنّاً مقارنة بذات الحالات في موجات الوباء السابقة. ما يعني أن مدة بقائهم في المستشفيات تكون أطول.
صورة من: Robert Michael/dpa/picture alliance
الفيروس في كل مكان
هذا المشهد في محطة القطارات في هامبورغ والذي يظهر جليّاً التجمعات الحاصلة في المنشآت العمومية وفي وسائل المواصلات العامة، ما هو إلا مثال عما تشهده أماكن عديدة. ولهذا يطالب الكثيرون باعتماد صريح على ما بات يعرف بـ"3G" على الأقل. أي إما أن يكون الفرد معافاً أو ملقحا أو خاليا من المرض وفق فحص سلبي. ومن لم يحترم القواعد يدفع غرامة مالية بقيمة 150 يورو.
صورة من: Eibner/imago images
بيتي هو مكتبي
من يسمح له العمل من المنزل، عليه القيام بذلك. فلابد من التقليل قدر الإمكان من الاتصالات المباشرة بين الناس، وفق المسؤولين.
صورة من: Imago/S. Midzor
أسواق عيد الميلاد
أسواق عيد الميلاد فُتحت من جديد في عدد من المدن الألمانية وتحت إجراءات احترازية مشددة. لكن في ولاية بافاريا حيث الإصابات شديدة الارتفاع تمّ إلغاؤها. ليس هذا فحسب، بل عاد الإغلاق الشامل في بعض مناطق الولاية والتي سجلت معدل وباء بلغ ألفاً بين كل مائة ألف إصابة.
صورة من: Philipp von Ditfurth/dpa/picture alliance
أخذ اللقاح في سيارتك الخاصة
لأن ألمانيا لم تحقق بعد النسبة المرجوة من التلقيح والتي تعادل 75 بالمائة على الأقل، تعتزم الحكومة الاتحادية إعادة فتح مراكز التلقيح وفتح أخرى في مآرب للسيارات تكون وسط المدينة وبالتالي يكون الوصول إليها سهلا على الناس في سبيل تشجيعهم على تلقي اللقاح. هذه المراكز ستستخدم أيضا لتوزيع الجرعة التنشيطية للقاحات كورونا.
صورة من: Fabian Sommer/dpa/picture alliance
الجرعة الثالثة
أطلقت الحكومة الألمانية توصيات بتلقي الجرعة الثالثة من اللقاح بالنسبة للجميع، معللة ذلك بتراجع مستوى المناعة في مدة أقصاها ستة أشهر. وهناك إقبال شديد على هذه الجرعة في عدد من المراكز ما بات ملحّاً توفير أماكن أخرى لذلك.
صورة من: Julian Stratenschulte/dpa/picture alliance