علماء: "الاستعداد الوراثي" يحدد مدى خطورة الإصابة بـ كورونا
٢٩ نوفمبر ٢٠٢١
نتائج بحثية جديدة تربط بين الجينات الوراثية وحدة الإصابة بكوفيد 19، فما هي العلاقة بين الطرفين؟ وكيف تؤثر جيناتنا على رد فعلنا المناعي خلال الجائحة؟
إعلان
رغم تمتعهم بصحة جيدة، يموت بعض الشباب بفيروس كورونا، أو يتم إدخالهم إلى المستشفيات بحالة خطرة، والذي يعيده الباحثون إلى "الاستعداد الوراثي".
يقول عالم المناعة الفرنسي سياماك بهرام لوكالة فرانس برس: "مثل أي مرض معد، لا يواجه الجميع كوفيد بالطريقة نفسها".
الغالبية العظمى من الوفيات الناجمة عن كوفيد هم من المسنين، أو الشباب ممن يعانون من أمراض صحية، ولكن كما يبدو فإن هذه الأسباب ليست الوحيدة.
وأوضح بهرام : "لنأخذ على سبيل المثال أشخاصا من السن والجنس والصحة نفسها؛ إذا أصيبوا بذات الفيروس، قد تكون استجابتهم مختلفة جدا. لذلك، في وقت مبكر جدا من الجائحة، أطلقت فرق عدة بحوثا حول الاستعداد الوراثي".
وحدد بهرام، مع فريق من الباحثين، شبكة من الجينات المرتبطة بتطور أشكال حادة من المرض لدى مصابين شباب وأصحاء، وخلصوا في دراسة نشرت إلى دور محتمل لجين يسمى "أدم 9".
وقامت دراسة، نشرت في مجلة "أي-بايو-ميديسين" في تشرين الأول/أكتوبر، بتقسيم آليات البحث إلى جزئين؛ الجزء الأول يقارن جينومات آلاف الأفراد، مصنفة في فئات عدة؛ أشخاص مصابون بشكل حاد من المرض، وأشخاص مصابون بشكل خفيف من المرض وأشخاص أصحاء.
وبمقاطعة المعلومات بشكل عشوائي، تم إظهار عناصر أكثر تكرارا لدى المصابين بأشكال حادة من المرض.
وفي نهاية 2020، كشف باحثون وجود جزء محدد من الحمض النووي، على منطقة من الكروموسوم 3، لدى المرضى ممن عانوا من وضع صحي أكثر خطورة.
هذه النتائج قد تفسر سبب الوفيات بكوفيد بشكل أكبر بين سكان جنوب آسيا، حيث يوجد هذا الجزء من الحمض النووي على نطاق واسع.
أما الجزء الثاني، فبدلا من أخذ المعلومات بشكل عشوائي، تم تحديد الطفرة الجينية التي سيتم البحث عنها لدى المرضى منذ البداية.
ومن خلال ذلك، تم التوصل إلى واحدة من أهم النتائج في هذا الموضوع؛ فقد أظهر باحثون هذا الصيف دور جين "تي إل آر 7" الذي تؤثر طفراته على الاستجابة المناعية في المراحل المبكرة من الإصابة بالفيروس.
وأوضح المتخصص في علم الوراثة الفرنسي لوران أبيل، الذي شارك في إعداد هذا العمل المنشور في آب/أغسطس، لوكالة فرانس برس :"أخذنا جينات معروف أن طفراتها تسبب إما الإنفلونزا الحادة أو أمراضا مثل التهاب الدماغ الفيروسي".
وهذا الاكتشاف مهم لأن طفرات "تي إل آر 7" أكثر شيوعا لدى المرضى الذكور المصابين بأشكال حادة من كوفيد مقارنة ببقية السكان.
لكن ما هي الفائدة الملموسة في مكافحة المرض؟ من المستحيل، في الواقع، تحديد الأشخاص المعرضين لخطر وراثي مسبقا. وقال أبيل "لا يمكن اجراء اختبارات وراثية لكل الناس"، مضيفا أن الأمر "غير مطروح وغير ممكن وغير معقول". وبالنسبة إليه، تسمح دراسته قبل كل شيء "بتحديد مسارات الاستجابة المناعية التي تعتبر مهمة فعلا".
ومن المعلوم أن طفرة "تي إل آر 7" تمنع الجسم من الاستجابة بشكل جيد لبروتينات معينة تسمى إنترفيرون وتعتبر حاسمة في الاستجابة المناعية.
م.ش/ع.ج.م (أ ف ب/وكالات)
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
موجة جديدة من كورونا في ألمانيا تدق ناقوس الخطر. مخاوف واسعة من عودة الإغلاق العام كحل أخير وارتفاع نسبة الوفيات والضغط على النظام الصحي، لكن مع ذلك تظهر ألمانيا أنها قد تعلمت بعض الدروس من الأشهر السابقة.
صورة من: Daniel Bockwoldt/dpa/picture alliance
أرقام قياسية للإصابات الجديدة
دخلت ألمانيا "الموجة الرابعة" من جائحة كورونا بأرقام قياسية، بلغت الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 50.196 ألف إصابة و235 حالة وفاة. ولم تسجل ألمانيا على الإطلاق رقماً مماثلاً في الإصابات منذ بداية الجائحة، لكن أرقام الوفيات تظل نسبياً أقلّ مما سجل نهاية عام 2020، ما يؤكد الاستنتاجات بكون التطعيم لا يمنع من الإصابة بالفيروس، لكنه يخفض أرقام الإصابات الحرجة وبالتالي أرقام الوفيات.
صورة من: Rüdiger Wölk/imago images
موجة بدون صرامة المواجهة
ألمانيا لا تخطط هذه المرة لإجراءات صارمة كما فعلت ما بين نهاية 2020 وبداية 2021. فقد سمحت عدة مدن بإقامة احتفالات الكرنفال، كما لا توجد خطط لإغلاق عام ولا لتشديد القيود. وسبق لوزير الصحة ينس شبان أن أيد إنهاء إجراءات الوضع الوبائي الموحدة على الصعيد الفيدرالي نهاية نوفمبر 2021، ما يتيح رفع عدد من الإجراءات كارتداء الكمامات، لكن القرار قد لا يصادق عليه البرلمان بسبب ارتفاع الإصابات مجددا.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture alliance
بين قاعدة 3G وقاعدة 2G
سمحت ألمانيا باستئناف الكثير من الخدمات كدخول المطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة وأماكن الترفيه المغلقة وفق قاعدة 3G التي تعني ضرورة التطعيم، أو إثبات عدم الإصابة بالفيروس عبر كشف سريع، أو التعافي من الفيروس بعد الإصابة به. وبدأت مكاتب وإدارات كذلك باعتمادها، لكن عدة ولايات بدأت تعتمد قاعدة 2G التي تستثني الكشف السريع لأجل مواجهة الموجة الرابعة، ما أثار جدلاً كبيرا بين رافضي التطعيم.
صورة من: Ying Tang/NurPhoto/picture alliance
مجانية الكشف السريع
أتاحت ألمانيا بشكل مجاني اختبارات الكشف السريعة عن الفيروس لكل السكان، وكان الطلب عليها شديدا عند إطلاقها بسبب عدم تقدم حملة التطعيم حينها، لكن مع مرور الوقت، قررت السلطات إلغاء مجانيتها لدفع عدم المطعمين إلى الإسراع بذلك. لم تنجح الفكرة كثيراً، وعادت الحكومة الاتحادية للتفكير في إعادة المجانية، خصوصًا أن معهد روبرت كوخ أوصى بهذه الاختبارات حتى للمطعمين في حالة حضورهم للفعاليات الكبرى كالاحتفالات.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حملة التطعيم لم تبلغ أهدافها
أرادت الحكومة الألمانية بلوغ نسبة تطعيم تصل لـ 75 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان نهاية صيف 2021، غير أن الرقم لم يتجاوز إلى حدود شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 67,5 في المئة. نجحت ولايات في الاقتراب أو حتى تجاوز النسبة المستهدفة، خصوصا في شمال وغرب البلاد كبريمن (81.6 بالمئة)، لكن ولايات في الشرق لم تتجاوز حتى 60 بالمئة كسكسونيا (59.5 بالمئة)، ويعود ذلك لانتشار الحركات المنكرة لكورونا في هذه المناطق.
صورة من: Jens Schlueter/Getty Images
أوضاع المستشفيات تحت السيطرة
تفتخر ألمانيا بنظامها الصحي القادر على مواجهة الضغط، لكنها تعرّضت لاختبار قاسٍ خلال موجة كورونا الثانية بسبب الطلب الكبير على وحدات العناية المركزة الذي اقترب من 6 آلاف حالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020. حاليا يبقى في الرقم ما بين 2000 و 3000 آلاف، وتخطط الحكومة الاتحادية لتوزيع الحالات الحرجة على مجموع التراب الألماني حتى لا يقع الضغط على ولاية لوحدها، خصوصا في الشرق.
صورة من: Waltraud Grubitzsch/dpa/picture alliance
جائحة في قلب الانتقال السياسي
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة محتملة بقيادة أولاف شولتس. وُجهت انتقادات كبيرة لحكومة ميركل في التعامل مع الجائحة، خصوصا إثر بطء عملية التطعيم والتردد الكبير في اتخاذ القرارات والتراجع عنها. ويرغب شولتس بتجاوز هذه الأخطاء ووضع استراتيجية أقوى، لكن المشاورات المطولة لتشكيل الحكومة قد تؤثر على النقاش الخاص بكورونا.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
الجائحة غيرّت المشهد
أضحت الكمامات جزءا أساسيا من المشهد العام في البلد، كما اتخذت عدة مؤسسات إجراءات بتشجيع العمل من البيت أو تقليل نسبة حضور الموظفين في المكاتب. وأدت الجائحة إلى التفكير في تغيير نمط الحياة، خصوصا التباعد الاجتماعي مع التركيز على اللقاءات الافتراضية. كما أثرت الجائحة على النظام التعليمي بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق المدارس في بعض الفترات، ما خلق مخاوف من تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa-Zentralbild/dpa/picture alliance
توقعات بتعافي الاقتصاد
تضررت قطاعات كثيرة من الجائحة وخسر ناس كثر أعمالهم وتراجع النمو الاقتصادي كما ارتفعت نسبة التضخم ومعدل إفلاس الشركات، لكن مع ذلك حافظت ألمانيا على ريادتها الاقتصادية في أوروبا، وأظهرت عدة مؤشرات إمكانية تعافي تدريجية للبلد. وتوقع معهد الاقتصاد الألماني أن يعود الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ابتداء من 2022، كما أن الوضع لم يصل في تدهوره إلى أزمة عام 2009 التي تم في النهاية تجاوزها.