علماء الفلك يفكون شفرة الاختفاء المفاجئ لـ"فم الحوت"
٢١ أبريل ٢٠٢٠
أثار اختفاء كوكب خارج المجموعة الشمسية على نحو مفاجئ حيرة علماء الفلك قبل ستة أعوام، إلا أن فريقاً بحثياً تمكن من معرفة سبب اختفائه من شاشة التليسكوب. فكانت المفاجأة!
إعلان
كان اكتشاف كوكب "Fomalhaut b" (بالعربية: فم الحوت ب) في منتصف العقد الماضي اكتشافاً مهماً، فقد كان أول كوكب خارج المجموعة الشمسية يمكن رؤيته. فقد كان علماء الفلك من قبل يخمنون بوجود كواكب خارجية دون رؤيتها، وإنما بدراستها بطريقة غير مباشرة عن طريق ملاحظة تأثيرات قوة جاذبيتها على النجوم في محيطها أو تصوير ظلها عند مرورها أمام النجوم.
أما "فم الحوت ب" فكان الكوكب الأول خارج المجموعة الشمسية الذي تابعته عدسات تليسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة ناسا الأمريكية على مدار عدة سنوات.
إلا انه سرعان ما تبين أن هذا الكوكب الجديد الذي يبعد 25 سنة ضوئية عن الأرض، يتصف بخصائص غير عادية في الكواكب المعروفة. لاحظ العلماء أن الكوكب يمكن رؤيته في الضوء، وهو الأمر الغريب حيث أن الكوكب خارج المجموعة الشمسية من المفترض ألا يكون كبيراً بالقدر الذي يمكن فيه رؤيته بسهولة.
خباز في ديار بكر التركية يبهر علماء الفلك ووكالة ناسا
حاول العلماء التأكد من حقيقة الكوكب بعد هذه الاكتشافات غير المعهودة، لتأتي المفاجأة في النهاية: أنه لم يكن كوكباً من الأساس. ففي صور التقطها تليسكوب "هابل" الفضائي في 2014 كان الكوكب قد اختفى تماماً.
وفي ورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة "Proceedings of the National Academy of Sciences" العلمية، خلص العلماء إلى أن الكوكب المزعوم كان في الحقيقة سحابة كبيرة من الغبار نتجت عن اصطدام جسمين جليديين منذ فترة طويلة، وبدأت السحابة في التمدد تدريجياً حتى لم يصبح بالإمكان رؤيتها.
منذ ربع قرن يرسل لنا تلسكوب هابل صورا من الفضاء إلى الأرض، صورا فريدة، كل واحدة أروع من الأخرى. في هذه الجولة المصورة نتعرف على بعض من أجمل وأحدث صور هذا التسكوب.
صورة من: NASA/ESA/Hubble
تزامنا مع بدء عرض فيلم حرب النجوم الجديد، أرسل تلسكوب هابل أجمل صورة لـ "سيف شعاعي" من الفضاء على بعد 1300 سنة ضوئية من الأرض. والصورة تبين بدء تكون نظام "نجمي" جديد مع بعض من غبار النجوم، التي لم تؤثر على جمال وروعة الصورة.
صورة من: NASA/ESA/Hubble
منذ عام 1990 يدرو تلسكوب هابل حول الأرض على ارتفاع 600 كيلومتر بسرعة تصل إلى 28 ألف كيلومتر في الساعة، أما طوله فيبلغ 11 مترا ووزنه حوالي 11 طن.
صورة من: NASA/Getty Images
نجم جديد ملتهب أطلق كرة كبيرة من الغاز، ومن خلال ذلك ساعدنا هابل على توضيح وفهم تشكل النجوم والكواكب وتحديد عمر الكون وبحث وفحص المادة المظلمة الغامضة التي سببت تناثر الكون.
صورة من: AP
سديم كارينا هو أهم مناطق تشكل نجوم مجرتنا والألوان التي تظهر في الصورة ليست جميلة فقط، وإنما تكشف لنا الكثير من أسرار التركيب الكيميائي للغازات.
صورة من: picture-alliance/dpa/Eso/Ho
هذه الألوان الساحرة تشكلت من غازات مختلفة، فاللون الأحمر مثلا يدل على وجود غاز الكبريت والأخضر على الهيدروجين والأزرق على الأوكسجين.
صورة من: picture-alliance/dpa/ Nasa/Esa/Hubble Heritage Team/Ha
الصور الأولى التي أرسلها هابل إلى الأرض كانت سيئة جدا وغير قابلة للاستخدام، لأن المرآة الرئيسية التي يبلغ قطرها 2,4 متر لم تكن مصقولة بشكل صحيح. عام 1993 انطلقت سفينة الفضاء "إنديافور" باتجاه التلسكوب الذي تم تركيب عدسات جديدة تشبه النظارات الطبية وقد احتاج التلسكوب لخمس عمليات صيانة خلال رحلته، ويعتقد أن آخر صيانة كانت في مايو/ أيار 2009.
صورة من: picture-alliance/dpa/Nasa
هذه الصورة التقطها هابل عام 2009. النقاط الزرقاء هي لنجوم حديثة نسبيا إذ لا يتجاوز عمرها مليوني عام وهي تقع في سحابة ماجلان الكبرى في مجرة صغيرة جدا مرافقة لمجرة درب التبانة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Nasa
صورة تشبه الفراشة من الفضاء، هي واحدة من 30 ألف صورة التقطها تلسكوب هابل وأرسلها إلى الأرض دون أن نعرف ماذا كان يريد أن يلتقط حينها.
صورة من: NASA/ESA/ Hubble Heritage Team
هذه الصورة الغريبة والرائعة مثل الكثير من صور هابل، هي لمجرة سومبريرو التي تعني بالاسبانية القبعة، وهي مجرة حلزونية تبعد عن كوكب الأرض 28 مليون سنة ضوئية.
صورة من: NASA/ESA/ Hubble Heritage Team
سمي هذا التلسكوب باسم عالم الفلك الأمريكي ادوين بول هابل (1889 – 1953) الذي اكتشف أن أغلب المجرات تبتعد عن درب التبانة، ووضع أسس نظرية الانفجار العظيم في علم الكونيات.
صورة من: picture-alliance/dpa
هذه الأشكال التي تبدو كأعمدة تبعد حوالي 7 آلاف سنة ضوئية عن الأرض، التقطها تلسكوب هابل وهي معروفة في العالم باسم "أعمدة الخلق".
صورة من: NASA, ESA/Hubble and the Hubble Heritage Team
سيستمر هابل في العمل وإرسال الصور إلى الأرض لبضعة أعوام أخرى، ولكن مساره ينحرف باتجاه الأسفل ومن المتوقع أن يدخل المجال الجوي للأرض ويحترق ويتلاشى عام 2024. لكن يتم تجهيز خليفته تلسكوب "جيسم ويب" منذ الآن ومن المفروض إطلاقه عام 2018 إلى الفضاء وسيدور في مسار يبعد حوالي 1,5 مليون كيلومتر عن الأرض.
صورة من: picture-alliance/dpa/Nasa/Chris Gunn
حتى ينتهي مهمة هابل نأمل أن يرسل لنا المزيد من الصور الرائعة والساحرة مثل هذه التي هي آخر الصور التي التقطها، وهي رمز يشبه الابتسامة تشكلت من أقواس ضوء منتشرة في الفضاء.