سفينة الرصد المريخي المتقدم التي أرسلتها ناسا الى مدار المريخ منذ سنوات، تدرس تضاريس تظهر على سطح الكوكب بشكل عناكب سوداء، والعلماء الهواة يوجهون المركبة الى مناطق تحتاج الى مزيد من الرصد.
إعلان
قرب قطب المريخ الجنوبي، تظهر على سطح الكوكب تضاريس"عنكبوتية" يُعتقد أنّها ترتبط بتغيرات مناخية مر بها الكوكب في أحقاب غابرة. الثلوج التي تكسو قمة قطب الكوكب، تذوب ابتداء من الربيع، ويبدأ الذوبان في جذور الثلج الملامسة لتربة الكوكب وهو أمر يؤدى الى أنّ ثاني اوكسيد الكربون الحبيس تحت الثلج يحفر في الأرض قنوات عميقة كما أعلن مصدر مطلع في ناسا.
ثاني أوكسيد الكربون المحتبس كغاز في باطن الأرض، وبمجرد أن يبدأ ذوبان الجليد، ينبثق منطلقا الى أعلى من خلال طبقة الثلج السفلى الذائبة حاملا معه ذرات غبار وبقايا رسوبية فيتحول الخليط الى خيوط سوداء تكحّل الشقوق في سطح الكوكب، فتبدو للناظر من بعيد وكأنها عناكب تجمدت على وجه الكوكب، حسب وصف "ميغ شفامب" وهو عالم كواكب في مرصد غيمني بهاواي، حسبما أورد على موقع "سبيس.كوم".
الكاميرا المثبتة في سفينة الرصد "مرو" التقطت صورا للشقوق العنكبوتية التي حللها علماء محليون غير مقيمين (هواة) مضيفين اليها شروحا على موقع "بلانيت فور. المضايق".
مهمة الروبوتات على سطح المريخ
منذ سنوات يسير الروبوتان المسباران كوريوسيتي وأبورتشونيتي على الكوكب الأحمر (كوكب المريخ) ويرسلان صورا مذهلة إلى الأرض ويقومان بإجراء القياسات.
صورة من: picture alliance/dpa
أجواء البهجة على سطح المريخ
نتيجة تدعو إلى لابتهاج: كان من المقرر ألا يسير الروبوت أبورتشونيتي أكثر من كيلومتر واحد حين وصل قبل عشر سنوات إلى المريخ. ولكنه واصل المسير على سطح الكوكب دون كلل أو ملل لمسافة 40 كيلومترا منذ ذلك الحين محققا رقما قياسيا لم يكن متوقعا.
صورة من: picture alliance/dpa
رقم قياسي على المريخ
وبالسير لمسافة 40 كيلومترا حتى الآن تجاوز المسبار أبورتشونيتي الرقم القياسي السابق، الذي حققته عام 1973 العربة الفضائية السوفياتية الذاتية الحركة لونوخود2، والتي سارت حوالي 39 كيلومترا على سطح القمر في غضون 5 أشهر. وبذلك يكون أبورتشونيتي قد سار مسافة أطول من أية مسافة سارها أي مسبار فضائي آخر حتى الآن خارج الأرض، ولذلك فقد أشاد جون كالاس مدير مشاريع وكالة ناسا القائمين على هذا المشروع البحثي.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقطة "وادي الماراثون"
الروبوت سبيريت، توأم المسبار أبورتشونيتي، توقف عن العمل مبكرا عام 2010. أما أبورتشونيتي فيواصل المسير، وبقي له حوالي كيلومترين فقط ليبلغ مسافة الماراثون: 42.2 كيلومترا. ولذلك يسمي الباحثون في وكالة ناسا النقطة التي سيصل إليها الروبوت عند هذه المسافة بنقطة "وادي الماراثون".
صورة من: picture-alliance/dpa
عيد الميلاد الثاني للروبوت كوريوسيتي
الروبوت كوريوسيتي هو خليفة الروبوت أبورتشونيتي منذ شهر أغسطس/ آب 2012. وهو يسير على الكوكب الأحمر ويرسل صورا من رحلته ومن عينات الصخور إلى مركز التحكم على الأرض. واليوم (6 أغسطس/ آب 2014) يحتفل الروبوت كوريوسيتي بعيد ميلاده الثاني على سطح المريخ.
صورة من: NASA/JPL-Caltech/MSSS
البحث عن أدلة
يجمع الروبوت كوريوسيتي عينات للصخور والغبار. ويتم تحليل هذه العينات لمعرفة إن كانت هناك مياه وحياة في الماضي على سطح المريخ.
صورة من: Reuters/NASA/JPL-Caltech/MSSS
اكتشاف بيئة صالحة للحياة
وجد الباحثون عناصر كالكبريت والنيتروجين والفوسفور والكربون في العينات. وجميعها عناصر كيماوية تلعب دورا مهما في نشوء الحياة.
صورة من: picture alliance/AP Photo/NASA
روبوت صديق للبيئة
يعمل هذا المسبار الذي يزن 900 كيلوغرام بالطاقة الشمسية والطاقة النووية.
صورة من: NASA/JPL-Caltech/Malin Space Science Systems
يلتقط صورا لنفسه أيضا
الروبوت كوريوسيتي يلتقط صورا لمحيطة وكذلك يقوم بتصوير نفسه ويرسل الصور إلى الأرض.
صورة من: NASA/JPL-Caltech/Malin Space Science Systems
صداقة على سطح المريخ؟
الروبوت كوريوسيتي يسير ويسير ويسير، ويواصل المسير على سطح الكوكب الأحمر. ومن يدري! فقد يلتقي بالروبوت أبورتشونيتي لتجمعهما صداقة حميمة على سطح المريخ.
صورة من: NASA/JPL-Caltech
9 صورة1 | 9
برنامج العلماء المتطوعين غير المقيمين والذين لا يتقاضون اتعابا لعملهم، مكّن ناسا من اضافة 20 موقع رصد لكوكب المريخ، وهو أمر كان يمكن أن يكلف ملايين الدولارات التي كانت ستعيق تمويل ناسا.
المواقع الجديدة التي كُشف عنها تشمل الاخاديد العنكبوتية المشار اليها، ومناطق مسخّمة يكسو سطحها مواد قذفت من حفر مجهولة، وهي مناطق لم يُعزَ مظهرها سابقا الى ثاني اوكسيد الكربون، وبقيت لذلك غامضة.
وبهذا السياق، كشف كانديس هانسن نائب مدير الباحثين في الوكالة أنّ ثاني اوكسيد الكربون المنبثق من الأعماق والذي سخّم قعر الحفر الظاهرة على سطح الكوكب، قد عمل بآليات مختلفة عن عمله حين أتصل ظهوره بذوبان الجليد، إذ أنّ السواد الذي خلّفه الغاز المحتبس ارتبط بطبيعة التربة المتآكلة في قعر الحفر التي ظهرت في الصور.