علماء يتوصلون إلى مكان اختباء فيروس الإيدز في الجسم
٢٩ سبتمبر ٢٠١٩
توصل باحثون بلجيكيون إلى اكتشاف كبير في مجال معالجة مرض الإيدز، إذ اكتشفوا مكان اختباء الفيروس عندما يتم علاجه بالعقاقير المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية. الاكتشاف قد يقود مستقبلاً إلى الشفاء التام من الفيروس.
إعلان
تشير التقديرات إلى أن عدد المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" يبلغ نحو 37.9 مليون شخص حول العالم. وعلى الرغم من أن مرض الإيدز لم يعد من الأمراض القاتلة اليوم، إلا أنه من الأمراض الخطيرة المزمنة، إذ لم تنجح العلاجات الموجودة في تخليص المصابين من هذا الفيروس. وليس أمام المصابين سوى أمل واحد، وهو تناول الأدوية طيلة حياتهم من أجل السيطرة على الفيروس.
وبالتالي فإن خبر شفاء مريض بالإيذر ينتشر انتشار النار في الهشيم في وسائل الإعلام العالمية. وهو ما حصل مؤخراً لمريض من إنجليزي، إذ شُفي تماماً من المرض على الرغم من استحالة ذلك وفق تطور المستوى الطبي الحالي لعلاج المرض، لكنها تبقى حالات نادرة تجعل العلماء في حيرة.
وفي هذا السياق يوضح الباحثون في جامعة غاند البلجيكية أن المشكلة تكمن في أن "الجهاز المناعي يبقى مريضاً" حتى مع تناول الأدوية، "ما يجعل مرضى الإيدز أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان مقارنة بغيرهم من البشر". ويعزو الباحثون ذلك إلى أن "مستعمرات الفيروس" تبقى موجودة. ولهذا فمن السهل فهم سبب أهمية القضاء على الفيروس تماماً. وحتى الوقت الراهن كان ذلك مستحيلاً، إذ لم يتوصل العلماء إلى مكان وجود بقايا الفيروسات في أجسام المصابين.
بيد أن الباحثين في الجامعة البلجيكية توصلوا إلى اكتشاف قد يعيد الأمل إلى المرضى المصابين بالإيدز، إذ توصلوا إلى اكتشاف مكان اختباء الفيروسات عند تناول الأدوية المضادة للفيروس. وكان ذلك حتى هذا الوقت مجهولاً. وقام الباحثون بإجراء تحليلات على الفيروسات في أجسام 11 مريضاً متطوعاً، كانوا قد توقفوا عن تناول الأدوية مؤقتاً من أجل جعل المرض يظهر عليهم مجدداً.
ووجد الباحثون أن فيروس الإيدز يختبئ في خلايا مناعية محددة بجسم الإنسان فيكون بذلك خارج نطاق ما يمكن تسميته بـ "رادار الأدوية". حين يتوقف المريض عن تناول مثبطات فيروس نقص المناعة المكتسية، فإنه يبدأ بالتكاثر والظهور من جديد.
وجاء في الدراسة: "على خلاف ما كان يُعتقد حتى الآن تظهر دراستنا أن الخلايا المناعية تنقسم كثيراً، تكون مسؤولة أيضاً عن بقاء خزانات الفيروس". وأضاف الباحثون أن هذا الاكتشاف يشكّل خطوة حاسمة في المضي قدماً في إمكانية الشفاء من مرض الإيدز تماماً.
ع.غ/ ط. أ
حقائق وأرقام عن الإيدز وفيروس نقص المناعة المكتسب
قدمت الأمم المتحدة إحصائيات جديدة عن الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب المسبب للإيدز، الذي بات أحد أمراض عصرنا. إليك معلومات وحقائق عن هذا المرض:
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
ما الفرق بين فيروس نقص المناعة المكتسب والإيدز؟
يدل الرمز HIV على فيروس نقص المناعة المكتسب، الذي يدمر خلايا معينة من الجهاز المناعي. بدون علاجه يمكن لمسببات الأمراض مثل البكتيريا والفطريات أو الفيروسات مهاجمة الجسم. فيُصاب بالأمراض المختلفة كالالتهاب الرئوي الحاد. وهنا يصبح الإنسان مريضاً بالإيدز. لا يموت المريض بإصابته بفيروس نقص المناعة المكتسبة، لكن بسبب أحد هذه الأمراض التي لم يعد الجسم قادراً على مقاومتها.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/B. Coleman
متى شُخصت الإصابة الأولى؟
رغم الكثير من التكهنات والنظريات عن تاريخ المرض، وبعضها لا يخلو من نظرية المؤامرة، فقد تم تشخيص أولى حالات الإصابة بالإيدز في الخامس من حزيران/ يونيو 1981 عندما اكتشفت وكالة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها عدداً من حالات الإصابة بالالتهاب الرئوي بالمتكيسة الجؤجؤية لدى خمسة رجال من المثليين في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Goldsmith
هل ما زال المرض قاتلاً؟
في الثمانينات لم يكن هناك أي أدوية لعلاج العدوى بفيروس نقص المناعة المكتسب، فقد كانت الإصابة به تعني عملياً الإصابة بالإيدز، وكان تشخيص "فيروس نقص المناعة المكتسب" معادلاً لـ "الحكم بالموت". عمَّ حينها الخوف من وباء حقيقي. وفي منتصف التسعينات ظهرت أولى الأدوية في السوق، والتي يمكن أن تبطئ تطور المرض على الأقل رغم آثارها الجانبية الخطيرة.
صورة من: Getty Images/T.Weidman
ما حجم خطر العدوى؟
الفيروسات هي المسؤولة عن العديد من الأمراض المعدية لدى الإنسان، بعض الفيروسات كفيروسات الإنفلونزا يمكنها أن تنتقل بسرعة كبيرة نسبياً، ويكفي أحياناً التعرض لسعال الآخرين في الباص مثلاً لانتقال العدوى. لكن انتقال فيروس HIV أكثر صعوبة، إذ لا ينتقل بالتقبيل أو السعال أو استخدام المرحاض ذاته مع مصاب.
كيف تحصل العدوى؟
لا يداهم خطر الإصابة بالفيروس إلا عندما تدخل سوائل الجسم المحتوية على كمية كبيرة من الفيروسات إلى جسم شخص آخر. ويحدث ذلك تقريباً في حالات ثلاث: ممارسة الجنس، وبالحقن الملوثة بدم المصابين عند تعاطي المخدرات مثلاً، وأثناء الحمل والولادة أو الرضاعة الطبيعية من الأم الحاملة للفيروس.
صورة من: picture-alliance/dpa
هل يمكن الشفاء منه؟
فيروس نقص المناعة المكتسبة ما يزال غير قابل للشفاء، لكنه قابل للعلاج. هناك أدوية فعالة تحدد من نشاط هذا الفيروس في الجسم وبالتالي تمنع ظهور الإيدز. هذه الأدوية لها أيضاً آثار جانبية أقل من سابقاتها، لذلك يمكن للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة اليوم أن يعيشوا حياة طبيعية بمتوسط العمر المتوقع. لكن يبقى من المهم الكشف عن العدوى والمعالجة بالدواء في الوقت المناسب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Farrell
كيف تؤدي الإصابة إلى الوفاة؟
هنا تكمن المشكلة، إذ ما يزال هناك العديد من الأشخاص المصابين في العالم الذين لا يتلقون أي دواء. وبدون المعالجة يؤدي فيروس نقص المناعة المكتسب في النهاية إلى الوفاة. ما تزال هناك العديد من الإصابات التي لم يتم التعرف عليها بعد، سواء كان ذلك بسبب عدم ذهاب الشخص إلى الطبيب أو بسبب عدم تفسير الأعراض بشكل صحيح أو بسبب عدم وجود طبيب.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Tabassum
الحاجة لمزيد من التوعية
... من جانب آخر ما تزال حكومات بعض دول العالم وأنظمتها تقلل من مشكلة الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب والإيدز أو تغلفها بصمت مطبق لأسباب سياسية أو أيديولوجية أو دينية أو أخلاقية، لتحرم المصابين من فرصة الحصول على العلاج.
صورة من: Getty Images/T.Weidman
كم عدد المصابين بالفيروس حول العالم؟
كشفت الأمم المتحدة الثلاثاء (16 تموز/ يوليو 2019) أنه في العام الماضي توفي عدد أقل من الناس حول العالم بسبب الإيدز فقد وصل عددهم إلى 770 ألف شخص، أي بما نسبته 33 بالمائة مقارنة بـ 2017. أما عدد الإصابات خلال العام ذاته فقد بلغ 1.7 مليون شخص، 240 ألف منهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما أوضحت أن المزيد من المصابين باتوا يحصلون على العلاجات المناسبة.