علماء يجدون علاقة بين تناول المعكرونة والسعادة.. كيف؟
٣٠ نوفمبر ٢٠٢٣
سواء كانت قصيرة أو طويلة، أنبوبية أو تشبه البراغي، تعد المعكرونة واحدة من الأطباق المفضلة حول العالم. يؤكد علماء أن تناول المعكرونة المصنعة من القمح الكامل يؤدي إلى الشعور بالسعادة. فكيف يحدث ذلك؟
إعلان
قطعت المعكرونة شوطاً طويلاً لتنتشر حول العالم. وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون، فإن قصتها لم تبدأ في إيطاليا، ولكن في آسيا ومنذ حوالي 4000 عام حيث ظهرت أقدم وصفة معكرونة في الصين.
في أوروبا، عُرفت المعكرونة منذ حوالي 2000 عام، كما يتضح من صور مختلفة تُظهر مراحل إنتاجها في عدد من المقابر الأثرية. وتتردد أسطورة مفادها أن ماركو بولو هو من أعاد اكتشاف وصفة عجينة المعكرونة ونشرها في أوروبا بعد عودته من رحلة إلى آسيا حوالي عام 1295.
واليوم، يعتقد علماء أن المعكرونة اخُترعت بشكل مستقل من قبل العديد من الشعوب في جميع أنحاء العالم، وأن هذه الشعوب المختلفة بمجرد أن استقرت في مكان ما، بدأ أفرادها في إنتاج الدقيق من القمح وصنع العجين.
يقول هؤلاء إن هناك علاقة قوية بين الحالة المزاجية والأطعمة، ويزعم الكثيرون من الخبراء أن المعكرونة عالية الجودة يمكن أن تعزز من المشاعر الجيدة على المستوى النفسي والجسدي، بما يتجاوز بكثير الاستمتاع البسيط الذي نختبره أثناء تناولها.
فإذا كنت تبتسم بالفعل لمجرد فكرة تناول طبق من المعكرونة مغطى بالصلصة المفضلة لديك أو عليها بعض الإضافات المميزة فأنت لست وحدك، بل إن لذلك أساسا علميا.
لماذا تجعلنا المعكرونة سعداء؟
تحتوي المعكرونة على الكثير من المكونات المفيدة للجسم، وخاصة الكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم.
لكن المعكرونة ليست فقط مصدرا مثاليا للطاقة، فقد يكون لها أيضاً تأثير إيجابي على مزاجنا. والسبب هو أن مشاعر السعادة تأتي من ارتفاع مستويات هرمون السيروتونين في الدماغ، بحسب ما ذكر موقع "فوكوس" الألماني.
ويتكون هرمون السيروتونين عن طريق تحويل حمض أميني أساسي يسمى التربتوفان من خلال عملية كيميائية معقدة وهو أحد الأحماض الأمينية المتوافرة في حبوب القمح الكاملة، بحسب ما أشارت دراسة نشرها معهد ماساتشوستس للتقنية.
عندما يقوم الجسم بعملية تمثيل الكربوهيدرات - او المعكرونة في هذه الحالة - يُطلق البنكرياس الأنسولين، والذي يعزز بدوره من امتصاص الأحماض الأمينية في الجسم والتي تدخل في تكوين عدة هرمونات ومنها السيروتونين المعروف باسم هرمون السعادة، حيث يصل التربتوفان إلى الدماغ عبر الدورة الدموية، وهنا يمكن تحويله إلى سيروتونين، بحسب ما أشار موقع "فيلت دير فوندر" الألماني.
والمعروف أن الحمض الأميني تربتوفان لا يمكن للجسم إنتاجه بل يجب الحصول عليه من الغذاء لكنه يوجد في مصادر أخرى إلى جانب معكرونة حبوب القمح الكاملة مثل الحليب والسمك والشوفان والصويا.
عماد حسن
هذه الأعراض قد تعني ضرورة الابتعاد عن الغلوتين
يحذر الخبراء الأصحاء من تناول المأكولات الخالية من الغلوتين، لكن بعض الأعراض قد تكون مؤشراً على عدم القدرة على تحمل الأغذية التي تحتوي على الغلوتين. فإن كنت تعاني من بعض هذه الأعراض، ربما يجدر بك إجراء الفحوص اللازمة!
صورة من: colourbox / E. Audras
آلام المفاصل
تعد آلام المفاصل واحدة من أعراض عدم تحمل الغلوتين. ووفقا لموقع "ديلي هيلث بوست" الأميريكي فإن تورم الأصابع والشعور بآلام في مفاصل الركبة بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين مثل الخبز والبيتزا والمعكرونة يمكن أن يكون مؤشرا على عدم تحمل الغلوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
التقرُّن الشعري
هذه المشكلة الجلدية تسبب ظهور نتوءات جلدية خشنة، صحيح أن هذه النتواءات غير مؤذية ولا تسبب حكة، لكنها غالبا ما تنشأ بسبب سوء امتصاص الأحماض الدهنية وفيتامين "A". وينتج هذا الخلل عن وجود تلف في الأمعاء، سببها تناول الغلوتين على المدى الطويل رغم عدم القدرة على تحمله.
صورة من: imago stock&people
خلل في التوازن الهرموني
وفقا لموقع "غيزوندهايت تيبس" فإن متلازمة تكيّس المبايض وعدم انتظام مواعيد الدورة الشهرة وعدم القدرة على الإنجاب، كثيراً ما تكون آثار جانبية لمشكلة عدم تحمل الغلوتين. فالالتهابات التي تحدث في الجسم بسبب الغلوتين، تسبب إجهاد الغدة الكظرية وتؤثر سلبا على عمل الغدد الصماء بأكملها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Gambarini
أعراض عصبية
الدوار وعدم القدرة على التوازن وأعراض مثل الخدر ووخز في الأطراف، قد تدل على التهاب الجهاز العصبي كرد فعل من الجهاز المناعي بسبب عدم القدرة على تحمل الغلوتين.
صورة من: Fotolia/lensonfocus
أمراض المناعة الذاتية
تضع الالتهابات التي تنتج عن استهلاك الدائم للغلوتين الجسم في حالة من الاستنفار، ما يعرض أولئك الذين يعانون من مشكلة عدم تحمل الغلوتين إلى أمراض المناعة، ومن بينها مرض الصدفية والتهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب القولون التقرحي وغيرها من أمراض المناعة الذاتية.
صورة من: picture alliance / B. Coleman
شعور دائم بالتعب والنعاس
وفقا لموقع "غيزوندهايت تيبس"، فإن عدم وجود سبب واضح لتشخيص الشعور الدائم بالنعاس أو التعب، قد يرجع لعدم تحمل الغلوتين، وهنا ينصح خبراء الصحة بتغير النظام الغذائي والتنازل عن منتجات الغلوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Marttila
مشاكل في الجهاز الهضمي
الشعور بانتفاخ البطن والإمساك والإسهال بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين من العلامات الأكثر شيوعا على عدم القدرة على تحمل الغلوتين، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي تختفي لديهم هذه الأعراض فور التوقف عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين حسبما ورد على موقع "غيزوند إيرنيرونغ" والمعني بالشؤون الصحية.
صورة من: picture alliance/Bildagentur-online/TIPS-Images
تقلب المزاج
بحسب موقع "غيزندهايت هويته" ، فإن الكثير من الدراسات أظهرت أن العديد من المشاكل النفسية مثل الاكتئاب والقلق أو تقلب المزاج، يمكن التخلص منها بتغير النظام الغذائي والاعتماد على الأغذية الخالية من الغلوتين.