حير صندوق بحجم حافلة صغيرة الكثير من العلماء الذين يرغبون بتفسير سرّ المادة المظلمة للفضاء، وذلك بالبيانات التي أرسلها هذا الصندوق المزود بمجسات ويدور حول الأرض بمعدل مرة كل 91 دقيقة، فما هي تلك البيانات المحيرة؟
إعلان
صندوق بحجم حافلة صغيرة به مجسات ويلف حول الأرض كل 91 دقيقة، تم إطلاقه إلى الفضاء، وقام بإرسال بيانات حيرت المنظرين الذين يودون أن يعرفوا لماذا لم يعد تصورهم عن الكوكب منطقيا. ويتتبع مطياف "ألفا" المغناطيسي (ايه.إم.إس)، ووزنه 7.5 طن، المثبت في محطة الفضاء الدولية ذرات من الفضاء الخارجي، بحثا عن أدلة بشأن "المادة المظلمة" التي لم يشاهدها أحد قط، لكن يعتقد أنها متوفرة في الكون، بما يعادل خمسة أمثال المادة المرئية.
وتعطي الكاميرا الفضائية منظورا جديدا للنتائج التي جمعت عن كوكب الأرض في لارج هاردون كوليدور (إل.اتش.سي)، التابع لمركز بحوث الفيزياء بالمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن) قرب جنيف.
إلا أن البيانات التي ترسلها الكاميرا، وتلك الموجودة في المركز، لا تتفقان.
مقذوفات فضائية "طائشة" تهدد بتدمير كوكب الأرض
يقوم علماء الفلك بالبحث في الفضاء باستمرار عن الكويكبات، التي قد تقترب من الأرض وتشكل خطرا عليها. وتنوي وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية القيام باختبار إمكانية التصدي لمثل هذه الأجرام السماوية الصغيرة وتشتيتها.
صورة من: cc-by/LarryBloom
كلمة كويكبات تعني النيازك والأجرام السماوية الأخرى، التي تخترق الغلاف الجوي للأرض وتسقط على الأرض، وقد تتسبب في دمار شديد في مواقع سقوطها.
صورة من: cc-by/LarryBloom
تنوي وكالة الفضاء الأوروبية في عام 2020 إرسال مسبار إلى الكويكب "ديديموس" (Didymos) الذي يبلغ طول قطره حوالي 800 متر، وله قمر صغير تابع له يبلغ 170 متراً اسمه "ديديمون".
صورة من: ESA–Science Office
وسيتم الدخول أولا إلى مدار كويكب "ديديموس" عن طريق مسبار في مهمة تعرف اختصارا باسم(AIM) ، ثم يوضع روبوت أرضي على الكويكب. وسيقوم المسبار بنقل معلومات عن الكويكب ويرسلها باستخدام الليزر إلى الأرض. وبالإضافة إلى ذلك سيقوم قمران صناعيان صغيران على شكل مكعبين بالاقتراب من القمر التابع لديديموس.
صورة من: ESA–Science Office
وبعد عامين من ذلك أي في سنة 2022، سيمر الكويكبان بالأرض على بعد مسافة أحد عشر مليون كيلومتر، وهذه مسافة قريبة نسبيا. وفي ذلك الوقت، ستضع مركبة فضائية تابعة لوكالة ناسا القمر ديديمون هدفا لها....
صورة من: ESA–Science Office
ثم تقوم بدكه بقوة، وسينتج عن ذلك إزاحة القمر عن مداره حول ديديموس شيئا ما. وسيقوم المسبار والروبوت والقمران الصناعيان بمتابعة كل شيء بالتفصيل. ومن المفترض أن تساعد الصور ذات الدقة العالية ونتائج القياس في التوصل إلى معرفة كيفية إخراج الكويكبات في المستقبل عن مدارها، لمنع اصطدامها بالأرض.
صورة من: ESA–Science Office
هناك عدد لا يحصى من الكويكبات تموج عبر الفضاء، يبلغ قطرها عدة كيلومترات. ويلاحظ العلماء هذه الكويكبات عن كثب.، لكنهم لم يكتشفوا حتى الآن أي كويكب ينتظر أن يضرب الأرض في غضون السنوات المئة المقبلة
صورة من: picture-alliance/ dpa
في فبراير/ شباط عام 2013 توجه كويكب يزن 130 ألف طن، ويسمى 2012 DA14 نحو الأرض بشدة. واقترب منها على بعد مسافة 27 ألف كيلومتر، مسافة أقرب إلينا من بعض الأقمار الاصطناعية.
صورة من: NASA/Science dpa
قبل نحو 65 مليون سنة سقط نيزك ضخم في شبه جزيرة يوكاتان التابعة حاليا للمكسيك. وقد أدى ذلك إلى ظهور "حفرة تشيكسولوب " التي يبلغ قطرها 300 كيلومتر. ويعتقد الخبراء أن هذه الواقعة أدت إلى القضاء على الديناصورات.
صورة من: NASA/Don Davis
النيازك تشبه من حيث المظهر الحجارة الموجودة على الأرض. لكن سطحها الخارجي يبدو محروقا وبه ثقوب. والسبب في ذلك هو انصهار النيزك عند دخوله الغلاف الجوي للأرض.
صورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb
أما المذنبات فتتكون من سحابة غاز وذيل ضخم من غاز وصخور وعدد لا يحصى من جزيئات الغبار.. وإذا وصلت حبيبات غبار من المذنبات إلى الغلاف الجوي للأرض، ترتفع درجة حرارة الحبيبات إلى ثلاثة آلاف درجة مئوية وتبدأ تضيء، وهكذا تتولد الشهب.
صورة من: picture-alliance/dpa
وعندما يمر مذنب بالقرب من الأرض بشكل كبير، يسقط منه على عدد لا يحصى من الشهب. وفي كل مرة يسقط شهاب على الأرض يكون المنظر رائعا كما هنا في موقع "ستون هنج" الأثر في انغلترا.
صورة من: AP
وتقوم وكالة الفضاء الأوروبية ببناء نظام للإنذار المبكر ضد النيارزك في في "فراسكاتي" بإيطاليا. بيانات من التلسكوبات. وستصب فيه بيانات تسجلها مراصد مثل هذا المرصد الموجود في جزيرة "تينيريفي" أكبر جزر الكناري التابعة لإسبانيا.
صورة من: IQOQI Vienna
12 صورة1 | 12
وقال الأستاذ الجامعي ستيفان شايل "في إل.اتش.سي وجدنا ما توقعنا تماما. وفي ايه.إم.إس وجدنا فقط كل ما لم نتوقعه".
وقال شايل لوكالة "رويترز" في مركز سيرن إن مطياف "ألفا" المغناطيسي رصد الكثير من الذرات المضادة مثل جسيم البوزتورن وبروتونات مضادة، آتية من الفضاء، وهو ما يمكن أن يكون "بصمة" للمادة المظلمة.
وأضاف: "دعونا الخبراء من شتى بقاع العالم للنظر إلى هذه البيانات، ومقارنتها بنظرياتهم ولم يستطع أحد أن يصف بدقة ما نراه، مما يعني أن كل المسارات المختلفة ينقصها شيء ما".
لكن صامويل تينغ (79 عاما)، الفائز بجائزة نوبل والذي قاد تجربة مطياف "ألفا" المغناطيسي، بدا مستمتعا بالطلاسم التي تمخضت عنها النتائج.
وقال تينغ، الذي أقنع الكونغرس الأميركي بإرسال المطياف إلى محطة الفضاء الدولية عام 2011: "كل شيء جيد حتى الآن. هناك العديد والعديد من التفسيرات. البعض يظن أنها المادة المظلمة، هناك 350 بحثا في هذا الصدد، والبعض يقول لا إنها آلية تسارع جديدة. والبعض يظن أن هذه بقايا انفجار نجمي.. في نهاية المطاف، وبمساعدة المنظرين سنسد هذه الثغرة تدريجيا".