يمثل حيوان الماموث الوبري أحد أيقونات العصر الجليدي الأكثر شهرة لدى البشر في عصرنا الحالي. وفي دراسة حديثة، تمكن العلماء عن طريق التسلسل الوراثي من تحديد الأسباب التي أدت إلى انقراض هذا الكائن قبل نحو أربعة آلاف عام.
صورة من: picture-alliance/dpa
إعلان
سلطت أشمل معلومات وراثية تم جمعها حتى الآن عن حيوان الماموث الوبري الضوء على أسباب انقراضه وكشفت النقاب عن أنه كابد كارثتين أسهمتا في تناقص أعداده، قبل الاضمحلال النهائي لآخر مجموعة منه ووقوعها في براثن التزاوج الداخلي على إحدى جزر المحيط المتجمد الشمالي.
وأماط العلماء الخميس الماضي اللثام عن أول طاقمين وراثيين (جينومين) كاملين لهذا الكائن العملاق القريب الصلة بالفيل، والذي يمثل أيقونة العصر الجليدي. وأوضح العلماء أن الماموث الوبري مر بظروف قاسية فقد خلالها قدراً كبيراً من تنوعه الوراثي، قبل أن ينقرض منذ نحو أربعة آلاف عام.
وتم استخلاص الحمض النووي في حالة جيدة الحفظ من كائنين من الماموث الوبري – الأول من بقايا لأحد صغاره عمرها 45 ألف عام عثر عليها في سيبيريا والثاني من إحدى أسنانه وعمرها 4300 سنة ووجدت في بقايا حفرية من آخر مجموعة منه كانت تعيش منعزلة على جزيرة رانجل النائية قبالة اليابسة في روسيا، وتم رصد التزاوج الداخلي في هذا الكائن الثاني.
حيوانات ونباتات مقدسة في عقائد الشعوب
لعبت وتلعب بعض الحيوانات والنباتات في عقائد شعوب مختلفة دوراً مقدساً في حياة الناس والطبيعة. فبعضها يجسد الآلهة والبعض الآخر يرمز للصحة والحب والحياة.
صورة من: Sonja Pauen / CC BY 2.0
الرباح المقدس من فصيلة قردة البابون. كان الفراعنة يعتبرونه مقدساً، فالإله توت كان يظهر على شكل رباح مقدس حسب الميثولوجيا المصرية القديمة.
صورة من: Sonja Pauen / CC BY 2.0
النخلة صاحبت الإنسان منذ الخليقة. وفي العصور القديمة اعتبرت هذه الشجرة رمزاً لدورة الحياة، وعند المسيحيين والمسلمين واليهود رمزاً للظل والثمرة.
صورة من: Jan Smith / CC BY 2.0
الجعران الفرعوني نوع من الخنفساء أخضر اللون يتخذ شكل خنفساء الروث. كان قدماء المصريين يصنعونها للزينة وتمثل بالنسبة لهم رمز البعث بعد الموت.
صورة من: picture-alliance/dpa
شجرة التبلدي الإصبعية يطلق عليها أيضاً شجرة القردة أو الشجرة الساحرة أو الشجرة الصيدلية. فهمي مقدسة من جذورها وحتى أعلى ورقة فيها لدى الشعوب الأفريقية. ويُعتقد أنها تعالج كل الأمراض.
صورة من: SAM PANTHAKY/AFP/Getty Images
لم يظهر الإله توت عن الفراعنة على شكل الرباح المقدس فقط، بل على شكل طائر أبو منجل. وبحسب المخطوطات المصرية القديمة، فإن الإله توت أوجد اللغة الهيروغليفية.
صورة من: hyper7pro / CC BY 2.0
اعتقد الإغريق أن الإلهة أفروديت زرعت شجرة الرمان على الأرض، ولذلك فهي ترمز للحياة والحب والخصب. وحتى البوذيون يقدسونها أيضاً.
صورة من: AFP/Getty Images
بينما يضحي أتباع بعض الأديان بالأبقار في أعيادهم، فإن أتباع الهندوسية يقدسونها، فالبقرة إلهة في كتابهم المقدس "فيدين" وتجسد الأرض. لذلك يجب أن لاتعاني أو تُعذب.
صورة من: Getty Images
زهرة اللوتس مقدسة عند أغلب سكان جنوب وغرب آسيا. فالهندسيون يعتبرونها تجسيداً للآلهة فيشنو ولاكشمي. كما أن زهرة اللوتس تنبت فوق الطين ورغم ذلك تبقى نظيفة جميلة.
صورة من: Takashi .M / CC BY 2.0
بينما ترى شعوب عديدة في العالم في الجرذ سبباً للطاعون ولعدم النظافة، تقدسه بعض المذاهب في الهند. فالجرذ ذكي ووفي، وبالنسبة لهم بقي وفياً للإله الهندوسي غانيشا.
صورة من: picture-alliance.de
أوراق شجرة الجنكة الصينية، المنتشرة على الأرض منذ 300 مليون عام، ترمز للازدهار والحب وهي مقدسة عند اليابانيين والصينيين. ولذلك، تجدها مزروعة قرب المعابد والمدن المقدسة.
صورة من: Ken Arneson / CC BY 2.0
10 صورة1 | 10
وقال لاف دالين، عالم الوراثة بالمتحف السويدي للتاريخ الطبيعي: "احتفظ كائن جزيرة رانجل – وهو واحد من آخر مجموعة متبقية من الماموث الوبري في العالم – بتنوع وراثي أقل كثيراً بالمقارنة بالكائن الآخر الأقدم كثيراً في العمر". وظهرت نتائج هذه الدراسة في دورية "كارنت بيولوجي".
وأضاف دالين: "السبب في هذا الاختلاف هو أن جينوم كائن جزيرة رانجل كان يحتوي على عدد كبير من القطاعات التي لا تتضمن أي تنوع وراثي، وهو نمط سائد في العشائر المحدودة للغاية حين يحدث التزاوج بين أقارب من الأباعد". وظهر الماموث الوبري – الذي يماثل في حجمه الفيلة الحديثة لكن جسمه كان يغطيه وبر بني طويل وكثيف وخرطوم ضخم – لأول مرة منذ 700 ألف سنة في سيبيريا، وانتشرت عشائره لتصل إلى المناطق الشمالية من أوراسيا وأمريكا الشمالية. ولا يزال جدل حاد يدور بشأن ما إذا كان سبب انقراضه هو زيادة درجة حرارة المناخ أو صيده على أيدي البشر.