نجح علماء صينيون في تطوير شريحة كمبيوتر تعمل إلى حد كبير مثل المخ البشري الذي لا يضاهيه أعقد كمبيوتر في العالم. فكيف تعمل هذه الشريحة؟ وما هي ميزاتها؟
إعلان
يعكف فريق علمي يضم باحثين من جامعات "هانجزو ديانزي" و"زيجيانج" في إقليم زيجيانج شرق الصين على تطوير شريحة كومبيوتر جديدة أطلق عليها اسم "داروين"، حيث بدأ العمل في الشريحة التي تعمل إلى حد كبير مثل المخ البشري منذ أكثر من عام. ونقلت وكالة الأنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن الدكتور ما دي من جامعة هانجزو ديانزي قوله إن الشريحة "تستطيع القيام بمهام الذكاء الصناعي بنفس طريقة شبكة الأعصاب الموجودة في المخ البشري حيث تتواصل الأعصاب مع بعضها البعض من خلال نقاط التشابك العصبي.
الطبيعة... مصدر إلهام الطباعة ثلاثية الأبعاد
تساعد تكنولوجيا وتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد المهندسين والمصممين على إنجاز ابتكاراتهم بسرعة ودقة فائقة أكثر من أي وقت مضى، لكن الطبيعة تبقى المصدر الرئيسي لإلهامهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/R.Neder
زهرة اللوتس فيكتوريا أو زنبق الماء فيكتوريا نوع نباتي ناعم لكنه قوي في نفس الوقت. ومثلما يظهر في الصورة فبإمكان هذه النبتة أن تحمل طفلا فوق الماء بكل سهولة، كما بإمكان زهرة اللوتس كبيرة الحجم حمل شخص بالغ. فكيف يتسنى لها ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/R.Nederstigt
مهندس في شركة إيرباص لصناعة الطائرات يبحث عن سر لغز قوة زهرة اللوتس. أولا استعان بالماسح الضوئي ثلاثي الأبعاد للتعرف على تركيبة هذه النبتة ثم أدخل جميع البيانات التي حصل عليها إلى الكمبيوتر.
صورة من: Airbus
بمساعدة برنامج ثلاثي الأبعاد تُرجمت هذه البيانات إلى نموذج ملموس على الكمبيوتر، وتُعرف هذه الطريقة بالهندسة الإلكترونية الحيوية أو البيونيك. وبواسطة هذا البرنامج يتم وضع تصميم لهيكل أجسام وتحديد نقط تحمل الأعباء.
نفس الشيء تقوم به زهرة اللوتس فيكتوريا، فالأماكن التي من المحتمل أن تتعرض لضغط أعلى يكون فيها نسيج النبتة أكثر سمكا وأكثر كثافة. أما الأماكن التي تكون أقل عرضة لأي ضغط محتمل فنسيجها أقل سمكا وكثافة.
صورة من: Airbus
استفاد المهندسون في شركة إيرباص لصناعة الطائرات من هيكلة زهرة اللوتس في تطوير نمودج لمثبط الرفع، أداة تعمل على تقليل قوة الرفع في الطائرة، عن طريق الطباعة ثلاثية الأبعاد. النتيجة كانت مذهلة، حصل المهندسون على مثبط للرفع خفيف وزنه لكن قوي في آن واحد.
صورة من: DZP/Ansgar Pudenz
قام بيتر ساندر، رئيس قسم التكنولوجيات الناشئة في شركة إيرباص، بدعم تجارب الطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث أن مشروع زهرة اللوتس ليس الوحيد في إيرباص وإنما هناك مشاريع أخرى. وابتداء من عام 2016 سيبدأ العمل بإنتاج بعض أجزاء طائرات إيرباص بالاعتماد على تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد.
صورة من: Airbus
أيضا هذا النموذج خفيف الوزن، الذي تم ابتكاره في معهد ألفريد فاغنر للأبحاث القطبية والبحرية، يعتمد على تقنيات الهندسة الإلكترونية الحيوية أو البيونيك. وتوضح الصورة المجهرية أن نسيج هذا المنتوج قابل لتحمل ضغط كبير للغاية.
صورة من: Alfred-Wegener-Institut für Polar und Meeresforschung
اعتمد الباحثون في معهد فاغنر على قُرص العسل كنموذج لإنتاج العديد من الأجزاء الصناعية التي يتطلب أن يكون وزنها خفيف جدا وتدخل في صناعات الطائرات والسيارات. وتم إنتاج هذه الأجزاء عن طريق الطباعة ثلاثية الأبعاد ولكن من مادة البلاستيك.
صورة من: DW/Fabian Schmidt
هذه الصورة تبين تصميما لطائرة كاملة اعتمد الباحثون في ابتكارها على الهندسة الإلكترونية الحيوية أو البيونيك، ويبدو إطار الطائرة وكأنه نسيج مكون من عنصر واحد. لكن تجربة إيرباص هذه لازالت قيد التطوير أما تنفيدها فمن المؤكد أنه يتطلب بضعة عقود.
صورة من: AIRBUS S.A.S.
شركة الطيران العملاقة إيرباص ستقوم ابتداء من عام 2016 باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج أجزاء معدنية صغيرة نسبيا يصل طولها حوالي متر واحد. لكن إنتاج طائرة كاملة، كما تبين الصورة، يبقى من المشروعات المستقبلية الطموحة. أما هذه الأجزاء المعدنية الصغيرة فوزنها سيكون قليل جدا وبالتالي ستخفف من استهلاك الوقود مستقبلا.
صورة من: AIRBUS S.A.S.
10 صورة1 | 10
يذكر أن هذه الشريحة البلاستيكية السوداء التي يقل حجمها عن حجم "الدايم" وهو عملة معدنية من فئة 10 سنتات أمريكية مزودة بـ 2048 خلية عصبية و4 ملايين نقطة تشابك عصبي وهما المكونان الأساسيان للمخ البشري. ويقول الباحث شين جونشينج من جامع زيجيانج إنه بهذه الشريحة يمكن لأي جهاز كمبيوتر القيام بالعديد من المهام بطاقة قليلة من الكهرباء "كما يمكنها معالجة المعلومات الغامضة التي تفشل شرائح الكمبيوتر التقليدية في معالجتها"، مثل التعرف على الأرقام التي يكتبها أشخاص مختلفون والتمييز بين الصور المختلفة وتحريك الرموز على شاشة الكمبيوتر باستخدام إشارات من مخ المستخدم.
ويقول ما دي إن الشريحة المشابهة للمخ البشري قد تستخدم في أجهزة الإنسان الآلي وأنظمة الذكاء الصناعي وواجهات الدماغ الحاسوبية، لكن عملية تطويرها مازالت في مرحلتها الأولى. وأشارت وكالة شينخوا إلى أن الشريحة التي تشبه المخ البشري التي طورتها شركة آي.بي.إم الأمريكية باسم "ترو نورث" (الشمال الحقيقي) في قائمة التقنيات التي تحظر السلطات الأمريكية تصديرها إلى الصين وهو ما دفع العملاء الصينيين إلى بدء تطوير شريحة مماثلة خاصة بالصين.