نشر باحثون أمريكيون نتائج دراسة جديدة وصفت بالمهمة توصلوا من خلالها إلى اكتشاف السبب وراء الأرق الذي يصيب الإنسان في أول أيام غربته. وتكمن أهمية نتائج هذه الدراسة في إمكانية الاعتماد عليها في تطوير علاج فعال للأرق.
صورة من: Colourbox/D. Drobot
إعلان
هناك مثل شعبي في اليابان معناه "من غير وسادته قلت في النوم سعادته"، ويعني ذلك أن الإنسان ينام بشكل سيء عندما يغير مكان نومه. وفي هذا السياق، قال باحثون أمريكيون إنهم اكتشفوا الآن السبب وراء الأرق الذي يصيب الإنسان في أول أيام غربته.
ورجح الباحثون تحت إشراف يوكا ساساكي من جامعة براون بمدينة بروفيدنس بولاية رود أيلاند الأمريكية في دراستهم التي نُشرت نتائجها اليوم الخميس (21 نيسان/ أبريل 2016) في العدد الأخير من مجلة "كارانت بايولوجي" للدراسات الحيوية أن الشطر الأيسر من مخ الإنسان يظل في وضع يشبه وضع الانتباه مما يجعله أكثر يقظة من النصف الأيمن.
وقالت ساساكي موضحة ذلك: "نعلم أن الحيوانات البحرية وبعض الطيور تنام بنصف مخها وتظل متيقظة بالنصف الآخر". ورغم أن مخ الإنسان لا يعمل بشكل غير متماثل مثل بعض الحيوانات البحرية إلا أن أمخاخنا لديها على ما يبدو نظام مصغر من النظام الذي تمتلكه الحيتان والدلافين، حسبما أوضحت أستاذة علم اللغويات المعرفية وعلم النفس.
ودرس الباحثون مدى عمق النوم لدى 35 متطوعا أثناء نومهم في أول وثامن ليلة في معمل لأبحاث النوم مستخدمين في ذلك تخطيط أمواج الدماغ وعدة تقنيات تصوير أخرى. تبين للباحثين أنه كان من السهل كثيرا لفت انتباه أجزاء الجهة اليسرى من الدماغ لدى المتطوعين في وقت يكون فيه هذا الجزء من الدماغ عادة مستجما في نوم عميق.
عشرة أسباب للإصابة بالأرق وطرق الوقاية منها
عند المعاناة من اضطرابات النوم، غالبا ما يتم ربط ذلك بالإرهاق والضغط العصبي. ولكن في الحقيقة هناك أسباب أخرى كثيرة. نتعرف على أبرز عشرة أسباب للإصابة بالأرق وكيفية الوقاية منها في صور.
صورة من: Gina Sanders - Fotolia.com
هناك بعض الأدوية التي تسبب الأرق. مثلا تحتوي بعض العقاقير على الكافايين أو تسبب خللا في إفراز بعض الهرمونات. الأسبرين قد يسبب أيضا صعوبات النوم. فما العمل؟ أولا قراءة التعليمات المرفقة بالعقار الطبي جيدا. ثانيا إذا كان تناول الدواء مساء فيفضل البحث عن بديل لا يؤثر على النوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. May
بالنسبة للأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه الكافيين والشايين فعليهم تجنب تناول الشوكولا قبل النوم ببضعة ساعات، وخاصة الشوكولا الداكنة، وفقا لما نقل موقع فوكوس الإلكتروني عن خبير مشاكل النوم، ميشائيل فيلد.
صورة من: Fotolia/Unbreakable
الحساسية: ما أن تدخل في الفراش وتسعد بدفء الغطاء، حتى يبدأ أنفك بالسيلان قليلا مع حرقة في العيون وسعال. حالة يواجهها بعض الناس. وهنا، من لا يعاني من مرض أو حساسية مزمنة، فمشكلته بسيطة. يجب الحفاظ على نسبة رطوبة منخفضة (أقل من 50 %) في غرفة النوم، وتهويتها باستمرار والحفاظ عليها باردة. ولا ننسى تغيير أغطية الفراش والوسادة.
صورة من: Fotolia/Brenda Carson
النوم الزائد: تختلف حاجة الجسم للنوم باختلاف العمر والنشاط الجسدي للإنسان. فالمراهقون والرياضيون والنساء الحوامل بحاجة لمزيد من ساعات النوم (8 ساعات على الأقل). أما كبار السن، فلا يحتاج جسمهم لأكثر من 6 ساعات. ولكن هناك بعض كبار السن ممن ينامون في النهار، فيضطرون للبقاء لساعات طويلة ليلا دون نوم. الحل يكمن في تنظيم أوقات النوم.
صورة من: Gilles Paire/Fotolia
مشاهدة التلفاز واستخدام الحاسوب والهاتف الذكي لساعات طويلة قبل الخلود للنوم، أمر يسبب اضطرابات، بحسب ميشائيل فيلد. ومن لا يستطيع البقاء بدون هاتفه أو حاسوبه، فعليه أن يخفض درجة إضاءة الشاشة على الأقل. أو أن يرتدي نظارة تمنع مرور الضوء الأزرق إلى العينين. لأن هذا الضوء يمنع إفراز هرمون الميلاتونين، المسؤول عن تنظيم الإيقاع الحيوي للجسم.
صورة من: Fotolia/olly
الأسنان ومشاكلها: صرير الأسنان والتقلصات في الفك، هي مشاكل حركية ناجمة عن الإجهاد والضغط غالبا. هذه المشاكل في الأسنان تؤدي لتقلصات في الوجه والرقبة والأكتاف، فينام الشخص بشكل مضطرب. والحل بزيارة الطبيب المختص.
صورة من: Fotolia/djma
ممارسة الرياضة تساعد على نوم هانئ. لا شك في ذلك، ولكن التوقيت مهم. يجب عدم ممارسة الرياضة المجهدة قبل موعد الذهاب إلى النوم مباشرة، وإنما أن يتم ذلك قبل عدة ساعات. لأن الدورة الدموية وعملية الاستقلاب وكذلك العضلات تبقى نشطة لفترة من الوقت قبل أن تعود لحالة الهدوء.
صورة من: Fotolia/Focus Pocus LTD
إشعاع الهاتف المحمول: بحسب الخبير فيلد، "يتأثر حوالي 10% من الناس بالموجات الإلكترونية، فينامون بشكل غير مريح". من الأفضل أن تكون غرفة النوم خالية من الأجهزة الكهربائية والإلكترونية قدر الإمكان.
صورة من: picture-alliance/ dpa
الظروف الأمثل في غرفة النوم: لابد من تهوية الغرفة جيدا. ويجب الحذر من أي مواد أو أقمشة ذات رائحة. وأيضا يجب اختيار الغطاء المناسب والملائم لظروف الطقس.
صورة من: Fotolia/Mihalis A.
التدخين: الاضطرابات في النوم تحدث بشكل أكبر لدى المدخنين. دراسات علمية شارك بها مدخنون وغير مدخنين في نفس الظروف، أثبتت أن المدخنين ينامون بشكل مضطرب ويكون نومهم غير عميق. كما أن المدخنين يبدؤون نشاطهم وهم غير مرتاحين في اليوم التالي.
صورة من: Fotolia/nikkytok
10 صورة1 | 10
ويوجد في هذا الشطر الأيسر من الدماغ ما يعرف بشبكة الوضع الافتراضي التي تكون نشطة في حالة اليقظة عندما يكون الإنسان بلا نشاط وتعمل على أن يكون مخ الإنسان نشطا بباطنه نوعا ما وهي المسؤولة عن توجيه أحلام اليقظة وسلاسل التفكير.
من ناحيته، أكد ديتر ريمان من جامعة فرايبورغ الألمانية أن نتائج الدراسة جديدة وجديرة بالاهتمام، وقال إن هذه النتائج تلائم توجها بحثيا يطلق عليه الخبراء "النوم في المحل"، ولكنه يعني في هذه الحالة "اليقظة في المحل".
ويعتمد هذا التوجه العلمي حسب ريمان على أن النوم ليس حالة متجانسة بشكل مطلق لجميع الدماغ. ويرى ريمان أنه من الممكن إجمالا الاعتماد على هذه النتائج في تطوير علاج للأرق. وأوصت ساساكي المسافرين بأخذ وسادتهم معهم أثناء السفر لتجنب أرق أول ليلة في المكان الغريب أو على الأقل تخفيفه أو حجز فنادق متشابهة في كل سفر.
وأوضحت ساساكي أن هناك مسافرين قادرين على التغلب على حالة اليقظة "فدماغ الإنسان يتميز بمرونة شديدة". وقالت ساساكي إن الباحثين بجامعة براون يجرون الآن تجارب على تقنية بعينها لوقف عمل الجزء اليقظ من المخ أثناء النوم ومعرفة ما إذا كان ذلك سيحسن النوم.