رصد العلماء وجود نوع جديد من الطيور في الطرف المتجمد لأمريكا الجنوبية، حيث "لا توجد شجيرات ولا أنواع غابات، ومع ذلك نجح طائر الغابة في البقاء على قيد الحياة حرفيا في وسط المحيط”. فما أهمية هذا الاكتشاف؟
إعلان
في المراعي المتناثرة التي تجتاحها الرياح في الطرف المتجمد لأمريكا الجنوبية يعيش طائر صغير تلقي حياته الهادئة الضوء على أهمية دراسة الأماكن النائية في العالم.
ففي جزر دييغو راميريز، على بعد 100 كيلومتر من كيب هورن في جنوب تشيلي، رصد العلماء طائر راياديتو سوبانتاركتيك، وهو طائر بني اللون ومخطط بشرائط سوداء وصفراء ويزن 16 جراما، وله منقار كبير يربك علماء الأحياء.
والسبب أن راياديتو سوبانتاركتيك، الذي يشبه نوع من طيور الراياديتو التي تسكن غابات جنوب باتاغونيا وأعشاشا في تجاويف الجذوع، تم العثور عليه "يعيش في مكان خال من الأشجار”.
وقال ريكاردو روزي، الأستاذ في جامعة ماغالانيس في تشيلي وجامعة شمال تكساس ومدير معهد كيب هورن الدولي لدراسات التغير العالمي والحفاظ على التنوع البيولوجي "لا توجد شجيرات ولا أنواع غابات، ومع ذلك نجح طائر الغابة في البقاء على قيد الحياة حرفيا في وسط المحيط”.
القارة القطبية الجنوبية: الجليد يختفي من تحت أقدام طيور البطريق
05:51
وأضاف أن النتائج، التي نشرت في مجلة نيتشر العلمية، جاءت بعد تحقيق استمر ست سنوات أصبح فيه الطائر الصغير "هاجسا” للباحثين.
وقال رودريغو فاسكيز، عالم الأحياء بجامعة تشيلي وأحد الباحثين، إن الدراسات الجينية أكدت أن النوع المكتشف حديثا "يختلف في طفرة عن بقية أنواع الراياديتو الكلاسيكية”، بالإضافة إلى اختلافات أخرى في الشكل والسلوك.
وذكر الباحثون في دورية نيتشر أنهم أمسكوا 13 طائرا في الجزيرة وفحصوها، وأضافوا "كانت الطيور من سكان دييغو راميريز أثقل وأكبر بشكل ملحوظ… لكن ذيلها كان أقصر بكثير”.
وبالنسبة إلى روزي، يمكن أن يصبح هذا النوع "رمزا … من شأنه أن يساهم في التعرف على” جزر دييغو راميريز غير المعروفة.
ر.ض (رويترز)
طيور المناطق الاستوائية ملونة أكثر من الطيور الأخرى بالفعل
لطالما تم الافتراض بأن الطيور الاستوائية ملونة أكثر من تلك الموجودة في المناخات الأكثر اعتدالاً، دون أن يتم إثبات ذلك. لكن دراسة حديثة كشفت أن هذا الافتراض صحيح بالفعل. كيف؟
صورة من: P. Wegner/imageBROKER/picture alliance
فكرة قدمها داروين وفون هومبولت لأول مرة
لاحظ علماء الطبيعة مثل تشارلز داروين وألفريد راسل والاس وألكسندر فون هومبولت بعد سفرهم حول العالم في القرن التاسع عشر أن الطبيعة في المناطق الاستوائية كانت نابضة بالحياة بشكل غير طبيعي مقارنة ببلدانهم. وهكذا بدأت "القاعدة" الواسعة الانتشار بأن الكائنات الحية ملونة أكثر في المناطق الاستوائية مقارنة بتلك التي تعيش في بقية العالم - وهي فكرة لم يكن قد تم إثباتها.
صورة من: Pixabay via Pexels
دراسة عالمية!
لم يصبح إجراء الدراسات المطلوبة لاختبار هذه "القاعدة" ممكناً إلا مؤخراً بفضل التطور التكنولوجي مثل تقنيات معالجة الصور الأكثر فعالية والمعلومات الجغرافية الأكثر دقة والتي يسهل الوصول إليها. ساعدت هذه الأدوات في تمهيد الطريق لدراسة حقيقية على نطاق عالمي.
صورة من: Francis Franklin
عدد لا يحصى من الألوان
تعد الطيور من بين أكثر مجموعات الحيوانات تلويناً، إذ يوجد فيها نحو 10000 نوع ومجموعة متنوعة هائلة من الظلال والألوان. قام الباحثون بتحليل صور أكثر من 4500 نوع من العصفوريات، مثل هذه العصافير الذهبية. تمثل العصفويات (أو الجواثم) مثل العصافير والطيور والغربان ما يقرب من 60٪ من جميع أنواع الطيور.
صورة من: P. Wegner/imageBROKER/picture alliance
ما هو الإشباع اللوني؟
لكن ما المقياس بأن طائراً ما ملون أكثر؟ حسناً، في هذه الحالة، فهذا يعني أن هناك تنوعاً أكبر في الألوان داخل طائر واحد، أو ببساطة: كم عدد الألوان المختلفة التي يمكن تمييزها؟ تم تحويل هذا بعد ذلك إلى مقياس: كلما كان المؤشر أعلى، كان الطائر ملوناً أكثر.
صورة من: Anjana via Pexels
رسم خرائط الألوان
أولاً، قسّم الباحثون الطيف الكامل للألوان إلى شبكة تشبه رقعة الشطرنج. ثم قاموا باستخراج ألوان البكسل لصور ريش الطيور ورسموها على شبكة الألوان لكل طائر. أخيراً، قاموا بحساب عدد المربعات المملوءة على رقعة الشطرنج الملونة. هذه هي الطريقة التي تم بها قياس "التلون" أو "الإشباع اللوني".
صورة من: Couleur via Pexels
قوس قزح استوائي
أكدت النتائج ما اشتبه به داروين وفون هومبولت. كانت الطيور الاستوائية من مجموعة الجواثم ملونة أكثر بالفعل، وذلك بنحو 30% أكثر من تلك الموجودة في المناطق غير الاستوائية! قد ترجع الأسباب المحتملة وراء هذا الاختلاف إلى السمات المناخية والبيئية، لكن الأسباب لا تزال غير واضحة.
صورة من: Pixabay via Pexels
قاعدة عامة؟
لم يكن ما يحير ألكسندر فون هومبولت الألوان "المجنونة" للطيور الاستوائية فحسب، بل أيضاً ألوان الفقاريات والحشرات والنباتات الأخرى. فهل يمكن تطبيق هذه "القاعدة"، التي تم تأكيدها الآن على العصفوريات (الجواثم)، على الكائنات الحية الأخرى؟ لايزال علينا انتظار إثبات ذلك! إستيبان باردو/م.ع.ح