"Iraker müssen sich gemeinsam politisch engagieren"
١١ أبريل ٢٠٠٩دويتشه فيله: هل يعتبر الجدول الزمني للانسحاب الذي أعلنه أوباما للانسحاب من العراق واقعياً؟ وهل أضحى الوضع الأمني في العراق مستقراً فعلاً؟
فولكر بيرتيز: أصبح الوضع الأمني في العراق أفضل، لكن الإجابة على السؤال حول ما إذا كان الجدول الزمني للانسحاب واقعياً، لا يمكن اختصارها بنعم أو لا. فهناك ديناميكيات سياسية من شأنها أن تتأثر بالانسحاب المخطط له. وباراك أوباما قال بكل وضوح إن على العراقيين أن يتحملوا مسؤولية أكبر تجاه سياستهم ومصيرهم. وفي اللحظة التي يصبح فيها الأميركيون غير قادرين على عمل كل شيء ، سيكون لعراقيون مضطرين إلى الاتفاق فيما بينهم، أو العودة إلى الانزلاق إلى متون الحرب الأهلية إذا ساءت الأمور.
بالإضافة إلى الاهتمام بجهاز الشرطة، ما الذي يتوجب أيضا على العرقيين عمله لكي يكون القرار واقعياً؟
على العراقيين أن يهتموا بالجوانب الأمنية عموماً، لكن يجب عليهم بالدرجة الأولى أن يستمروا في العمل معاً على المستوى السياسي والشروط لذلك متوفرة. ومنذ دخول القوات الأمريكية إلى العراق وبناء نظام سياسي جديد فيه، كان الساسة العراقيين يميلون إلى القول: إذا لم نتمكن من الاتفاق فيما بيننا، فإن الأمريكيين سوف يدفعون إلى ذلك. لكن هذا الأمر انتهى الآن. وهذا هو المحور الأهم في رسالة أوباما: نريد أن تخرج من هذا البلد بأسرع وقت ممكن، وعلى العراقيين أنفسهم أن يتحملوا المسؤولية. وهذا لا يعني فقط في مجال الشرطة والجيش من أجل قمع المعارضة، ولكن تحمل المسؤولية يعني إيجاد حلول سياسية للمشكلات السياسية العالقة؛ على سبيل المثال حلول للجدل الدائر حول الدستور، والنقاش على توزيع عائدات النفط وكذلك حلول للنقاش حول مسألة الفيدرالية.
وماذا بالنسبة للقوات الأمنية الخاصة الموجودة في العراق، مثل شركة بلاك وتر الأمريكية؟
هذه أيضا من المشكلات السياسية التي ينبغي على العراقيين أنفسهم أن يحلوها. حتى الآن كان من السهل القول إن الأمريكيين والبريطانيين وغيرهم جلبوا معهم هذه القوات ونحن لا نستطيع هكذا بكل سهولة إخراجها من البلد. لكن إذا كان العراقيون يريدون فعلا استعادة سيادتهم الحقيقية، فإن عليهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيتركون هذه المجموعات المرتزقة تعمل في البلاد خارج الوضع القانوني، أو أنهم، وربما تقول الحكومة العراقية، من يعمل في مجال الأمن هنا وليس لديه ارتباط بجيش ما، يتوجب عليه يتقدم بطلب ترخيص لحمل السلاح ويخضع حينها للقوانين العراقية.
الرئيس أوباما دعا إلى حكومة عراقية تشارك فيها جميع الطوائف والعرقيات. لكن هل تستطيع هذه الطوائف والعرقيات العمل معاً وهل ترغب في ذلك أصلاً؟
إن هذه الطوائف والعرقيات مشاركة في الواقع في الحكومة العراقية، فهناك شيعة وسنة وأكراد وحتى بعض المسيحيين في الحكومة. ولكن الشيء الأهم هنا هو النظر إلى ما هو ابعد من المجموعات العرقية، فهناك اختلافات سياسية طائفية. وهذا ما سيمثل المشكلة لأكبر بالنسبة للعراقيين؛ أي صنع سياسة ناجحة مع وجود هذه الاختلافات. في نهاية العام ستجرى انتخابات برلمانية في العراق. وربما يكون هناك بعض الجنود الأميركيين الذين سيتم الاحتفاظ بهم كاحتياط للسيطرة على أي اضطرابات وأعمال عنف قد تحدث.
لتحقيق الاستقرار في أفغانستان، عمل أوباما على إشراك من خلال إيران إدخالها إلى نفس القارب. ألا ينبغي أيضا إشراك طهران في البحث عن حلول للوضع في العراق؟
نعم هذا صحيح. فهناك تأثير إيراني، وهو ما اعترفت به إدارة جورج بوش بشكل غير مباشر. منذ فترة طويل تعقد مؤتمرات دورية لـ "لدول الجوار العراقي"، تشارك فيه إلى جانب الحكومة العراقية، كل الدول المجاورة للعراق، بما فيها أيضا إيران، علاوة على الولايات المتحدة الأمريكية ودول مجموعة الثمانية. وفي هذا السياق حدثت اتصالات، أيضا في عهد بوش أيضا، بين ممثلي الحكومتين الأمريكية والإيرانية في العراق. ومن المعروف أن هناك بعض المشكلات، مثل الحدود والتهريب، التي يتوجب الحديث حولها.
أجرى الحوار: جونتر بيركنشتوك
إعداد: عبده جميل المخلافي
تحرير: عماد م. غانم
الدكتور فولكر بيرتيز، خبير ألماني في شؤون الشرق الأوسط، ومدير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية والرئيس التنفيذي لمؤسسة العلوم والسياسة في برلين.