1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"على الغرب عدم التدخل عسكريا في سوريا"

إبراهيم محمد ٢٨ أغسطس ٢٠١٣

تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بالتحضير لتدخل عسكري في سوريا، غير أن مثل هذا التدخل يحمل في طياته مخاطر انتشار نيران الحرب في كل منطقة الشرق الأوسط، هذا ما يراه ابراهيم محمد.

صورة من: Reuters/Afp/Salah Al-Ashkar

تتزايد الضغوط على الولايات المتحدة من أجل دفعها إلى توجيه ضربة عسكرية في سوريا بعد الاستخدام المزعوم للسلاح الكيماوي قرب العاصمة السورية دمشق. غير أن أعلى الأصوات الداعية إلى توجيه ضربة كهذه ليست لساسة أمريكيين، بل لبريطانيين وفرنسيين وأتراك وعرب. فقد أوضح وزير الخارجية البريطاني بأنه ليس من الضروري الحصول على تفويض من قبل الأمم المتحدة من أجل هجوم عسكري. أما السعودية وقطر وتركيا فتأتي في مقدمة الدول التي تحاول جر الولايات المتحدة ومعها حلف الناتو إلى المستنقع السوري.

بقيت الولايات المتحدة حتى الآن ضد التدخل العسكري في سوريا لأسباب عديدة أبرزها عدم ارتياح واشنطن للقوى الراديكالية الإسلاموية في المعارضة السورية. وقد وصل الأمر إلى قيام الخارجية الأمريكية بوضع جبهة النصرة القريبة من القاعدة وأحد أقوى المجموعات المقاتلة المتمردة في سوريا على قائمة التنظيمات الإرهابية. وترى واشنطن في هذا السياق أن تبديل النظام الحالي في سوريا بسيطرة جماعات متطرفة لن يحقق أي تقدم. من جهة أخرى هناك خشية من تبعات مماثلة لما حصل في العراق بعد التدخل العسكري الأمريكي في عام 2003. أما أبرز هذه التبعات فتمثلت في الفوضى الذي عمت البلاد وسقوط مئات آلاف الضحايا. على صعيد آخر ينطوي التدخل العسكري في سوريا على مخاطر انتشار نيران الحرب في كل منطقة الشرق الأوسط وخارجه.

استخدام الأسلحة الكيماوية أمر غير مقبول

لا يمكن للمجتمع الدولي القبول باستخدام السلاح الكيماوي والوقوف موقف المتفرج إزاء ذلك. وعليه فإن من واجبه الكشف عن جريمة استخدامه وتقديم الجناة إلى العدالة. وهذا الأمر يتطلب دعم مفتشي الأمم المتحدة المستقلين الذي يقومون حاليا بجولات تفتيش في مناطق الاستخدام. غير أن سياسيين غربيين أمثال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ يفعلون عكس ذلك عندما يستبقون نتائج التحقيق باتهام جهة بعينها. بدلا من ذلك لابد من القيام بتحقيق مستقل ويتمتع بمصداقية على أساس تعاون وثيق بين الغرب وروسيا والصين وإيران.

د.إبراهيم محمد، محرر بالقسم العربي في DWصورة من: DW/P. Henriksen

خلال هذا الأسبوع كان من المقرر لقاء دبلوماسيين أمريكان وروس من أجل التمهيد لمؤتمر سلام دولي بهدف حل الأزمة السورية. وقد تم إلغاء اللقاء إلى حين إشعار آخر بعد استخدام الغاز السام قرب دمشق. غير أن جهود السلام يجب أن تستمر بغض النظر عن حجم التصعيد في الأزمة، فكلما طال أمد الحرب والرعب في سوريا، ستتراجع فرص التوصل إلى حل سياسي.

الأزمة السورية أكثر تعقيدا من أزمات العراق وليبيا

بغض النظر عن صعوبة التفاوض مع القيادة السورية وعن صعوبة إقناع مجموعات المعارضة بالحل السياسي فإن على الولايات المتحدة وحلفائها عدم الانسياق إلى الحرب. إن الهجوم العسكري في الحالة السورية لن يكون وسيلة للحل، وإنما لجعل الأمور معقدة أكثر من ذي قبل. كما أنه قد يكلف مئات الآلاف من الضحايا. وعليه فإنه لا بديل عن تكثيف الجهود الدبلوماسية من أجل التوصل إلى حل سياسي.

على ضوء ما تقدم لا يمكن للمرء سوى تأييد روبرشت بولينس، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني. ففي مقابلة له حذر المسؤول الألماني من امتداد نيران النزاع السوري إلى مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط.

هناك حقيقة لا بد من ذكرها وهي أن النزاع السوري معقد أكثر من النزاعات في العراق وليبيا، فالتنوع الديني والعرقي في سوريا يمتد إلى كافة دول الجوار حتى السعودية ودول الخليج الأخرى. وعليه فإن القيام بهجمات عسكرية في الأراضي السورية يمكن أن تصل بسرعة إلى الدول المذكورة، لاسيما وأن الاحتمالات ترجح دخول إيران وحزب الله في حرب كهذه.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW