على جزيرة نائية.. بنغلادش تمضي قدما في إعادة توطين الروهينجا
٤ ديسمبر ٢٠٢٠
بنغلادش تنقل مئات اللاجئين من الروهينجا من مخيماتهم إلى جزيرة تضربها أعاصير وفيضانات باستمرار، في المرحلة الأولى من خطة مثيرة للجدل لإعادة توطين مئة ألف شخص. ولاجئون يتحدثون عن ضربهم وإجبارهم.
إعلان
قال مسؤول حكومي في بنغلادش إن السفن البحرية نقلت 384 رجلا و464 امرأة و810 أطفال إلى جزيرة بهاشان شار في إطار برنامج نقل لللآجئين. وأضاف خورشيد علم خان أنه جرى نقل اللاجئين إلى قرى شيدت حديثا بعدما خضعوا لفحوصات صحية مبدئية فور وصولهم.
وقالت وزارة الخارجية البنغلادشية إن أول مجموعة من اللاجئين "نقلت طواعية" من المخيمات المكتظة في كوكس بازار التي يقيمون بها.
وكان نحو 750 ألفا من المسلمين الروهينجا، الذين يشكلون أقلية مضطهدة في بورما، فروا في 2017 من عملية تطهير عرقي في غرب هذا البلد قادها الجيش ومليشيات بوذية. وقد انضموا إلى مئتي ألف من الروهينجا الذين لجأوا من قبل إلى بنغلادش بسبب موجات عنف سابقة.
وتريد دكا نقل مئة ألف من اللاجئين إلى بهاشان شار، وهي جزيرة وحلية يقول النقاد إنها معرضة للفيضانات وتقع في طريق الأعاصير التي تضرب المنطقة باستمرار. وصرح مسؤولون لفرانس برس من قبل أنه كان من المقرر توطين نحو 2500 لاجئ من الروهينجا في الجزيرة خلال المرحلة الأولى من الترحيل.
من جانبه أكد مكتب الأمم المتحدة في بنغلادش في بيان مقتضب الخميس أنه "لا يشارك" في عملية النقل هذه التي تلقّى "معلومات قليلة" بشأنها. وقال البيان إنه لم يُسمح للأمم المتحدة بإجراء تقييم مستقل "لأمن وجدوى واستمرارية" الجزيرة، مشددا على أن اللاجئين "يجب أن يكونوا قادرين على اتخاذ قرار حر ومبني على الوقائع بشأن إعادة توطينهم".
وذكرت منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان أن العديد من الذين أرسلوا في الدفعة الأولى الجمعة أجبروا على الذهاب. وهذا ما أكده أفراد بعض العائلات الذين تحدثت إليهم وكالة فرانس برس في مخيمات في منطقة كوكس بازار الخميس. وقد جاءوا لتوديع أقاربهم الذين تم نقلهم بحافلات إلى ميناء شيتاغونغ قبل الرحلة الأخيرة بالقارب الجمعة.
تخوفات لاجئي الروهينجا من إعادة توطينهم
02:37
وقالت صوفيا خاتون (60 عاما) التي جاءت لوداع ابنها وخمسة من أقاربها الآخرين "لقد ضربوا ابني بلا رحمة وحتى كسروا أسنانه حتى وافق على الذهاب إلى الجزيرة". لكن وزير خارجية بنغلادش، عبد المؤمن، وصف هذه المعلومات بأنها "كذبة". وقال إن المرافق في الجزيرة "أفضل بكثير" مما كانت عليه في المخيمات.
وقد أنفقت بنغلادش حوالي 400 مليون دولار من خزانتها لبناء ملاجئ وسور لدرء الفيضانات يبلغ ارتفاعه حوالى ثلاثة أمتار حول المرافق.
وأدى التدفق الهائل للاجئين إلى بنغلادش إلى إنشاء مخيمات تعاني من البؤس الذي تفاقم مع انتشار فيروس كورونا المستجد وسمح بازدهار تهريب المخدرات. وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين بـ860 ألفا عدد الروهينجا الذين يعيشون في بنغلادش في مخيمات قريبة من الحدود مع بورما.
ولجأ نحو 150 ألفا أيضا إلى دول أخرى في المنطقة، بينما ما زال 600 ألف يعيشون في بورما.
ف.ي/ص.ش (ا ف ب، رويترز، د ب ا)
الروهنجيا والتكيف مع صعوبة الحياة في مخيمات بنغلاديش
منذ أغسطس/ آب 2017، فر أكثر من 700 ألف من مسلمي الروهنجيا من ميانمار إلى بنغلاديش، حيث يعيشون في ظروف صعبة في مخيمات هناك. إنهم يكابدون العيش أيضا في مخيم كوكس بازار. مراسلة DW فيرينا هولتسل، تطلعنا على حياتهم هناك.
صورة من: DW/ P. Vishwanathan
أكبر مخيم للاجئين في العالم
تدفق طوفان اللاجئين على بنغلاديش في أغسطس/ آب 2017، بما يشبه الكوارث الطبيعية. واليوم، يعيش ما يقرب من مليون مسلم من الروهنجيا من ميانمار في أكثر من ثلاثين مخيمًا متجاوراً في ما يطلق عليه "ميغا كامب" بالقرب من مدينة كوكس بازار الساحلية.
صورة من: DW/V. Hölzl
عودة إلى ميانمار؟
تحت ضغط دولي، وافقت ميانمار على استرجاع اللاجئين بداية من كانون الثاني/يناير. غير أنه لم يحدث شيء منذ ذلك الوقت وحتى الآن. الروهينغا قلقون ويرفضون العودة إلى وطنهم، ما دام أمنهم، على الأقل، غير مضمون هناك.
صورة من: DW/V. Hölzl
وافدون جدد
ومازال هناك من يأتي إلى بنغلاديش من الروهنجيا. وبلغ عددهم 11 ألفا منذ كانون الثاني/ يناير 2018. هؤلاء الأشقاء يشكون من نقص الغذاء في ميانمار. لم يكن بإمكانهم مغادرة القرية، التي كانوا يختبئون فيها، من أجل البحث عن الطعام أو العمل في الحقول. ويقول الأب: "كنا خائفين من الجيش" في ميانمار.
صورة من: DW/V. Hölzl
حملة إغاثة عالمية
قامت حكومة بنغلاديش ببناء طريق بطول 20 كيلومترا عبر المخيم، حتى تتمكن منظمات الإغاثة الدولية والمحلية من تزويد اللاجئين بالمدارس والأدوية والصرف الصحي والأغذية وأكواخ البامبو الخيزران. وبصرف النظر عن أزمة اللاجئين، تواجه بنغلاديش، الدولة الواقعة في جنوب آسيا، أزمات أخرى مثل الانفجار السكاني والكوارث الطبيعية.
صورة من: DW/V. Hölzl
مساعدة ذاتية
كما يقوم لاجئو الروهنجيا بأشيائهم بأنفسهم، مثل هذا الصبي، الذي يصلح مظلته. فقد تعلم اللاجئون التعامل مع كل شيء. ويكون هناك ارتجال عند بناء أماكن الإقامة. ويلعب الأطفال بقوارير بلاستيكية مقطوعة أو طائرات ورقية.
صورة من: DW/V. Hölzl
نماذج أعمال جديدة
كما طور اللاجئون في مخيمات الروهنجيا بمنطقة كوكس بازار البنغالية نظاما اقتصاديا خاصا بهم. ففي الأسواق يتم بيع الطعام والملابس. ومن الممكن حجز مطربين للاحتفالات أو تحميل الأخبار من الانترنت أو عبر البلوتوث بمقابل، مادي مثلما يفعل هذا الصبي.
صورة من: DW/V. Hölzl
إطار منظم
وهناك طلب على اللاجئين أيضا في إدارة المخيمات. هذا الرجل مثلا يطلق عليه لقب "ماجي" ويقوم بإدارة عشرات من أماكن إقامات الأسر في المخيم. قريبا، سيتم استبدال رؤساء المخيمات مثل هذا الرجل، بآخرين اختارهم الجيش البنغلاديشي ويتم التصويت عليهم من قبل ممثلين للاجئين.
صورة من: DW/V. Hölzl
الحياة تواصل سيرها
الآن أصبح هناك مجال للفرح من جديد في حياة اللاجئين. وتعتبر كرة القدم هي الهواية المفضلة في المخيم ، خاصة منذ كأس العالم بروسيا. حيث كانت المباريات تعرض في شاشات عرض موضوعة ارتجالا في أكواخ. وكان هناك تواجد أيضا لعلم ألمانيا على بعضها، كما هنا في الصورة.
صورة من: DW/V. Hölzl
أمطار موسمية تجعل الحياة في المعسكرات صعبة
لكن الرياح الموسمية حولت المعسكر بأرضه الوعرة إلى فخ محتمل للموت. ومن الممكن أن يفقد أكثر من 200 ألف شخص مأواهم بسبب الأمطار. وحتى لو كانت الأوبئة والأعاصير غائبة هذا العام: فإن الروهنجيا يكابدون ظروف العيش أيضا في مكان إقامتهم الجديد. اعداد: فيرينا هولتسل/ ص.ش