المشهد المألوف لدى الشعب الألماني من مستشارته السابقة أنغيلا ميركل، التي اعتادت الذهاب إلى البقالة للتسوق وحدها دون حراسة، يعود إلى الواجهة اليوم من من خلال أبرز مرشَحين لمنصب المستشار الألماني القادم: أولاف شولتس عن  الحزب الاشتراكي الديمقراطي وفريدريش ميرتس مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي.

صور ميركل وهي تتسوق لوحدها عادت إلى ذاكرة المذيعة ماريون هورن خلال   المناظرة التلفزيونيةالأخيرة بين فريدريش ميرتس وأولاف شولتس التي أجريت في 19 فبراير/ شباط، قبل أربعة أيام من الموعد المقرر  للانتخابات مما دفعها لسؤالهما عن آخر مرة تسوقا بها بنفسيهما.

"لا وقت للتسوق الآن"

في خضم الضغوط التي يواجهها المرشحان لمنصب المستشار الألماني القادم أثناء حملاتهما الانتخابية، لا يجد كلاهما، أي أولاف شولتس وفريدريش ميرتس متسعاً من الوقت للتسوق بنفسيهما، وآخر مرة تسوقا بها بنفسيهما كانت في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

قال شولتس رداً على سؤال هورن: " أنا شخصياً لم أفعل ذلك هذا العام، لأنني مشغول بحملتي الانتخابية، ولكن خلال العام الماضي أعتقد أنني تسوقت بنفسي في في ديسمبر/ كانون الأول". وأوضح شولتس أنه ما يزال يدفع نقداً في الغالب عند شراء احتياجاته، ولكنه يستخدم البطاقة المصرفية أحياناً أخرى.

أما فريدريش ميرتس فقال رداً على السؤال نفسه: "اشتري المواد الغذائية لشقتي في برلين دائماً بنفسي، آخر مرة ذهبت فيها للتسوق كانت في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، في شهري يناير وفبراير لم أفعل ذلك لأنني كنت مشغولاً جداً بحملتي الانتخابية ولم أتمكن من الذهاب للتسوق خلال ساعات العمل، ولكن وسأعود لذلك مرة أخرى عما قريب".

وأكّدَ  ميرتس أنه لاحظ ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية في الآونة الأخيرة وقال: "يمكنني تأكيد أن الأسعار مرتفعة، وأعرف كم يكلف نصف كيلو من الزبدة"، وعن طريقة الدفع أجاب ميرتس أنه يستخدم هاتفه المحمول دائماً للدفع.

ارتفاع الأسعار بين قضايا أخرى في المناظرة الأخيرة

موضوع ارتفاع الأسعار عامة وأسعار المواد الغذائية في الأسواق الألمانية خاصة أحد أهم القضايا التي شغلت بال الألمان خلال السنوات القليلة الماضية. وهذه الأسعار ما زالت مطروحة اليوم على الطاولة وتحتاج إلى حل سريع، خصوصاً وأن الزيادات على رواتب الموظفين لا تتماشى مع زيادة الأسعار.

وبالفعل بيّن تقرير صادر عن المكتب الاتحادي للإحصاء في نهاية العام الماضي أن الزيادة في أسعار السلع الغذائية وصلت إلى 1.3 بالمئة مقارنة بالعام الذي قبله، مع معدل  تضخم إجمالي قدره 2.3 في المئة، وعلى العموم أصبحت المواد الغذائية اليوم أغلى بكثير مما كانت عليه قبل ثلاث سنوات.

ولأهمية الموضوع فقد تناوله المرشحان لمنصب المستشار خلال مناظرتهما الأخيرة إلى جانب قضايا أخرى ملحّة، فكان لكل منهما حججه وحلوله المطروحة التي يحاول من خلالها كسب تأييد الناخبين الألمان.

ويُذكر أن استطلاع الرأي الذي أجرته قناة العالم/ دي فيلت بعد المناظرة التلفزيونية الأخيرة بيّن أن فريدريش ميرتس حصل على أصوات 58 بالمئة من المشاركين بالاستطلاع، معتقدين أنه لديه الحجج الأفضل، في حين لم يتمكن شولتس من إقناع سوى 29 بالمئة من المشاركين به.