بعد اعتزال أوزيل.. وزيرة التعليم تطالب بنقاش قيم المجتمع!
٢٨ يوليو ٢٠١٨
تتواصل ردود الفعل بعد الرجة التي خلفها اعتزال مسعود أوزيل اللعب الدولي مع المانشافت. وزيرة التعليم الاتحادية آنيا كارلجيسك تطالب بنقاش واسع لقيم المجتمع وكشف ما يعيق العيش المتسامح المشترك بين مكونات المجتمع الألماني.
إعلان
مازال النقاش حول اعتزال نجم فريق أرسنال مسعود أوزيل اللعب مع المنتخب الألماني لكرة القدم على خلفية اتهامات العنصرية لقيادة الاتحاد الألماني لكرة القدم مستمرا، ويمتد إلى كل أوساط المجتمع على الصعيدين الرسمي والشعبي. فقد طالبت وزيرة التعليم الألمانية آنيا كارلجيسك بإجراء نقاش حول القيم، وذلك على خلفية إعلان اللاعب الألماني التركي مسعود أوزيل اعتزال اللعب مع المنتخب الألماني، وما صاحب هذه الواقعة من نقاش حول العنصرية والاندماج في ألمانيا.
وكان أوزيل قد أوضح خلال إعلانه اعتزال اللعب دوليا، أنه تعرض لتمييز وعنصرية من قبل الاتحاد الألماني ورئيسه راينهارد غريندل، وجاء ذلك بعد الانتقادات الحادة التي وجهها غريندل لأوزيل بسبب لقاء اللاعب ذو الأصول التركية بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتقاط الصور معه قبل انطلاق منافسات كأس العالم، وقبل اسابيع من انتخابات الرئاسة التركية.
وفي تصريحات لصحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية الصادرة غدا الأحد (29 تموز/يوليو 2018)، قالت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشارة انغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي: "من الضروري بصورة ملحة أن نجري نقاشا هادئا وجذريا حول الكيفية التي نرغب أن نعيش فيها معا وحول ما يعوق التعامل المتسامح".
على صعيد آخر، كانت كاتيا كيبينغ، زعيمة حزب اليسار قد اشتكت من "تنامي انعدام الإنسانية" في ألمانيا، غير أنها قالت في الوقت نفسه إن البلاد ليست برمتها عنصرية. وأضافت كيبينغ أن الأعوام الأخيرة شهدت "ميلا نحو اليمين"، ورأت أن ما يمكن قوله هو تزايد "الانزلاق نحو انعدام الإنسانية"، وقالت إن هذا أدى إلى النقاش حول ما إذا كان ينبغي على المرء أن ينقذ اللاجئين في عرض البحر المتوسط أم تركهم ببساطة يغرقون.
ح.ع.ح/ع.ش (د.ب.أ)
أوزيل ـ "عازف ليل" رمى مزماره بسبب صورة مع أردوغان
بعدما ساهم في تربع ألمانيا على عرش كرة القدم وفي صنع أمجادها الرياضية، فجر مسعود أوزيل قنبلة اعتزاله اللعب دوليا مع "المانشافت"، وسط جدل كبير على خلفية صورة له مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. مسيرة أوزيل الكروية في صور
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundesregierung/G. Bergmann
الطفل المعجزة
في فترة طفولته، حمل مسعود أوزيل قمصان عدة أندية كروية في مدينة "غيلزنكيرشن" الألمانية، التي ولد فيها، ثم لعب بعد ذلك لمدة خمس سنوات برفقة فريق "روت فايس إيسن". في سنة 2005 انضم أوزيل إلى فريق شالكه، وفي 2009 لعب مع المنتخب الألماني تحت 21 سنة وحصل معه على بطولة أوروبا.
صورة من: Imago/Team 2
التألق دولياً ـ البداية من جنوب إفريقيا
سنة 2008 انتقل "عازف الليل" إلى فريق فيردر بريمن، بسبب خلافات بشأن تجديد عقده بين فريق شالكه، ووالد مسعود أوزيل (مصطفى)، الذي كان آنذاك وكيلا لأعمال ابنه. لكن صاحب القدم اليسرى جلب اهتمام العديد من الأندية الأوروبية الكبرى، بعدما قدم أداء رائعا في مونديال جنوب أفريقيا 2010، حيث انتقل أوزيل إلى ريال مدريد، الذي لعب معه ثلاث سنوات، ليحط الرحال بعدها في فريق أرسنال في صفقة بلغت 50 مليون يورو.
صورة من: Imago/Sven Simon
نموذج للاندماج
سنة 2010 فاز مسعود أوزيل بجائزة "بامبي" الإعلامية الشهيرة كمثال ناجح للاندماج. في نهاية 2007 تنازل أوزيل عن جنسيته التركية، بيد أنه لم يخف أبدا فخره بجذوره التركية. سنة 2016 نشر مسعود صورا لرحلة حج في مكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
بطل القلوب
هنأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل (الصورة) مسعود أوزيل، على الانتصار الذي حققه منتخب "المانشافت" على نظيره التركي، في مباراة برسم التصفيات المؤهلة إلى بطولة أمم أوروبا 2012. وبعد مونديال البرازيل 2014 تبرع أوزيل بمكافأة الفوز لصالح الأطفال البرازيليين، الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية، وهو ما جعل صانع الألعاب ينال استحسان الكثير من الناس، كما زار أوزيل الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundesregierung/G. Bergmann
صانع الفرص بعد ميسي
شارك مسعود أوزيل في جميع مباريات المنتخب الألماني (سبع مباريات) في رحلته نحو الفوز بكأس العالم 2014، حيث يُعد صاحب القدم اليسرى الساحر ليس فقط صانع ألعاب منتخب "المانشافت"، بل أيضا حلقة وصل مهمة بين المدرب يواخيم لوف وباقي اللاعبين في المنتخب. كما نجح أوزيل في مونديال البرازيل 2014 في الحلول ثانيا بعد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كأكثر لاعب يخلق الفرص.
صورة من: picture-alliance/GES/M. Gillar
الصورة المثيرة للجدل
ليست المرة الأولى ( مايو/أيار 2018)، التي يتم فيها تصوير مسعود أوزيل برفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ سبق وظهر أوزيل مع أردوغان، غير أن صورته الأخيرة مع الرئيس التركي، قبل انطلاق مونديال روسيا أثارت الكثير من الاهتمام. وفيما أنتقد البعض أوزيل لدعمه حاكم سلطوي، أتهمه البعض الآخر بعدم الولاء لألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
كبش فداء لفشل المانشافت؟
في مونديال روسيا ودع منتخب "المانشافت" البطولة من الدور الأول، وهو ما اعتبر أكبر إخفاق في تاريخ مشاركات المنتخب الألماني في نهائيات كأس العالم. على إثر ذلك أعتبر رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غريندل، أن صمت أوزيل بخصوص قضية لقائه مع أردوغان أثقل كاهل المنتخب. تصريحات غريندل قوبلت بانتقادات من الوسطين السياسي والرياضي أما أوزيل فقد أعتبر أنه يتم استخدامه كـ"كبش فداء".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
"ألماني عند الفوز ومهاجر حال الخسارة"
في بيان مثير للانتباه، على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أعلن مسعود أوزيل (29 عاما) في ( 22 يوليو/تموز 2018) اعتزاله اللعب رسميا مع المنتخب الألماني. أوزيل الذي لعب 92 مباراة مع "المانشافت" وسجل 23 هدفا وساهم في صنع 40 هدفا، كتب قائلا: "أنا ألماني عندما نفوز، ومهاجر عندما نخسر". الكاتب : شوماخر إليزابيث/ر.م