لا يفضل كثير من الآباء رؤية أطفالهم وهم يمصون أصابعهم أو يقضمون أظافرهم، لكن لهذه العادة بعض الفوائد الصحية، حسب ما توصل له علماء من نيوزيلندا في دراسة طويلة الأمد. ورغم ذلك لا يشجع العلماء البدء بمثل هذه العادات.
إعلان
توصل علماء من نيوزيلندا عبر دراسة طويلة الأمد إلى التعرف على آثار عادة مص الأصابع أو قضم الأظافر على الأطفال. ونشر العلماء دراستهم في الدورية العلمية الأمريكية "بيدياتركس". وذكر العلماء في الدراسة أن الأشخاص الذين يتعرضون لميكروبات في أوقات مبكرة من حياتهم تصبح أجسامهم أكثر مقاومة للأمراض في المستقبل، كما ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الذي نشر تقريرا عن الدراسة.
وتدخل ميكروبات وأحياء مجهرية إلى جسم الأطفال الصغار عبر عملية مص الأصابع وقضم الأظافر. ودرس العلماء بيانات 1037 شخصا بأعمار 5، 7، 9، 11 عاما. ودون العلماء معلومات عن الأطفال وعن عاداتهم في الطفولة، مثل قضم الأظافر أو مص الأصابع. ومن ثم أجرى الباحثون اختبار الحساسية على هؤلاء الأشخاص عندما وصلت أعمارهم إلى 13 عاما. وعندما وصل عمرهم إلى 32 عاما أجري عليهم اختبار الحساسية من جديد.
وذكرت نتائج الدراسة أن 49 بالمائة من الأشخاص الذين أجري عليهم الاختبار بعمر 13 عاما، والذين لم يقضموا أظافرهم أو مصوا أصابعهم، كانوا قد تعرضوا لأمراض الحساسية.
أي الدول الصناعية الأفضل لحياة الأطفال؟
نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" تقريرها لوضع الأطفال في الدول الصناعية. تعرف على أفضل الدول في العالم الصناعي لعيش الأطفال حسب نسب المساواة في المستويات الاقتصادية والتعليم والخدمات الصحية ومعدل السعادة.
صورة من: picture-alliance/dpa/W.Pfeiffer
رغم المستوى الاقتصادي العالي والرفاهية التي يتمتع بها سكان الدول الصناعية المتقدمة، إلا أن نسبة الفوارق في مستوى الحياة الاجتماعية بين السكان في ارتفاع مستمر. الأطفال يعانون أكثر من غيرهم من تأثير التباين هذا، حسب تقرير منظمة اليونيسيف.
صورة من: picture-alliance/dpa/O.Lehtonen
حلت تركيا وإسرائيل في الترتيب الأخير في قائمة اليونيسيف حول مستوى المساواة والرفاهية للأطفال في الدول الصناعية التي يصل عددها إلى 41 دولة. وكان التفاوت في معدل الدخل في إسرائيل مثلا 37 بالمائة وفي تركيا 29 بالمائة. ووصلت نسبة عدم المساواة في مجال التأمين الصحي في كلا البلدين إلى نحو 35 بالمائة.
صورة من: picture-alliance/dpa
فرنسا احتلت المركز 28 فقط، متفوقة بمركز واحد فقط على بلجيكا ولوكسمبورغ. ويعاني الأطفال في فرنسا وخاصة في مجالي التعليم ونسبة السعادة، إذ كانت نسبة الفوارق بين الأطفال في التعليم 35 بالمائة وفي السعادة 28 بالمائة.
صورة من: AFP/Getty Images
الدولة الاسكندينافية الوحيدة التي احتلت مركزا متأخرا في القائمة هي السويد، إذ قبعت في المركز 24 من بين 41 بلدا صناعيا. فنسبة الفوارق وعدم المساواة بين الأطفال مرتفعة جدا في مجال التعليم، ووصلت إلى 29 بالمائة كما وصلت في مجال الخدمات الصحية إلى 22 بالمائة.
صورة من: picture-alliance/dpa/D.Karmann
ألمانيا وبريطانيا والمجر واليونان حلت جميعها في المركز الرابع عشر في القائمة، متفوقة بمركز واحد فقط عن الولايات المتحدة. ورغم الفوارق الاقتصادية الكبيرة بين هذه الدول، إلا نسب الفوارق وعدم المساواة بين الأطفال جمعتها. وكانت النسبة الأسوأ للفوارق في ألمانيا وبريطانيا في مجال التعليم، أما في اليونان والمجر فكانت في مجال معدل الدخل.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
استونيا في المركز الثامن وسلوفينيا في التاسع ولاتفيا في العاشر. واشتركت هذه الدول في نسبة الفوارق الكبيرة بين أطفالها في المجال الاقتصادي وفي معدل الدخل، فيما كانت نسب المساواة بين الأطفال في مجال التعليم مرتفعة وجيدة جدا.
صورة من: picture alliance/dpa/B. Anton
النمسا، الدولة الثالثة بين الدول الصناعية الأفضل لعيش الأطفال فيها. ويعاني الأطفال في النمسا في مجال التعليم فقط من عدم المساواة، فيما يتساوى تقريبا جميع الأطفال في مجال الخدمات الصحية، ولا يعانون من أية فوارق في التأمين والعناية الصحية بغض النظر عن مستوى ذويهم الاجتماعي والاقتصادي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J.Büttner
فنلندا والنرويج وسويسرا احتلت المركز الثاني. ما يجمع هذه الدول المستوى الاقتصادي الجيد ومعدل الدخل العالي والخدمات الصحية المتميزة، وكذلك ارتفاع الفوارق في مجال التعليم. إذ وصلت إلى 16 بالمائة في فنلندا و23 بالمائة في النرويج و20 بالمائة في سويسرا.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pilick
وأخيرا جاءت الدنمارك كأفضل الدول في العالم لعيش الأطفال. ووصلت نسبة الفوارق وعدم المساواة بين الأطفال في هذا البلد إلى مستويات منخفضة جدا في جميع المجالات، إذ بلغت 4 بالمائة في معدل الدخل و8 بالمائة في التعليم و5 بالمائة في مجال الخدمات الصحية و3 بالمائة في معدل السعادة.
صورة من: picture-alliance/dpa/W.Pfeiffer
9 صورة1 | 9
أما اليافعين بعمر 13 عاما الذين مصوا أصابعهم أو قضموا أظافرهم فوصلت عندهم نسبة الإصابة بالحساسية إلى 38 بالمائة. في حين انخفضت نسبة الإصابة بالحساسية إلى 31 بالمائة عند اليافعين بعمر 13 عاما الذين قاموا بقضم الأظافر ومص الأصابع سوية عند الصغر.
من جانبه، ذكر المشرف على الدراسة بوب هانكوس، من جامعة أوتاغو النيوزيلندية، أن "التعرض للميكروبات في سن الطفولة يقلل من نسب التعرض للحساسية". ونقل موقع "تي أونلاين" الألماني عن المشرفين على الدراسة أن نتائج هذه الدراسة لا يمكن تعميمها، بسبب أن اختبارات الحساسية التي تم إجرائها كانت على الجلد فقط.
في حين لم تكن هنالك فروقات تذكر بين المجاميع التي أجريت عليها الدراسة عند اختبار أنواع أخرى من الحساسية، مثل حساسية الأنف (التهاب الأنف التحسسي)، الذي لا يمكن التعرف على أعراضه من خلال اختبارات الحساسية على الجلد فقط.
وقال الباحثون في الدراسة: "نحن لا نشجع بأي حال من الأحوال الأطفال على البدء بمثل هذه العادات، لأن الفوائد الصحية الحقيقية لها غير معروفة بصورة واضحة".