1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"على علماء المسلمين عدم الصمت على جرائم داعش"

كريستوف شتراك/ هبة الله إسماعيل ٢٨ أغسطس ٢٠١٤

في برلين، سلط المطران إميل شمعون نونا رئيس أساقفة الموصل الكلدان الضوء على معاناة اللاجئين في شمال العراق من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وقال إنه يشعر "بالصدمة من صمت علماء المسلمين على جرائم هذا التنظيم" المتطرف.

Emil Shimoun Nona, Erzbischof von Mosul
صورة من: Katholische Militärseelsorge/Jörg Volpers

هي صرخة تحذير أطلقها المطران إميل شمعون نونا رئيس أساقفة الموصل الكلدان خلال زيارته إلى برلين، داعيا ألمانيا والمجتمع الدولي إلى مساعدة مئات الآلاف من اللاجئين في شمال العراق. "هذه الجرائم التي يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية ضد الإنسانية لا يتحملها البشر على الإطلاق"، وفق تعبير نونا.

كما عبر نونا عن إحباطه ويأسه من "انعدام وجود أي ردود أفعال لإدانة هذه الجرائم من قبل الهيئات الدينية الإسلامية". فبحسب نونا "لم يقم أي داعية إسلامي بالتواصل معه للتعبير عن تضامنه معه ومع المسيحيين". نونا غادر شمال العراق لعدة أيام. "قبل مغادرتي فكرت كثيرا لساعات في ما إذا كنت أستطيع ترك الناس وحدهم"، يقول نونا. ويضيف: "يجب أن أعود إليهم سريعا".

المطران كلاجئ

اللاجئون حاليا موجودون في منطقة الأكراد وبالتحديد داخل كنائس ومدارس وشوارع أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق. الأسقف نونا ذاته أصبح "لاجئا"، ويقول في هذا السياق: "لم يعد لدي مبنى أسقفية. أسقفيتي أصبحت سيارتي. أتنقل دائما لمساعدة اللاجئين". ويقول نونا في حوار خاص مع DW إنه محبط من أنه حتى الآن "لم تقم أية هيئة دينية إسلامية بالتنديد بهذه الجرائم التي تُرتكب ضد الإنسانية وتتنافى مع كل المعتقدات الدينية"، ووصف ذلك بأنه موقف سلبي ولم يتوقع ذلك على الإطلاق. ويتساءل شمعون عما إذا كان ممثلو الهيئات الإسلامية يوافقون على هذه الأعمال التي ترتكب ضد مسيحي العراق أم أنهم خائفون من إظهار تضامنهم". ويضيف: "القياديون المسلمون عليهم أن يفكروا بجدية لإيجاد طريقة للوقوف أمام تنظيم الدولة الإسلامية".

ندد بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "بعمليات التهجير القسري للإخوة المسيحيين في العراق من بيوتهم ومدنهم ومحافظاتهم"، ووصفها بأنها "أعمال مخالفة للشرع الإسلامي وللضمير الإسلامي ولا تترك إلا صورة سلبية سيئة عن الإسلام والمسلمين".صورة من: Safin Hamed/AFP/Getty Images

كما أبدى نونا امتعاضه من أن الكثير من العراقيين المسلمين "قاموا بسرقة" جيرانهم المسيحيين الذين كانوا يسكنون إلى جانبهم لسنوات وكانوا يعيشون في سلام بعضهم مع بعض. وفي إحدى الليالي قام مجهولون برسم حرف "ن" على أبواب منازل المسيحيين وذلك في إشارة إلى كلمة "نصراني" ما دفع السكان إلى الهرب. وحتى قبل أن يغادر السكان المسيحيون البيوت في الصباح، جاء جيرانهم واستولوا على ممتلكاتهم. هي قصص هزت مشاعر المسيحيين والإيزيديين ممكن تكلم معهم الأسقف نونا في أربيل. "لا شك أن هذه أشياء تخلف جراحا مؤلمة ولذلك ينظر المسيحيون بنظرة متشائمة ومتألمة إلى المستقبل. لقد فقدنا ثقتنا بالمنطقة"، كما يقول الأسقف نونا.

"هنا عاش المسيحيون الأوائل"

المطران إميل شمعون نونا هو كبير أساقفة الموصل الكلدان منذ عام 2009، أما سابقه فقد اختُطف وتم قتله عام 2008. ومنذ عدة أسابيع والأسقف نونا (عمره 46 عاما) بلا مأوى، وذلك بالرغم من أن المسيحييين يعيشون منذ ألفي عام في منطقة الموصل ونينوى. "هنا عاش المسيحيون الأوائل في العراق"، يقول نونا.

ويناشد نونا الحكومة الألمانية تقديم المساعدة للمهجّرين المسيحيين في شمال العراق وكردستان. فالناس يعيشون في فقر مدقع وفي ظروف تفتقر إلى الكرامة الإنسانية. وعلى المدى البعيد يأمل نونا في أن تتوفر إمكانيات لعودة المهجرين إلى موطنهم الأصلي. ويشكر نونا الأكراد وأفراد قوات البشمركة على دعمهم الحالي للمسيحيين.

انتقد البابا فرنسيس بتاريخ (20 يوليو/ تموز 2014) عمليات الاضطهاد التي يتعرض لها مسيحيو العراق بعد فرار مئات العائلات المسيحية من الموصل بعد إنذار وجهه عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية".صورة من: AFP/Getty Images

موقف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نشر في وقت سابق على موقع رئيسه الشيخ يوسف القرضاوي بتاريخ (23 يوليو/ تموز 2014) بيانا ندد فيه "بعمليات التهجير القسري للإخوة المسيحيين في العراق من بيوتهم ومدنهم ومحافظاتهم". وأضاف: "إنها أعمال مخالفة للشرع الإسلامي وللضمير الإسلامي ولا تترك إلا صورة سلبية سيئة عن الإسلام والمسلمين".

ورفض الاتحاد إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" للخلافة في العراق وسوريا، وقال إنه غير جائز شرعا وإن إعلان الخلافة لا يمكن أن يتم إلا بعد أن يعلن عدد كاف من ممثلي الشعوب الإسلامية ولاءهم. وحث الاتحاد الدولة الإسلامية على السماح للمسيحيين بالعودة إلى منازلهم، وقال إن التهجير القسري يصل إلى حد "إيقاظ الفتنة". وأضاف أن "المسيحيين من أبناء العراق الأصليين وليسوا دخلاء عليه ويجب السعي إلى وأد الفتنة وتوحيد الصف وحل مشكلات العراق العريق بدلا من إقحامه في أمور تزيد من تعقيد المشهد الحالي".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW