على مواقع التواصل ..قراءات عربية متباينة لفوز أردوغان
٢٩ مايو ٢٠٢٣
أثار فوز رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية جديدة تفاعلا كبيرا بين رواد منصات التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية ما بين ابتهاج بالفوز وانتقادات لسجل الرئيس التركي. السجال بين مؤيدي ومعارضي أردوغان لم يخل من تراشق إعلامي.
إعلان
تفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية بشكل واسع مع نتائج جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التركية والتي أسفرت عن فوز الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان على مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو . وتراوحت ردود الفعل بين من أشاد بالفوز ومن انتقده.
الجدير بالذكر أن الهيئة العليا للانتخابات في تركيا أعلنت مساء أمس فوز أردوغان بولاية جديدة حيث قال رئيس الهيئة أحمد ينار إن أردوغان فاز بنسبة 14ر52% من أصوات الناخبين فيما حصل كليجدار أوغلو على 86ر47% من الأصوات، لكنه لم يقر حتى الآن بخسارته السباق الانتخابي.
وكان أردوغان قد استبق إعلان النتائج بإعلان نفسه فائزا بالانتخابات أمام حشد كبير من أنصاره حيث قال من على سطح حافلة متوقفة أمام مقر إقامته في إسطنبول "عهدت إلينا أمتنا مسؤولية حكم البلاد للسنوات الخمس المقبلة".
ابتهاج بفوز أردوغان
وعلى وقع الفوز، أعرب كثير من رواد مواقع التواصل عن فرحهم بفوز الرئيس التركي بالسباق الانتخابي التي حظى بنصيب الأسد من اهتمام المغردين العرب سواء في المنطقة العربية أو من يعيشون في تركيا.
الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي أشاد بفوز أردوغان. في تغريدة على حسابه بتويتر اعتبر المرزوقي "تركيا تعطي للعالم أروع الدروس في تسيير هذا النظام السياسي المتميز"، على حد وصفه.
ففي تغريدة، قال الرئيس الأسبق لـ"الائتلاف الوطني السوري المعارض"، معاذ الخطيب، إن "مايزال أمام الأنظمة في المنطقة العربية وخصوصاً سورية مسار فلكي حتى تتعلم من تركيا ماذا تعني الانتخابات".
كذلك، شهدت لبنان وقطاع غزة ومناطق في الضفة الغربية المحتلة خروج العشرات وهم يرفعون الأعلام التركية وصور أردوغان مع توزيع الحلوى.
لاجئون سوريون يتنفسون الصعداء
وبعد انتهاء السباق الانتخابي لصالح أردوغان، أعرب الكثير من رواد التواصل الاجتماعي من اللاجئين السوريين في تركيا عن ارتياحهم لحصول أردوغان على ولاية رئاسية جديدة خاصة مع ما شهدته الانتخابات من تصاعد لوتيرة الخطاب المعادي لوجود اللاجئين الذين يصل عددهم إلى أكثر من 5 ملايين في تركيا، جلهم من سوريا.
الجدير بالذكر أن اللاجئين السوريين والتواجد السوري في تركياكان إحدى النقاط الساخنة خلال الانتخابات التركية سواء الرئاسية أو البرلمانية خاصة مع احتدام المعركة الانتخابية بين أردوغان وكمال كليجدار أوغلو خلال السباق الانتخابي، تعهد كليجدار أوغلو بترحيل اللاجئين خلال عامين في حالة فوزه الانتخابات فيما أكد اردوغان انه سيعمل على إعادة أكثر من مليون لاجئ إلى المناطق الآمنة في الشمال السوري فضلا عن اتخاذ خطوات ترمي إلى استئناف العلاقات مع حكومة الرئيس السوري بشار الأس.
وتقول منظمات حقوقية إن الكثير من اللاجئين السوريين في تركيا يعانون من تدني مستوى المعيشة وصعوبة الحصول على وظائف فضلا عن تعرضهم لمضايقات عنصرية مع انتقاد لعمليات "الترحيل القسري" التي تقوم بها السلطات التركية في الآونة الأخيرة.
انتقادات لسجل أردوغان
ورغم مظاهر التفاعل الإيجابي مع فوز أردوغان خاصة من أصوات تدعم ما يُعرف بـ "الإسلام السياسي"، إلا أن حصول الرئيس التركي على ولاية جديدة لم يسلم من انتقادات مع مغردين عرب.
وفي مصر، قال الإعلامي عمرو أديب على فضائية "أم بي سي مصر" المملوكة لسعوديين إن فوز أردوغان "لم يكن مفاجئا"، قائلا أن هذا الفوز جاء "رغم الاقتصاد المتبهدل والفشل في التعامل مع الزلزال"، على حد وصفه.
أردوغان المثير للجدل
واعتبر الإعلامي السعودي عضوان الأحمري أنه رغم فوز أردوغان إلأ أن مشروعه "قد تحطم"، فيما قال الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله إن أردوغان "فاز بفارق 4 نقاط فقط" في تغريدة أثارت تراشقا بينه وبين العديد من رواد التواصل الاجتماعي.
كذلك، انطلق حقوقيون من فوز أردوغان بولاية رئاسية جديدة لانتقاده أسلوبه في إدارة للبلاد منذ أن برز في الحياة السياسية التركية قبل عشرين عاما.
يشار إلى أن منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان قالت في تقريرها العالمي لعام 2022 إن حكومة أردوغان "استهدفت بانتظام منتقدي الحكومة والمعارضين السياسيين المتصوّرين وفرضت سيطرة قوية على وسائل الإعلام والقضاء تمهيدا للانتخابات البرلمانية والرئاسية".
محمد فرحان
بالصور- أردوغان رئيسًا لتركيا لولاية ثالثة بعد جولة إعادة غير مسبوقة!
تمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الفوز بولاية ثالثة بعد هزيمة منافسه، مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، في جولة إعادة غير مسبوقة في الانتخابات التركية. هنا لقطات من "الجولة الحاسمة".
صورة من: Khalil Hamra/AP/picture-alliance
هيئة الانتخابات تعلن فوز أردوغان
أعلنت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا فوز أردوغان في جولة الإعادة وحصوله على 52.14% من الأصوات بعد إحصاء "جميع الأصوات تقريبًا". وهنأت الهيئة أردوغان على فوزه. وأعلن رئيس الهيئة أحمد ينار أنه بعد إحصاء 99.43 بالمئة من صناديق الاقتراع، حصل منافس أردوغان كليجدار أوغلو على 47.86 بالمئة. وأضاف أنه مع وجود فارق يزيد عن مليوني صوت فإن بقية الأصوات التي لم تحص بعد لن تغير شيئًا في النتيجة.
صورة من: Murad Sezer/REUTERS
أردوغان: تركيا هي الفائز الوحيد!
قبل إعلان النتائج، أعلن أردوغان "فوزه" بجولة الإعادة "بدعم الشعب" وشكره على التصويت، مؤكدًا أن "تركيا هي الفائز الوحيد" وأن "الشعب حملنا مسؤولية الحكم لخمس سنوات مقبلة".
صورة من: Sergei Bobylev/dpa/AP/picture alliance
كليجدار أوغلو: انتخابات "غير عادلة"
أعرب كمال كليجدار أوغلو، منافس أردوغان ومرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية، عن "حزنه" على مستقبل البلد بعد إعلان أردوغان فوزه. وقال كليجدار أوغلو: "إنني حزين للغاية في مواجهة الصعوبات التي تنتظر البلد"، وأكد أنه "سيواصل قيادة النضال"، وذلك بعد أن أظهرت النتائج الأولية أنه خسر ما قال إنها "أكثر انتخابات غير عادلة منذ سنوات". وأضاف أن النتائج أظهرت رغبة الناس في تغيير الحكومة الاستبدادية.
صورة من: Yves Herman/REUTERS
جولة ثانية غير مسبوقة!
أدلي الناخبون الأتراك بأصواتهم الأحد 28 أيار/ مايو 2023 في جولة ثانية حاسمة في الانتخابات الرئاسية، ليختاروا بين مواصلة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان لحكمه الذي بدأه قبل عقدين، ومنافسه، مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو.
صورة من: Kemal Aslan/REUTERS
تقدم مريح في الجولة الأولى!
صوت أردوغان مع زوجته أمينة في إسطنبول. خالف أردوغان (69 عامًا) استطلاعات الرأي وحقق تقدمًا مريحًا بفارق خمس نقاط مئوية تقريبًا على منافسه كمال كليجدار أوغلو في الجولة الأولى للانتخابات في 14 أيار/مايو. لكنه لم يستطع حسم السباق وقتها. وكان استطلاع للرأي أجرته شركة كوندا للأبحاث والاستشارات أظهر أن نسبة التأييد المتوقعة لأردوغان في جولة الإعادة ستكون 52.7%.
صورة من: Murad Sezer/AP Photo/picture alliance
"التخلّص من النظام الاستبدادي"
منافس أردوغان، كمال كليجدار أوغلو، وهو مرشح تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب، كان دعا الأتراك "للتصويت من أجل التخلّص من النظام الاستبدادي" عند التصويت مع زوجته في أنقرة. حصل كليجدار أوغلو على 44.88% من الأصوات في الجولة الأولى، مقابل نحو 48 بالمئة في جولة الإعادة.
صورة من: Yves Herman/REUTERS
نسبة مشاركة مرتفعة بشكل عام
أكثر من 64 مليون تركي كانوا مؤهلين للتصويت في ما يقرب من 192 ألف مركز اقتراع. وشمل العدد أكثر من ستة ملايين مارسوا هذا الحق للمرة الأولى يوم 14 أيار/ مايو. وهناك 3.4 مليون ناخب في الخارج صوتوا في الفترة من 20 إلى 24 أيار/ أيار. وتسجل تركيا نسبة مشاركة مرتفعة في الانتخابات بشكل عام. وفي 14 مايو/ أيار وصلت نسبة الإقبال الإجمالية إلى 87.04 بالمئة إذ بلغت 88.9 بالمئة داخل تركيا و49.4 بالمئة في الخارج.
صورة من: Omer Taha Cetin/AA/picture alliance
دعم غير متوقع للمحافظين والقوميين
أظهرت نتائج الانتخابات الأولية دعمًا أكبر من المتوقع للمحافظين والقومييين، وهو تيار قوي في السياسة التركية اشتد بسبب سنوات من القتال مع المسلحين الأكراد ومحاولة الانقلاب في عام 2016 وتدفق ملايين اللاجئين من سوريا منذ بدء الحرب هناك في 2011. ويبدو أن كليجدار أوغلو حاول توظيف ذلك لصالحه إذ صعّد من لهجته تجاه اللاجئين في حملته بالجولة الثانية ووعد بترحيل "10 ملايين لاجئ" من تركيا إذا فاز.
صورة من: Kemal Aslan/REUTERS
الأكراد و"أنهاء نظام الرجل الواحد"
حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد أيد كليجدار أوغلو في الجولة الأولى، ولكن بعد ميل الأخير إلى اليمين للفوز بأصوات قومية، لم يسم الحزب كليجدار أوغلو صراحة لكنه دعا الناخبين إلى رفض "نظام الرجل الواحد" لأردوغان في جولة الإعادة. في الصورة امراة كردية تدلي بصوتها في الجولة الثانية للانتخابات.
صورة من: Sertac Kayar/REUTERS
تصويت لأردوغان رغم الزلزال!
بعد الزلازل الذي ضربت جنوب تركيا في شباط/فبراير 2023 والتي أودت بحياة ما يزيد على 50 ألف شخص، كان من المتوقع أن يزيد ذلك من التحديات التي سيواجهها أردوغان في الانتخابات. غير أن حزب العدالة والتنمية الحاكم فاز في جميع أنحاء تلك المنطقة في 14 أيار/مايو. وروج أردوغان للتصويت لصالحه على أنه "تصويت للاستقرار". الصورة لناخبين في مناطق ضربتها الزلزال ينتظرون الإدلاء بأصواتهم في جولة الإعادة.
صورة من: Volkan Kasik/AA/picture alliance
"هجمات" على مراقبي الانتخابات؟
أفادت تقارير بأن جولة الإعادة شهدت "هجمات" على مراقبي الانتخابات في إسطنبول وجنوب شرق البلاد. وقال وزغور أوزيل، زعيم الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه كليجدار أوغلو، إن مراقبي الانتخابات "تعرضوا للضرب وكسرت هواتفهم" في قرية بمحافظة شانلي أورفا جنوب شرقي البلاد. ووقعت عدة حوادث في إسطنبول، وفقًا لتقارير إعلامية. ولا يمكن التحقق من جميع الحوادث بشكل مستقل.
صورة من: Francisco Seco/AP Photo/picture alliance
"حملة انتخابية غير متوازنة"
انتقد مراقبون قبل التصويت الأوضاع غير المتوازنة في مسار الحملة الانتخابية، حيث يتمتع أردوغان باستخدام موارد الدولة والهيمنة على الاعلام. مثَّل العدد الأكبر للقنوات التلفزيونية والصحف المؤيدة للحكومة في البلاد ميزة كبيرة لأردوغان في مواجهة خصمه في الحملة الانتخابية، إذ حظيت جميع خطاباته ببث مباشر بينما كانت التغطية محدودة لنشاط منافسه.
صورة من: Emrah Gurel/AP Photo/picture alliance
أحكم قبضته خلال سنوات حكمه!
خلال سنوات حكمه الطويلة أحكم أردوغان قبضته على معظم المؤسسات التركية وهمش الليبراليين والمعارضين. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها العالمي لعام 2022 إن حكومة أردوغان أعادت سجل تركيا في مجال حقوق الإنسان عقودًا للوراء.
صورة من: Umit Bektas/REUTERS
ولاء مطلق من المتدينين!
يحظى أردوغان بولاء مطلق من الأتراك المتدينين الذين كانوا يشعرون في الماضي بأن تركيا العلمانية سلبتهم حقوقهم، وسبق أن تغلب على محاولة انقلاب في 2016 واجتاز العديد من فضائح الفساد.
صورة من: Dilara Senkaya/REUTERS
"مزج الشعور الديني والكبرياء الوطني"
يقول نيكولاس دانفورث وهو زميل غير مقيم في المؤسسة اليونانية للسياسة الأوروبية والخارجية (إلياميب) ومتخصص في التاريخ التركي: "لقد مزج أردوغان بين الشعور الديني والكبرياء الوطني، وقدم للناخبين نزعة معادية جدًا للنخبوية"، ويضيف: "تركيا لديها تقاليد ديمقراطية قديمة وتقاليد قومية راسخة، ومن الواضح الآن أن التقاليد القومية هي التي انتصرت"!
صورة من: Murad Sezer/REUTERS
تركيز على الاقتصاد
بعد فوز أردوغان، من المتوقع أن يكون الاقتصاد التركي في بؤرة التركيز. يقول خبراء اقتصاديون إن سياسة أردوغان غير التقليدية المتمثلة في خفض أسعار الفائدة على الرغم من قفزة الأسعار هي التي أدت إلى زيادة التضخم إلى 85 بالمئة العام الماضي وإلى هبوط الليرة إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار على مدى العقد الماضي.
صورة من: Tolga Ildun/ZUMAPRESS/picture alliance
آمال بتحسن الأوضاع الاقتصادية
ومع بقاء أردوغان على رأس السلطة، ينتظر الأتراك أن تتحسن أوضاعهم الاقتصادية، وسط غياب مؤشرات حقيقية على ذلك. وقد تعكس ملامح هذه السيدة -التي تنتظر في مركز للاقتراع بإسطنبول- تلك الحقيقة "المرة"!
م.ع.ح/ع.غ