أكد المستشار الألماني أولاف شولتس بعد تعهد بلاده بتوريد دبابات ليوبارد2 القتالية الألمانية الصنع لأوكرانيا، وضع أمن البلاد "دائمًا نصب أعيننا".
جاء ذلك في كلمة شولتس المصورة التي تذاع كل يوم سبت. وقال المستشار إن حكومته ستراعي دائمًا "التشاور والموازنة والتنسيق"، مضيفًا أن "هذا هو المبدأ الذي تتبعه هذه الحكومة"، ومؤكدًا أن الهدف يتمثل في "عدم السماح لروسيا بأن تتمكن من تغيير الحدود بالقوة".
وقال شولتس إن الكثير من المواطنين يتمنون "ألا تقترب الحرب، وأن تحتفظ الحكومة والمستشار بأعصاب هادئة، وهذا بالضبط وعدي لكم".

وكانت الحكومة الألمانية وعدت أوكرانيا يوم الأربعاء الماضي بتزويدها بـ14 دبابة طراز ليوبارد 2 من مخزونات الجيش الألماني، وذلك بعد تردد طويل من جانب برلين.
كما كان المستشار أولاف شولتس قد أعلن إنشاء صندوق خاص لتحديث الجيش في 27 شباط/فبراير 2022، بعد ثلاثة أيام فقط من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. لكن وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس قال أمس الجمعة لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" إن الموازنة المرصودة لتحديث الجيش والبالغة 100 مليار يورو غير كافية.

كما ألقى بظلال من الشكّ على ميزانية الدفاع السنوية لألمانيا التي تناهز 50 مليار يورو، قائلًا "لا أظن أن هذا سيكون كافيًا". ولفت بيستوريوس إلى أن الجيش سيتحمل تكاليف جديدة تقدّر بالمليارات لتعويض الأسلحة التي يرسلها من مخزوناته إلى أوكرانيا.

روسيا تطلب توضيحًا حول تصريحات بيربوك
وتأتي طمأنة شولتس للألمان، بعد جدل حول تصريح لوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن "حرب ضد روسيا". فمن ناحية، أكدت ألمانيا أنها ليست طرفًا في الصراع في أوكرانيا، ولكن من ناحية أخرى، قالت بيربوك إن دول أوروبا تخوض حربًا ضد روسيا. وكانت بيربوك، دعت أمام مجلس أوروبا في ستراسبورغ يوم الثلاثاء الماضي إلى الترابط بين الحلفاء الغربيين، قائلة: "نحن نخوض حربًا ضد روسيا، وليس ضد بعضنا البعض".

تصريحات بيربوك أثارت غضبًا في روسيا، وطالبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس الجمعة بتفسير من السفير الألماني في موسكو عن التصريحات "المتناقضة" الصادرة عن برلين. وكتبت زاخاروفا عبر تطبيق تليغرام: "هل يدركون ما يتحدثون عنه"؟ وركزت وسائل الإعلام الروسية على الفور على التصريح باعتباره عبارة رئيسية بالنسبة لدعاية الحرب كدليل على أن ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى أطراف مباشرة في الصراع في أوكرانيا وتحارب ضد روسيا.

وأجاب المستشار الألماني أولاف شولتس مساء الأربعاء الماضي على سؤال عبر القناة الثانية بالتلفزيون الألماني "تسي دي إف" عما إذا كانت ألمانيا وحلفاؤها يشاركون في الحرب بالدبابات التي ترسلها: "لا، قطعًا لا"، وأضاف: "لا بد ألا تكون هناك حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو)".

وأوضحت وزارة الخارجية في برلين عقب تصريحات بيربوك أن ألمانيا "ليست طرفًا في الصراع". ونقلت قناة "تسي دي إف" عن كلاوديا ميغور، الخبيرة الأمنية في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية قولها إن الأمر كان "زلة لسان مؤسفة للغاية" لبيربوك تستغلها الدعاية الروسية الآن.

وغادر شولتس برلين، اليوم السبت، متوجهًا إلى أمريكا الجنوبية، على متن الطائرة الحكومية الجديدة "كونراد أديناور"، في أول زيارة رسمية له للقارة بصفته مستشارًا لألمانيا.  ويستهل شولتس جولته التي تستغرق أربعة أيام بزيارة العاصمة الأرجنتينية، بوينس آيريس، قبل أن يتوجه إلى تشيلي والبرازيل، وسط دعوات أوساط اقتصادية ألمانية إلى إعطاء الأولوية لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع القارة.
م.ع.ح/ع.أ.ج (د ب أ ، أ ف ب)