يراقب سكان مدينة سالونيك الساحلية اليونانية علماء الآثار وهم يقضون سنوات في التنقل ببطء عبر مواقع الحفريات. ولاتزال التوترات قائمة منذ فترة طويلة بين علماء الآثار في المدينة والشركة التي تشرف على بناء نظام مترو الأنفاق. ففي شهر آب/أغسطس الماضي، تمكن الطرفان من التوصل إلى حل وسط من شأنه أن يسمح بنقل الأنقاض بصورة مؤقتة من أجل السماح باستمرار أعمال البناء دون تأخير. وفقا للخطة، سيتم رفع الأنقاض من أجل السماح بمواصلة العمل قبل أن يتم إعادتها إلى مكانها الأصلي وذلك في إطار خطة تهدف إلى بناء سلسلة من المتاحف تحت سطح الأرض، دون تعريض المشروع للخطر، إذ تبلغ تكلفته 5،3 مليار يورو (8،4 مليار دولار)، وهو مشروع يشارك الاتحاد الأوروبي في تمويله.

ومنذ أن تأسست المدينة في عام 315 قبل الميلاد على يد الملك كاساندر المقدوني، أصبحت سالونيك مركزاً تجارياً وعسكرياً رئيسياً في فترة الحكم الروماني وكانت تعتبر ثاني أهم المراكز الحضرية في الإمبراطورية البيزنطية بعد مدينة القسطنطينية. وبسبب التأخيرات المتكررة، فقد أصبح من المقرر أن يتم الانتهاء من المشروع في عام 2017. ومن المتوقع أن ينقل خط مترو الأنفاق الرئيسي، البالغ طولة 8،9 كيلومتر ويضم 13 محطة، وتصل طاقته الاستيعابية 270 ألف راكب يوميا، بالإضافة إلى أنه سيساعد في خفض الازدحام المروري والحد من تلوث الهواء.

وأزاحت أعمال الحفر النقاب عن أكثر من 100 ألف قطعة أثرية بالإضافة إلى أنها كشفت عن أدلة مهمة توضح طبيعة الحياة الحضرية في المدينة مع اكتشاف القلب التجاري للمدينة القديمة الذي بناه القيصر جاليريوس في القرن الرابع قبل الميلاد ويتميز بالعديد من مفارق الطرق . ويشتمل الموقع على طريق معبد بالرخام بحالة جيدة، مع بقايا ما كان يعرف بأنه سوق مفتوح، ومجموعة متنوعة من النوافير وممرات مشاة محاطة بأعمدة وساحة بها محلات تجارية وورش ومبان عامة. وقد تمكن علماء الآثار من العثور على مجوهرات وقطع نقدية ومزهريات واواني من الخزف أثناء عمليات شق نفق عبر أربع محطات لمترو الانفاق الجديد في المدينة.

وتمثل تلك المواقع مداخل المدينة القديمة، التي تعرف باسم "البوابة الذهبية" وكانت تستخدم كمقابر بداية من العصر الروماني وحتى فترة الاحتلال التركي. وكشفت الحفريات أيضا عن كنيسة قديمة في محطة سينتريفاني، التي تقع في الجزء الشرقي من المدينة.

ع.ع / س. ك (د ب أ)