عمدة فرايبورغ: إغلاق الملاهي في وجه لاجئين إجراء منفرد
أجرى الحوار هاينريش دانييل/ ترجمة عبد الرحمان عمار٢٧ يناير ٢٠١٦
تحدثت وسائل إعلام ألمانية عن وقوع أعمال تحرش جنسي مؤخرا داخل أحد الملاهي الليلية بمدينة فرايبورغ، نُسبت إلى مهاجرين من شمال افريقيا. فما مدى صحة هذه الأخبار؟ وما هو ردفعل المسؤولين بالمدينة؟
إعلان
تُعرف مدينة فرايبورغ الواقعة بولاية بادن فورتمبيرغ بكونها مدينة يسود فيها التسامح وثقافة الترحيب بالأجانب. ومؤخرا قرر أصحاب عدد من الملاهي الليلية منع دخول واللاجئين والمهاجرين إليها. التفاصيل في لقاء مع أولريش فون كيرشباخ، عمدة فخري بالمدينة والمسؤول عن الشؤون الثقافية والقضايا الاجتماعية وإدماج اللاجئين.
DW: السيد فون كيرشباخ. هل أصبح الدخول إلى الملاهي الليلية ممنوعا على الأجانب في مدينة فرايبورغ؟
أولريش فون كيرشباخ: وصف الأمر على هذا الشكل لا يعبر عن الصورة الكاملة. حتى الآن سمعت مصالح المدينة عن تلك الحوادث عبر الصحافة فقط. ولهذا السبب نريد استدعاء جميع الأطراف خلال هذا الأسبوع إلى طاولة حوار مشتركة وسنناقش بالأساس مختلف التصورات التي يمكننا القيام بها من أجل الوقاية والسلامة، لكن من الواضح أن منع اللاجئين أو الأجانب من دخول الملاهي هو عمل ممنوع قانونيا، كما إن مثل ذلك الإجراء يتعارض مع قانون مكافحة التمييز.
فهل تعتبر أن الموضوع يرتبط بقضية أمنية بحتة؟
لحدود الوقت لم نتوصل بمعلومات عن وجود مشاكل. وحتى رجال الشرطة ليسوا عن علم بحدوث وقائع في ذلك الاتجاه. ولهذا فالأمر يبقى بالنسبة لي مجرد إجراءات منفردة قام بها مسؤلون عن ملاهي ليلية بالمدينة. لكن بطبيعة الحال لا يجب بأي حال من الأحوال التحرش بالنساء، لأن كرامة الإنسان مصونة ولا يجب المساس بها. وتقرير الفرد لميوله الجنسي هو أحد أرفع القيم في مجتمعنا. وبالطبع لا يجب أن تكون هناك فضاءات ينعدم فيها القانون.
هناك اتهامات تنطلق من أن السياسيين يغضون الطرف عند الحديث عن اللاجئين، بالنسبة لك، هل يمكن تفهم ذلك؟
لا أستطيع إطلاقا فهم هذا الاتهام. فنحن لا نميز بين الذين يتصرفون بطريقة مخالفة للقانون، بغض النظر عن أصلهم. بل عكس ذلك، أرى وجود خطر استغلال مثل هذه الحوادث من طرف يمينيين والتلاعب بها لصالحهم. فالعديدون يحاولون خلق أجواء سلبية لدى المواطنين الألمان تجاه اللاجئين والأجانب. ينبغي أن نتوقف عن التفكير بمنطق أحادي: إما أبيض أو أسود، دون تفريق بينهما. لكن هذا لا يعني اتخاذ تدابير ضد جماعة معينة بأكملها واعتبارها ضالعة في المسؤولية بدرجة أكبر أو أقل.
مدينة فرايبورغ معروفة حتى الآن بانفتاحها وبمناخ التسامح فيها. هل لك تخوف على سمعة المدينة؟
لدينا ثقافة كبيرة جدا في الترحيب بالأجانب، وعدد المتطوعين النشطين في مراكز إيواء اللاجئين بالمدينة يصل إلى ألفي شخص. الشرطة أكدت لنا بأن كل الذين يأتون إلينا تقريبا يحترمون القانون. ونسبة الجريمة في المدينة ضعيفة جدا مقارنة بعدد اللاجئين. ولدي الانطباع بأنه حاليا يتم خلط الأمور، وفي بعض الأحيان يتم التوصل إلى استنتاجات خاطئة. أعتقد أنه في ظل الوضع الحالي من المهم جدا استرجاع أجواء النقاش الهادئ حول هذا الموضوع، وبعدها يمكن للمرء أن يتعامل مع المسألة من جديد
أولريش فون كيرشباخ، عمدة فخري بمدنية فرايربورغ من الحزب الاشتراكي الديمقراطيوالمسؤول عن الشؤون الثقافية والقضايا الاجتماعية وإدماج اللاجئين.
مهاجرون وبؤر ساخنة تحت مجهر السلطات الألمانية
بسبب ارتفاع نسبة الجرائم في صفوف المهاجرين القانونيين وغير القانونيين؛ تحولت أحياء في بعض المدن الألمانية إلى بؤر توتر تقلق المواطنين الألمان والمهاجرين المندمجين. أمر لا يخفى على السلطات. بالصور عرض لأبرز تلك البؤر.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hitij
شنت شرطة دوسلدورف نهاية الأسبوع المنصرم حملة مداهمات في المنطقة المجاورة لمحطة القطارات الرئيسية، والمعروفة بـ "الحي المغاربي". وأسفرت المداهمات عن اعتقال 40 رجلا مغاربيا يشتبه في إقامتهم بشكل غير قانوني.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hitij
وأكدت الشرطة في دوسلدورف أن الحملة ليس لها علاقة بالاعتداءات الجماعية في كولونيا في ليلة رأس السنة. وحسب تقارير أمنية فإن "الحي المغاربي" يعد مأوى للعصابات وجرائم السرقة والمخدرات. ورصدت الشرطة حوالي 2200 مشتبه فيه بالارتباط بعصابات منظمة خلال العامين الأخيرين في عاصمة ولاية شمال الراين فستفاليا .
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hitij
وردا على الاعتداءات التي تعرضت لها نساء في كولونيا، ومدن ألمانية أخرى في ليلة رأس السنة، قام ناشط من أصول إيرانية في دوسلدورف بتأسيس صفحة على موقع فيسبوك تضم نحو 1200 عضو من الالمان والمهاجرين للقيام بدوريات حراسة ليلا. لكن البعض يشكك في إمكانية نجاحها في منع وقوع الجرائم.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Young
تورط مغاربيون في أعمال التحرش الجنسي والسرقة في كولونيا في ليلة رأس السنة الجديدة لم يفاجئ الأجهزة الأمنية. وحسب المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة يحتل المغاربيون المرتبة 14 في لائحة الجاليات التي ترتكب جنايات في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Böhm
ومن بين بؤر التوتر في ألمانيا حي "نوي كولن" بالعاصمة برلين. حيث توجه أصابع الاتهام لمهاجرين قانونيين وغير قانونيين، وخصوصا من اللبنانيين والأتراك بالضلوع في أعمال سرقة وعنف وتجارة المخدرات.
صورة من: DW/P.-B. Osterlund
أعمال التحرش الجنسي والاعتداءات التي شهدتها أيضا هامبورغ في رأس العام الجديد، لا تقتصر على تلك الليلة. فشرطة هامبورغ تسجل تناميا للجريمة في صفوف المهاجرين العرب والأفارقة.
صورة من: picture-alliance/dpa
أحد الشوارع القريبة من محطة القطار بفرانكفورت، حيث ينشط تجار مخدرات من أصول مغاربية. ويشهد المكان أعمال عنف وسرقة بشكل مستمر طول العام.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Dedert
تعج مدينة بون بالمهاجرين وخصوصا من العرب. ويحظى حي "تانِنْبوش" بشمال المدينة بسمعة غير جيدة بسبب أعمال السرقة والعنف، التي يقوم بها في الغالب أشخاص من مدمني المخدرات، بينهم من ينحدرون من أصول عربية أيضا.
صورة من: DW/A. Ammar
ورغم أن الإجرام لا يقتصر على المهاجرين، وإنما يشمل الألمان أيضا، إلا أن ارتفاع نسبة الجريمة في صفوف المهاجرين أصبح موضوع نقاش كبير، يشهد تضاربا في الآراء حول الأسباب والحلول.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
تسعى المستشارة أنغيلا ميركل لترحيل طالبي اللجوء المغاربة والجزائريين، الذين تم رفض طلباتهم، وترحيل كل من تورط في جرائم. وأثناء لقائها برئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال طالبت ميركل بسرعة أكبر في إعادة ترحيل الجزائريين. الكاتب: ع. عمار