1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عمر سليمان..رحيل الرجل الغامض ومعه خزينة أسرار

١٩ يوليو ٢٠١٢

رحل عمر سليمان الرجل الذي اختاره مبارك لشغل منصب نائبه في مرحلة حساسة في تاريخ مصر، ويأخذ سليمان معه للقبر الكثير من الأسرار الداخلية والخارجية التي اطلع عليها بحكم مناصبه كرئيس لجهاز المخابرات المصرية في عهد مبارك.

FILE - In this April 22, 2009, file photo Egypt's intelligence chief Omar Suleiman is in Jerusalem for a first high-level meeting between an Egyptian official and Israel's new hard-line government. Egypt's former vice president appointed by Hosni Mubarak has changed his mind and says he will run in the upcoming presidential elections. Omar Suleiman issued a statement on Friday saying he reversed an earlier decision to stay out of the race after his supporters pleaded with him. The state MEAN news agency carried the statement.(Foto:Tara Todras-Whitehill, File/AP/dapd)
صورة من: picture-alliance/dpa

لن ينسى المصريون صورة هذا الرجل المتجهم الذي ظهر على شاشة التلفاز يوم الحادي عشر من شباط/فبراير 2011 ليتلو بيانا مقتضبا يعلن فيه عن "تخلي الرئيس محمد حسني مبارك عن منصبه"، الذي ظل متمسكا به لما يقرب من ثلاثة عقود.

إنه "الرجل الغامض" عمر سليمان الذي دخل في أول احتكاك مع الشارع ووسائل الإعلام خلال أيام الثورة المصرية وعندما اختاره الرئيس السابق مبارك للمنصب الذي ظل شاغرا لسنوات طويلة، وهو منصب نائب رئيس الجمهورية، في خطوة حاول مبارك من خلالها تهدئة حدة الاحتجاجات ضد نظامه.

لم يعرف المصريون الكثير عن حياة سليمان أو طبيعة عمله أو حقيقة علاقته بنظام مبارك طيلة سنوات طويلة فالرجل كان يعكس بامتياز صورة رجل المخابرات الغامض الذي يرتدي باستمرار نظارة سوداء. الظاهر من عمل سليمان كان قيامه بدور وساطة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وهو ما لم يعرف عنه أكثر من بعض اللقطات الإخبارية القصيرة التي تجمعه بمسئولين من الطرفين كما تحدثت بعض التقارير عن ضلوعه في تعذيب معتقلين أرسلتهم الولايات المتحدة من أفغانستان إلى مصر.

عمت الفرحة أرجاء مصر بعد أن ألقى سليمان بيانه الشهير بتخلي مبارك عن الرئاسة.صورة من: AP

ووفقا لسيرته الذاتية فقد انضم سليمان للقوات المسلحة عام 1954 وتلقى تدريبا عسكريا إضافيا في الاتحاد السوفيتي. كما التحق بجامعة عين شمس وحصل على بكالوريوس العلوم السياسية بالإضافة إلى درجة الماجستير من جامعة القاهرة. وترقى سليمان في القوات المسلحة حتى تولى منصب مدير المخابرات العسكرية ثم عين رئيسا لجهاز المخابرات العامة المصرية حتى اختاره نائبا لمبارك في كانون ثان/يناير 2011 .

وخلال سنوات حكم مبارك كان يتردد اسم سليمان كنائب محتمل للرئيس المصري، الذي ترك منصب نائبه شاغرا لسنوات طويلة. وفي الوقت الذي تزايدت فيه التكهنات باستعداد مبارك لتوريث الحكم لنجله جمال، فوجئ المصريون في عام 2010 بحملة تطالب سليمان بالترشح للرئاسة من خلال ملصقات في بعض الشوارع.

وأثارت هذه الحملة الكثير من التساؤلات لاسيما وأنه لم يعرف الجهة التي رتبت لها، الأمر الذي فتح الباب أمام تكهنات حول إمكانية الترتيب لانقلاب على مبارك لكن المسألة انتهت سريعا وبشكل غامض كما بدأت تماما.

"خلع النظارة السوداء"

ومع بداية عام 2011 اضطر سليمان لخلع "نظارته السوداء" عندما عينه مبارك نائبا له وكلفه بإجراء حوار مع القوى المعارضة حول القيام بإصلاحات دستورية، وعندها ظهرت شخصية سليمان من خلال تصريحات يمكن وصفها بـ"غير السياسية" والتي أثارت غضب الثوار.

ومن أكثر تصريحات سليمان إثارة للجدل كانت تلك التي أدلى بها في حديث لشبكة "سي بي إس" والتي تحدث فيها عن كون الشعب المصري "غير جاهز للديمقراطية في الوقت الحالي". وربما يكون مبارك قد راهن على سليمان كشخصية قادرة على امتصاص غضب الثائرين ضده، لكن تصريحات سليمان حول الثورة المصرية آنذاك جعلته في صف مبارك مثله مثل غيره من أركان النظام.

تقدم عمر سليمان بأوراق ترشحه للمنافسة على منصب رئيس الجمهورية.صورة من: AP

ولم ينجح سليمان في الاختفاء بشكل تام عن الأضواء حتى بعد تنحي مبارك، إذ اتجهت الأنظار إليه من جديد أثناء المحاكمة التي وصفتها وسائل الإعلام بـ"محاكمة القرن"، حيث تم استدعائه كشاهد في جلسة سرية لسماع أقواله حول تورط مبارك في قتل المتظاهرين أثناء أحداث الثورة.

ووفقا لما ذكرته وسائل الإعلام نقلا عن الجلسة السرية فقد قال سليمان في شهادته إن مبارك لم يصدر أوامر باستخدام العنف مع المتظاهرين.

وتحدثت وسائل إعلام أمريكية عن تعرض سليمان بعد تعيينه نائبا لمبارك، لمحاولة اغتيال فاشلة أسفرت عن مقتل سائقه واثنين من حراسه، لكن مصادر أمنية مصرية نفت الأمر في البداية إلا أن وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط خرج ليؤكد الأمر، كل هذا بالطبع دون تعليق من سليمان.

وظهر سليمان مرة أخرى للرأي العام أثناء فترة الترشح للرئاسة المصرية حيث أعلن في الرابع من نيسان/أبريل 2012 عدم ترشحه للرئاسة لكنه عدل عن القرار في السادس من نفس الشهر، وتقدم بأوراق الترشح قبل 20 دقيقة فقط من غلق باب قبول أوراق الترشيح لكن اللجنة العليا للانتخابات استبعدته بعد أن أبطلت أكثر من ثلاثة آلاف من التوكيلات التي قدمها.

وكانت آخر محطات رجل المخابرات في الولايات المتحدة التي توفى فيها عن عمر يناهز الـ 76 عاما ، أثناء قيامه بفحوصات طبية، حسبما ذكرت مصادر مصرية مقربة منه. فهل سيأخذ سليمان معه للقبر كل أسراره أم أن الأيام المقبلة ربما تكشف عن بعض الأمور الخفية من حياة الرجل "صاحب النظارات السوداء"؟

سليمان عكس بامتياز صورة رجل المخابرات الغامض.صورة من: AP

ابتسام فوزي

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW