أثبت اللاعب المصري عمر مرموش أنه عنصر لا غنى عنه في فريق آينتراخت فرانكفورت، بفضل ديناميكيته ومهاراته الفنية وقدرته الفائقة على إنهاء الهجمات، والتي جعلت العديد من المدافعين يواجهون صعوبة في الحد من خطورته. 

وعلق مدرب فرانكفورت، دينو توبمولر، على أداء مرموش لمجلة "كيكر" الرياضية الألمانية قائلاً: "من الواضح أنه يشعر وكأنه في بيته هنا. الطريقة التي نجح بها في كسب حب الجماهير، بالإضافة إلى أهدافه وتمريراته الحاسمة، تؤكد قيمته الكبيرة للفريق".

التعليم الكروي لعمر مرموش في مصر

قال عمر مرموش في حديثه مع موقع رابطة الدوري لألماني لكرة القدم (DFL): "كطفل، كنت أحلم بأن أصبح لاعب كرة قدم محترف. وفي بعض الأحيان، لم أكن الأفضل في المدرسة، لذا كان هذا هو طريقي الوحيد لتحقيق النجاح." 

وُلد مرموش ونشأ في العاصمة المصرية القاهرة، حيث مثل غيره من الأطفال، كان يحلم منذ صغره بحياة مليئة بكرة القدم. ورغم أن والديه كانا في البداية متشككين بشأن شغفه بالرياضة، حيث كانا يأملان أن يركز أكثر على تعليمه، إلا أنه سرعان ما تمكن من كسب دعمهما. 

وأضاف مرموش: "بعد أن بدأت أتخذ خطوات أكبر في مسيرتي، رأى والداي إمكانياتي وقالا: 'حسنًا، يمكنك فعل ذلك.' إنهما يدعمانني كل يوم، وهما أهم شيء في حياتي." 

بدأ مرموش مسيرته الكروية في "المدرسة الأمريكية الدولية" في القاهرة، حيث كان يواصل دراسته أيضًا.

ويذكر مدرب فريق المدرسة، أحمد العجرودي، في حديثه مع موقع رابطة الدوري الألماني لكرة القدم "منذ كان مرموش في الصف السابع، كان واضحًا أنه سيصبح لاعب كرة قدم رائعًا. كنت أراه في الملعب، وكان أحد لاعبينا الرئيسيين." 

وأضاف العجرودي: "مع مرور الوقت، تحسن أداؤه بشكل أكبر. أصبح من الواضح أنه هداف متميز، وكأن قدمه دائمًا تعرف طريقها إلى المرمى." 

شجع العجرودي تلميذه على الانتقال إلى نادي وادي دجلة في الدوري المصري الممتاز. وبعد أسابيع قليلة فقط في أكاديمية الشباب، تم إدماجه في الفريق الأول، مما جعله يلفت الأنظار ليتم اختياره لتمثيل مصر في كأس الأمم الإفريقية تحت 20 عامًا في عام 2017.

رحلة مليئة بالتحديات في البوندسليغا

جذب أداء مرموش أنظارنادي فولفسبورغ الألماني، الذي وقع معه عام 2017. لكن الانتقال إلى ألمانيا كان تحديًا كبيرًا، حيث قال مرموش: "كان من الصعب مغادرة عائلتي وأصدقائي والعيش في بلد جديد بلغة وثقافة مختلفتين. لقد استغرق الأمر وقتًا للتأقلم." 

وقال مرموش: "لم يكن من السهل ترك عائلتي وأصدقائي وبلدي للعيش هنا في ألمانيا، حيث لا أعرف اللغة واختلاف الطعام وأشياء أخرى". وتابع مرموش "التحدي الأكبر كان ليس فقط للعب في ظل الظروف التي تميز كرة القدم الأوروبية، ومنها السرعة الكبيرة في الآداء، ولكن أيضا تقوية العامل الذهني. الأمر الذي استغرق مني بعض الوقت حتى تأقلمت".

رغم صعوبة البداية، شق مرموش طريقه تدريجيًا، وظهر لأول مرة مع الفريق الأول لفولفسبورغ في سن 21 عامًا. وبعد عدة إعارات إلى نادي سانت باولي في الدرجة الثانية ثم إلى شتوتغارت، أظهر عمر مرموش بعض لمحات التألق، لكنه لم يكن بعد على رادار الجمهور الواسع.

ورغم تسجيله لعدد من الأهداف الرائعة، كان موسم 2022-2023 هو الأخير له مع فولفسبورغ، حيث انتقل إلى آينتراخت فرانكفورت في الصيف الذي تلاه ليبدأ فصلًا جديدًا في مسيرته الكروية.

التألق مع فرانكفورت والمنتخب المصري

وجد مرموش نفسه في بيئة مثالية مع آينتراخت فرانكفورت، حيث سجل 16 هدفًا في جميع المسابقات الموسم الماضي، ليصبح لاعبًا مفضلًا لدى الجماهير. كما شكل شراكة هجومية ناجحة مع الفرنسي هوغو إكيتيكي، مما عزز مكانته كأحد أبرز مهاجمي البوندسليغا.

هذا التألق لم يمر مرور الكرام، حيث أشارت تقارير إلى أن نادي ليفربول الإنجليزي يراقب اللاعب المصري عن كثب، في ظل سعيه لتعزيز صفوفه بمواهب شابة ذات إمكانيات هجومية استثنائية.

اختار مرموش تمثيل منتخب مصر بدلًا من كندا، حيث كان مؤهلًا للحصول على جنسيتها بسبب عمل والديه هناك. ومنذ أول ظهور له مع المنتخب عام 2021، أصبح عنصرًا أساسيًا في تشكيلة "الفراعنة"، وشارك في كل مباريات كأس الأمم الإفريقية 2022، وسجل لاحقًا في نسخة 2024. 

يشعر مرموش بسعادة غامرة باللعب إلى جانب محمد صلاح، الذي يعتبره "أخًا أكبر" ومصدر إلهام. ومع اقتراب صلاح من نهاية مسيرته الدولية، يبدو مرموش مستعدًا لتحمل المسؤولية وقيادة خط الهجوم المصري في المستقبل. 

النظر إلى المستقبل

مع اقتراب محمد صلاح من نهاية مسيرته الدولية، يبدو أن مرموش مستعدا لتولي دور قيادي في خط هجوم "الفراعنة". أما على مستوى الأندية، فإن تألقه في البوندسليغا يثير تساؤلات حول مستقبله، حيث تشير التقارير إلى اهتمام أندية أوروبية كبرى بخدماته مثل نادي ليفربول الإنجليزي مرموش اليوم ليس مجرد نجم صاعد، بل قصة نجاح تمثل الأمل والطموح، سواء لجماهيرفرانكفورت أو عشاق الكرة

أعده للعربية: علاء جمعة