Lufthansa-Streik geht trotz Sondierung weiter
١ أغسطس ٢٠٠٨أكدت شركة لوفتهانزا الألمانية للطيران اليوم الجمعة أول أغسطس/ آب أنها توصلت إلى اتفاق مع نقابة فيردي العمالية، مما يمهد السبيل لإنهاء إضراب تسبب في إلغاء مئات الرحلات الجوية. وهو ما يؤكد توقعات خبير الطيران الألماني كورد شيلينبرج، الذي قال في حديث سابق مع موقعنا إنه يعتقد أن الشارع الألماني لا يقلقه الإضراب كثيراً، لأنه مطمئن إلى قدرة الألمان للوصول إلى حل وسط.
ويقضي الاتفاق، الذي وصلت إليه الشركة مع النقابة، بأن يحصل العاملون الأرضيون في الشركة على زيادة في الأجور بنسبة 5.1 بالمائة على أن ينفذ الاتفاق بأثر رجعي بدءا من أول يوليو/تموز، بالإضافة إلى زيادة أخرى في الأجور بنسبة 2.3 بالمائة ابتداءً من يوليو/تموز 2009. وسيحصل العاملون أيضا على مبلغ يصرف مرة واحدة. ومن جانبها قالت الشركة إن الاتفاق سيظل ساريا لمدة 21 شهرا. وأضافت أن العاملين في أطقم الضيافة في الطائرات سيحصلون على زيادة مماثلة في الأجور، لكنها بحاجة لتأكيد هذا الاتفاق مع اتحاد أوفو الذي يضم هؤلاء العاملين.
"تغيير جدول الشركة بسبب الإضراب يعني تكاليف كثيرة"
كان إضراب العاملين بشركة لوفتهانزا الألمانية العملاقة للطيران قد دخل اليوم يومه الخامس، وأعدت لوفتهانزا جدولا خاصا للرحلات، قللت فيه من عدد الرحلات بسبب الإضراب. ووفقا للجدول الجديد كان سيتم إلغاء 128 رحلة يوميا حتى يوم الاثنين المقبل، من بينها 28 من رحلات المسافات الطويلة. وتقول نقابة فيردي إن نحو 5 آلاف من العاملين في لوفتهانزا يشاركون يوميا في الإضراب، كما تقدر خسائر الشركة بنحو 5 ملايين يورو يومياً، وتعليقاً على هذا التقدير قال كورد شيلينبرج: "إنه مبلغ تقديري. ومن الممكن أن تكون التكاليف أكثر من ذلك بالنسبة للوفتهانزا، فالأمر يتوقف على حجم المعدات والعمالة الخارجية التي تضطر الشركة لشرائها. لكن الإضراب بالتأكيد أثر على لوفتهانزا".
يرى سيلينبرج أن هناك الكثير الذي يجب على الشركة القيام به بسبب الإضراب، بدءاً من عملية إخبار العملاء حول العالم بأن عليهم تغيير مواعيد رحلاتهم، بالإضافة إلى محاولة إيجاد رحلات بديلة لهؤلاء العملاء وتغيير مواعيد العمل بالنسبة لطاقم الطائرة. ويضيف في هذا الإطار: "من الناحية التنظيمية فإن على الشركة القيام بالكثير من الأعمال. وهذا يعني أيضاً تكاليف مالية إضافية".
"ثقة العملاء في لوفتهانزا كبيرة ولن تهتز بسبب الإضراب"
لكن خبير الطيران الألماني لا يتوقع أن يؤثر الإضراب على المدى البعيد في ثقة العملاء في لوفتهانزا، فهو يرى أن ثقة العملاء في الشركة كبير، ويقول في هذا الإطار: "أعتقد أن وفاء العملاء للشركة كبير، سواء بالنسبة لهؤلاء الذين يحصلون على رحلات مخفضة ويسعدون بالسفر مع شركة طيران فاخرة، أو لهؤلاء الذين يدفعون أثمان التذاكر الغالية". ويضيف أن العملاء سينسون ما حدث مع الوقت، خاصة وأن صفة "الإتقان" المعروفة عن الألمان، على حد قوله، ظهرت بوضوح في كيفية تعامل لوفتهانزا مع الأزمة. وأضاف في هذا السياق: "أعتقد أن الناس متأثرين من هذا الأمر. ففي دول أخرى مثل إيطاليا، يتسبب الإضراب في فوضى شاملة، أما في ألمانيا، فحتى الإضراب منظم. وشركة الطيران قادرة على السيطرة على الموقف وتصرف الكثير لتقلل من تأثير الإضراب بالنسبة للعملاء قدر الإمكان". ويشير شيلينبرج إلى أن الأثر الأكبر سيكون بالنسبة لعمليات الشحن، إذ يرى العملاء أن بضائعهم لا يمكن إرسالها، وإن كان يعتقد أن معظم العملاء يتفهمون الوضع.
"مطالب فيردي مفهومة ومقبولة"
ويأتي هذا الإضراب بسبب الخلاف بين نقابة "فيردي" ولوفتهانزا حول زيادة أجور نحو 50 ألفا من العاملين في الخدمات الجوية والأرضية بالشركة، وكانت لوفتهانزا قد التقت مساء أمس الخميس ممثلي النقابة في محادثات غير رسمية هي الأولى من نوعها منذ انهيار المفاوضات بين النقابة والشركة. واشترطت فيردي أن تقدم لوفتهانزا عرضاً أفضل من أجل استكمال المفاوضات، إذ طالبت فيردي بزيادة أجورهم بنسبة9.8 بالمائة على مدار عام، غير أن لوفتهانزا عرضت زيادة الرواتب بنسبة 6.7 بالمائة على مدار 21 شهرا ومكافأة تدفع مرة واحدة.
واعتبر خبير الطيران أن هذه المطالب مفهومة ومبررة، حيث كانت النقابة دائماً ما تقدم مطالبها وتصل إلى اتفاقات مع الشركة، لكن الشركة كانت دائماً ما تعامل الطيارين بشكل أفضل، باعتبار أنه لا يمكن تبديلهم، بينما تعامل بقية الموظفين من منطلق أنه من السهل إيجاد بدلاء لهم. ويضيف: "أرادت النقابة أن تؤكد أن الفنيين المحترفين أيضاً لا يمكن الاستغناء عنهم وتبديلهم ببساطة، كما أن فيردي الآن –مثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي- تفقد الكثير من أعضائها، وتريد أن تقوم بعمل ما لمقاومة هذا الأمر".