عمليات إنقاذ اللاجئين: "المنظمات غير الحكومية ككبش فداء"
٨ يوليو ٢٠١٧
لم يتبلور جواب أوروبي على فاجعة اللاجئين في البحر المتوسط بعد، كما تشتكي يانا شيرنيوخ، المتحدثة باسم منظمة SOS Mediterranée بألمانيا. شيرنوخ تنفي التهم الموجهة للمنظمات غير الحكومية وتضعها ضمن الحملة الانتخابية بإيطاليا.
إعلان
DW: كشفت أوساط حكومية إيطالية أن اقتراحا يوصي بإخضاع سفن الإنقاذ التابعة للمنظمات غير الحكومية مستقبلا لـ "مدونة قواعد سلوكية". وإحدى النقاط الواردة فيه هي أن لا توقف السفن تشغيل أجهزة الرصد حتى يُعرف مكانها. هل سبق أن حصلت هذه الممارسات، وماذا يعني هذا بالنسبة إليكم؟
يانا شيرنيوخ: الإجراءات المقترحة تتجاوز، حسب رأينا الموضوع. السؤال هو هل نحتاج نظرا للفاجعة في البحر المتوسط الآن فعلا لإجراءات مراقبة أكثر لمنظمات الإغاثة؟. وبغض النظر عن هذا لا يوجد شيء جديد جزئيا في الاقتراحات. فجميع السفن ما عدا العسكرية ملزمة قانونيا بتشغيل أجهزة الرصد. ولهذا يمكن من خلال العديد من المواقع وحتى في الإنترنت التأكد من مكان التواجد. ولا أعلم بوجود معلومات عن سفن إنقاذ لا تشغل أجهزة الرصد.
طلب آخر يتمثل في الكشف عن قوائم الأطقم للسفن وتمويلها وتسليمها لسلطات روما. ماذا تقولين في هذا الشأن؟
لدينا منذ زمن قوائم الأطقم. يجب علينا الاتصال قبل حط الرحال في أي ميناء التواصل مع سلطات الهجرة الإيطالية، كل واحد يتم تسجيله وكل واحد مطالب بتقديم جواز سفره. وهذا عمل متعب نسبيا، لكنه موجود. ولهذا يُطرح هنا السؤال ما هو المرجو من هذا كله؟ هل من الضروري إيجاد قواعد جديدة ـ أو أنها محاولة لإضفاء مزيد من الصعوبة على عملنا.
هل سيكون بالنسبة إليكم مشكلة إذا كشفتم للسلطات الإيطالية مصادر تمويلكم، أم أن منظمات غير حكومية أخرى سترى في ذلك إشكالية؟
أعتقد أنه ليس مشكلة البتة. نحن منظمات ذات نفع عام، وهناك تقارير سنوية تكشف عن التبرعات ومصادرها
الاتهام وراء ذلك هو أن السفن تتعاون مع مهربي البشر، ما هو رد فعلكم؟
هذه الاقتراحات وكذلك الاتهامات تتجاوز كليا المشكلة. يجب أن نتمعن فيما حصل في السنوات الأخيرة وكم من الناس ماتوا في البحر المتوسط. فالمنظمات غير الحكومية تتعاون على كل حال فيما بينها. لقد التقينا السنة الماضية مع بعض منظمات الإغاثة وتبنينا مدونات سلوكية. نحن نعتقد جميعا أن التنسيق والشفافية مهمان جدا، لكن كل هذه الخطوات سبق القيام بها.
هناك مدعون عامون في كاتانيا أطلقوا اتهامات تتعلق بتعاون بعض المنظمات مع المهربين. هم يؤكدون مثلا أن المنظمات غير الحكومية تولت نقل أشخاص مشبوهين من سفن شمال إفريقية أو شرقية. هل هذه كلها اتهامات بلا أساس؟
لا يمكن لي الحديث إلا عن منظمتي. لكن بصفة عامة يمكن القول بأن الاتهامات مبالغ فيها. لا يوجد عمليا تعاون ملموس مع مهربي البشر في أي شكل من الأشكال. والمدعي العام الإيطالي تحديدا الذي رفع هذه الاتهامات هو من صرح لاحقا بأنه لا تجود أدلة على ذلك.
يجب النظر إلى هذه الأمور في سياق الحملة الانتخابية المرتقبة في إيطاليا. نحن نلاحظ منذ أسابيع أن هذه الاتهامات واقتراحات جديدة حول قواعد مشددة تُطرح على الطاولة. في إيطاليا الانتخابات على الأبواب وبعض السياسيين يحاولون توظيف هذا الموضوع لصالحهم.
ماذا يعني هذا الوضع بالنسبة إليكم ولعملكم الملموس؟ التهديد بإغلاق الموانئ أمام سفن الإنقاذ ليس مطروحا في الوقت الحاضر. لكن عندما ننظر إلى مطلب "مدونة القواعد السلوكية" فإن السؤال هنا هل يثر ذلك على طريقة عملكم؟
نتعاون منذ سنة ونصف في البحر المتوسط بشكل وثيق مع مركز الإنقاذ في روما. وهذا يعني بأننا نتعاون منذ البداية مع السلطات الإيطالية. جميع التدخلات في البحر التوسط يتم تنسيقها من روما. نحن نعمل إذن في إطار واضح قانونيا. وإلى حد الآن لم يكن هناك من الجانب الإيطالي أية طلبات بتغيير أي شيء. ومادام الحال كذلك فإننا سنواصل تدخلاتنا كالمعتاد.
هل لديكم شعور بأن المنظمات غير الحكومية تُتخذ هنا ككبش فداء لوضع صعب سياسيا بالنسبة إلى إيطاليا، لأن تضامن الأوروبيين الآخرين شبه غائب؟
في كل الأحوال. فيما يتعلق بإيطاليا يمكن تفهم ذلك ـ لأن جوابا مشتركا لأوروبا على الفاجعة في البحر المتوسط لم ير النور بعد. وهذا ما عايشناه خلال مهمة الإنقاذ "ماري نوستروم" التي أوقفها الإيطاليون حينها لأنهم لم يحصلوا على أي دعم أوروبي. وفي هذا السياق يجب النظر إلى ذلك: إنه نداء نجدة من إيطاليا، ومفهوم أنهم يريدون إثارة الانتباه. لكنني أؤكد مرة أخرى لسنا نحن هنا المشكلة، نحن الجواب على فاجعة تحصل في البحر المتوسط. والحل في يد الاتحاد الأوروبي.
يانا شيرنيوخ مسؤولة عن الإعلام والاتصال في منظمة SOS Méditerranée الإغاثية في ألمانيا.
أجرت المقابلة باربارا فيزل
الصيف قادم وأوروبا تخشى تدفقاً جديداً للاجئين
تدفق آلاف المهاجرين من شمال أفريقيا إلى أوروبا في شهر نيسان/ أبريل، كما وصل نحو 5 آلاف لاجئ إلى اليونان فقط منذ مطلع هذا العام بعد الاتفاق الأوروبي التركي. الدول الأوروبية تترقب وبعضها شرع بتقييد الحركة عبر الحدود.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
ليبيا .. محطة المهاجرين عبر المتوسط
في عطلة عيد الفصح الماضية (14 – 17 نيسان/ أبريل 2017) تمكنت سفن الإنقاذ من انتشال 8360 شخصا من وسط البحر الأبيض المتوسط، بعد أن ركب المهاجرون قوارب مطاطية وخشبية غير صالحة للإبحار لمسافات طويلة، وانطلقوا بها من ليبيا إلى القارة الأوروبية.
صورة من: Reuters/D. Zammit Lupi
"أسواق عبيد في ليبيا"
عانت ليبيا من حالة من الفوضى منذ سقوط القذافي في 2011، لتصبح النقطة الرئيسية لمغادرة المهاجرين على أمل الوصول إلى أوروبا بحرا. ونددت المنظمة الدولية للهجرة بوجود "أسواق عبيد" حقيقية في ليبيا يباع فيها مئات الرجال والنساء، ويتراوح (سعر) المهاجر مابين 200 و500 دولار. وتجري عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات، حسب المنظمة.
صورة من: AP
إيطاليا .. المحطة الأوروبية الأولى
العبور من ليبيا إلى إيطاليا هو الطريق الرئيسي الذي يسلكه المهاجرون من شمال أفريقيا إلى أوروبا. وصل أكثر من 181 ألفا إلى شواطئ إيطاليا العام الماضي. وبلغ سواحلها في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي نحو 25 ألف شخص. وتشير تقديرات إلى أن نحو 850 شخصا لقوا حتفهم منذ بداية 2017.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Isolino
نسب مختلفة
كانت إيطاليا بلد "ترانسيت" عبور للاجئين، إذ لم يكن يرغب كثير منهم بتقديم طلب لجوئه فيها. ففي عام 2014 تقدم نحو ثلث اللاجئين القادمين بطلب لجوء، أما في عام 2016 فتقدم نحو الثلثين منهم بطلب لجوء، فيما ارتفعت نسب الاعتراف بطلبات اللجوء إلى 40 بالمائة. لكن إيطاليا تعاني من مشكلة إيواء اللاجئين وتوفير فرص اندماج ملائمة لهم.
صورة من: DW/E. Barbiroglio
اليونان تنفست الصعداء .. ولكن
وصل عدد اللاجئين الوافدين عبر بحر إيجه من تركيا إلى الجزر اليونانية إلى 4800 شخص فقط، وذلك في الفترة الواقعة منذ مطلع عام 2017 ولغاية منتصف شهر نيسان/ أبريل الحالي. بينما كانت أعدادهم في الربع الأول من عام 2016 قد وصلت إلى 145 ألف شخص، حسب إحصائيات الأمم المتحدة.
صورة من: picture alliance/NurPhoto/P. Tzamaros
مخاوف قادمة ..
مع تحسن الطقس وبدء موسم الصيف يتوقع مراقبون زيادة أعداد اللاجئين المتدفقين إلى اليونان. لكن هناك مخاوف من أن الأزمة الراهنة لتركيا مع الاتحاد الأوروبي بسبب الاستفتاء على التعديلات الدستورية، قد تدفع القيادة التركية إلى التراخي في ضبط الحدود وتسهيل تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
طريق البلقان
بعد إغلاق طريق البلقان في شهر آذار/ مارس 2016 قل عدد اللاجئين السالكين لهذا الطريق. وبقي القليل منهم يحاول المرور عبر صربيا وكرواتيا وسلوفينيا متوجهين إلى النمسا ومن ثم ألمانيا وشمال أوروبا. في صربيا ينتظر حاليا 7700 مهاجرا في مراكز إيواء اللاجئين. أما في كرواتيا وفي سلوفينيا فلا يوجد إلا عدد قليل جدا منهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
بلغاريا في وضع آخر
ذكرت وزارة الداخلية البلغارية أن البلاد تحتضن نحو 4500 مهاجرا في مراكز إيواء اللاجئين التي ملئت بنسبة 60 المائة فقط من سعتها الكاملة. بينما كانت أعدادهم كبيرة جدا في العام الماضي. ويعود سبب ذلك إلى توقف تدفق المهاجرين من تركيا.
صورة من: BGNES
المجر لها سياستها
في أواخر آذار/ مارس الماضي، بدأ في المجر تطبيق قانون مثير للجدل ينص على أن يحتشد جميع طالبي اللجوء الموجودين في البلاد أو الذين يصلون إليها، في معسكرين مقفلين على الحدود الصربية. وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية أن ألمانيا ستتوقف عن إعادة المهاجرين إلى المجر، ما لم تحترم بودابست التوجيهات الأوروبية على صعيد استقبال اللاجئين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kisbenedek
النمسا تترقب
وكذلك في النمسا لم يصل في الربع الأول من العام الحالي سوى 6500 مهاجرا، وهو نصف العدد الذي قدم في الربع الأول من العام الماضي. وقال وزير الداخلية النمساوي فولفغانغ سوبوتكا إن بلاده متهيئة لتشديد الرقابة على الحدود، وخاصة بعد ارتفاع أعداد اللاجئين الواصلين إلى إيطاليا المجاورة للنمسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Bruna
ألمانيا والانتخابات القادمة
تقدم نحو 890 ألف شخص بطلب لجوء في ألمانيا في عام 2015. بينما أنخفض العدد إلى 280 ألف في عام 2016. فيما وصلها في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام نحو 48 ألف لاجئ فقط. ويأمل الساسة الألمان بعدم حدوث أزمة لجوء جديدة، خاصة قبيل إجراء الانتخابات التشريعية في أيلول/ سبتمبر القادم. الكاتب: زمن البدري