1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عملية السلام في الشرق الأوسط في "غرفة الإنعاش"!

١٤ ديسمبر ٢٠١٠

المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل بدأ يوم الاثنين(13ديسمبر) خطوته الأولى في رحلة ألف ميل جديدة لإحلال السلام في المنطقة، في الوقت الذي تتواجد فيه عملية السلام حاليا في غرفة الإنعاش.فهل من سبيل للخروج منها؟

عملية السلام التي بدأها ياسر عرفات وإسحاق رابين تدخل طريقا مسدوداصورة من: picture alliance/dpa

بدأ المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل جولته الجديدة في الشرق الأوسط مساء الاثنين (13ديسمبر) وسط أجواء تشاؤم بشأن إمكانية التوصل إلى صيغة مقبولة من طرفي الصراع،الإسرائيلي والفلسطيني، لاستئناف المفاوضات المباشرة. فقد انقضت أشهر طويلة من الترقب الذي أحاط بالجولة الأولى من المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل وبرعاية ميتشل نفسه وأحيانا بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، دون أية نتيجة إيجابية. وحدث عكس ما كان متوقعا، حيث انتقلت عملية السلام من حالة الأمل في إنعاشها وتحريكها إلى حالة من الشلل التام وباتت جثة هامدة في غرفة الإنعاش، كما يرى العديد من المحللين السياسيين في المنطقة وفي العالم. إسرائيل رفضت وقف عمليات التوسيع الاستيطاني ولو حتى لفترة وجيزة رغم المطالبات الأوربية والأمريكية، فيما يرفض الفلسطينيون التفاوض مع استمرار الاستيطان. فهل فشلت الوساطة الأمريكية؟ عجز واشنطن عن ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف مشاريع الاستيطان يجيب على هذا السؤال بوضوح. ولكن من يتحمل مسؤولية الفشل حقا؟ هل هي مسؤولية إدارة اوباما تحديدا؟ أم أن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط برمتها هي المسئولة عن ذلك؟ تتفق أجوبة المحللين السياسيين في المنطقة العربية وفي أوروبا وأمريكا على هذا السؤال. حيث يرون أن الرئيس الأمريكي اوباما وإدارته أخفقا في تقدير الوضع بشكل سليم ما أوقعه في فخ الطموحات غير الواقعية.

كيف يفهم الأمريكيون فشل إدارة اوباما؟

المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية تعد العقبة الرئيسية أمام عملية السلام في الشرق الأوسطصورة من: picture-alliance/dpa

الرأي العام الأمريكي ورغم انشغاله بهمومه الاقتصادية يتابع تداعيات الوساطة الأمريكية في الشرق الأوسط، كما يقول المحلل السياسي الأمريكي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن الدكتور نبيل ميخائيل في حديث مع دويتشه فيله. ويوضح الدكتور ميخائيل أن " الرأي العام الأمريكي مقتنع بأن إدارة الرئيس اوباما قد فشلت بعد سنتين من توليها مسؤولية البيت الأبيض في إقامة حوار جاد بين الفلسطينيين وإسرائيل". ويعتبر الدكتور ميخائيل هذا الموقف "أمراً خطيرا"،حسب قوله. ويتابع قائلا إنه موقف يعبر أولا عن فشل اوباما شخصيا في أن يكون رجل دولة من الطراز الأول يحاول أن يجمع أطراف قضية دولية مثل الصراع العربي ـ الفلسطيني ـ الإسرائيلي. ويحلل نبيل ميخائيل العجز الأمريكي بالقول إن " الفشل الأمريكي في الوساطة في الشرق الأوسط يدفع الأمريكيين إلى تبني رؤية سلبية حول شخصية اوباما وأن يطرح الأمريكيون تساؤلات عن قدرة اوباما على زعامة العالم الحر وقيادة الولايات المتحدة وقد يؤدي ذلك إلى الفشل سياسيا وعلى عدم قدرته على الفوز بولاية رئاسية ثانية عام 2013".

كيف يتعامل الأوربيون مع العجز الأمريكي في الشرق الأوسط؟

الأوربيون ينتظرون القادمصورة من: picture-alliance / dpa/DW

" خيبة الأمل تسود العواصم الأوربية بعد فشل استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، لكنهم لا يبحثون عن المسئول عن هذا الفشل"، هذا ما يلخصه الصحفي الألماني والخبير في شؤون الشرق الأوسط شتيفان بوخن عندما تحدث مع دويتشه فيله عن موقف الأوربيين من عجز الولايات المتحدة عن ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان. لكن بوخن يطرح سؤالا حول مقياس النجاح والفشل في هذا الشأن ويقول" إذا كان مقياس النجاح يتمثل في تحقيق السلام والفشل هو تصعيد الأزمة، فإن بعض أصحاب القرار في واشنطن ينظرون إلى الأمر بشكل آخر بعيدا عن معيار النجاح والفشل الذي تحدثنا عنه". ذلك أنهم يعتمدون على مقياس آخر للنجاح والفشل . ويتمثل هذا المقياس في مدى الحفاظ على المصالح الحيوية للولايات المتحدة في المنطقة، حسب تعبير بوخن. ويتابع بوخن تحليله بالقول إن واشنطن تعتمد على عنصرين أساسيين في سياستها في المنطقة. ويتمثل العنصر الأول في أن أمريكا تريد الحفاظ على" نفوذها" في الشرق الأوسط عبر "حلفائها التقليديين" في المنطقة "كالسعودية وإسرائيل"، وذلك بغض النظر عن نجاح أو فشل عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. أما العنصر الثاني ،والحديث مازال للسيد بوخن، فيتمثل في"طموح واشنطن إلى بيع المزيد من الأسلحة لحلفائها في المنطقة، مقابل التزود بالنفط منها". ويقول بوخن إن هذه العناصر في السياسة الأمريكية مضمونة لواشنطن رغم الفشل في إحلال السلام. إذاً، فضمان المصالح الأمريكية في المنطقة هو المقياس المهم لنجاح أو إخفاق السياسة الأمريكية، كما يقول بوخن. ويتابع المتحدث الأوروبي حديثه مع دويتشه فيله بالقول إن " أصحاب القرار في العواصم الأوربية يدركون هذا الواقع السياسي في أمريكا". ولذلك وحسب استنتاجات السيد بوخن فـ"لا يعلق الأوربيون آمالا كبيرة حقيقةً" على إنعاش عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ويذهب السيد بوخن في حديثه إلى أبعد من ذلك عندما يقول إن " كل محلل سياسي أوربي واقعي في نظرته لا يستطيع حتى أن يستخدم مصطلح عملية السلام، لأن هذه العملية غير موجودة حاليا ولم تكن موجودة في يوم ما، على الأقل في السنوات الخمس عشرة الماضية".

كيف يتفاعل العرب مع انهيار مساعي واشنطن للوساطة؟

عجز واشنطن عن ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان ولو خلال فترة المفاوضات المباشرة شكلت صدمة كبيرة في عواصم الدول العربية المتحالفة مع واشنطن كالقاهرة والرياض وعمًان وغيرها من الدول التي تعرف بـ"محور الاعتدال" فيما يخص الصراع العربي ـ الفلسطيني ـ الإسرائيلي، كما يقول الدكتور نبيل عبد الفتاح الخبير السياسي والاجتماعي في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية في القاهرة. ويقول السيد عبد الفتاح إن " فشل الولايات المتحدة في سعيها لإحلال السلام في المنطقة يزيد حكام الدول المتحالفة معها في المنطقة ضعفا. كما يفتح الأبواب أمام هؤلاء الحكام للتراجع عن مشاريع إصلاحية سياسية جادة، سعيا إلى ترسيخ النظم السياسية القائمة ذات الطابع الأوتوقراطي أو التسلطي". وبشأن الدول المعروفة بمحور الرفض و"المقاومة" كسوريا وإيران وحركتي حماس وحزب الله فيشير نبيل عبد الفتاح إلى أن هذه الدول هي المستفيدة من العجز الأمريكي في إحلال السلام في المنطقة. ويعلل عبد الفتاح ذلك بالقول إن "هذه الدول توظف العجز الأمريكي لصالح سياساتها والتي تقول بأن نظرتها إلى الأمور صائبة ودقيقة والواقع على الأرض يؤكد ذلك".

آفاق عملية السلام في المستقبل القريب

يتفق المحللون السياسيون العرب والأوربيون والأمريكيون الذين تحدثوا إلي دويتشه فيله على أن لا أمل في المستقبل القريب في إنعاش عملية السلام ناهيك عن الوصول إليه قريبا. نبيل ميخائيل يعلل تشاؤمه بالقول" إذا كانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تتحدث عن تكتيكات جديدة في التعامل مع أزمة الشرق الأوسط، فإن ذلك يشير إلى غياب إستراتيجية واضحة في التعامل مع القضية". وبعبارة أوضح عدم وجود رؤية أمريكية جدية وسبل لإحلال السلام في المنطقة، حسب قناعة نبيل ميخائيل. أما شتيفان بوخن فلا يتوقع من الأوربيين أي دور قد يعتبر بديلا أو متمما للدور الأمريكي في المنطقة. لكن الاتحاد الأوربي ألمح يوم الاثنين خلال اجتماع له عن إمكانية اعترافه بدولة فلسطينية. الموقف الأوربي يستند إالى المثل الانكليزي الذي يقول" انتظر وأشرب الشاي". أما العالم العربي فهو مقبل في المرحلة المقبلة على موجة جديدة من الصخب والعويل الإعلامي ،لا أكثر ولكن ربما اقل، كما يقول الدكتور نبيل عبد الفتاح. وإلى أن تتحرك الأمور مجددا بفعل جولة جورج ميتشل المكوكية الحالية في المنطقة تبقى عملية السلام راقدة في "غرفة الإنعاش".

حسن ع. حسين

مراجعة: هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW