حذّر الرئيس الفرنسيإيمانويل ماكرون الأربعاء (25 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) من أن عملية برية إسرائيلية "واسعة النطاق" في قطاع غزة "ستكون خطأ".

وأضاف في تصريحات قبيل مغادرته القاهرة حيث التقى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، أنه في حال أقدمت إسرائيل على "تدخل واسع النطاق يعرض للخطر حياة السكان المدنيين، فأعتقد أن ذلك سيكون خطأ... سيكون خطأ لإسرائيل كذلك لأن ذلك ليس من شأنه حمايتها على المدى الطويل، ولأن ذلك لا يتوافق مع احترام السكان المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني وقواعد الحروب".

بيد أنه استدرك قائلا إن "التدخل البري إذا كان لاستهداف الجماعات الإرهابية بطريقة محددة تماما، فهو خيار يعود إليها، ويتوافق مع التعريف (في القانون الدولي)"، مؤكدا حق إسرائيل في "الدفاع عن نفسها" و"حماية" مواطنيها "في إطار مراعاة المدنيين".

من جانبه، دعا السيسي إسرائيل إلى تجنب "الاجتياح البري" لغزة لأنه سيتسبب في سقوط "ضحايا مدنيين كثيرين جدا جدا".

بايدن: لم أطلب من إسرائيل إرجاء العملية البرية

في غضون ذلك قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه لم يطلب من إسرائيل إرجاء عمليتها البرية المتوقعة في غزة إلى أن تفرج حماس عن الرهائن الذين تحتجزهم.

وقال بايدن بشأن مباحثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن هذه العملية "هي قرارهم ولم أطلب (تأجيلها)... ما أشرت إليه معه هو أنه إذا أمكن إخراج هؤلاء (الرهائن) بسلام، فهذا ما يجب علينا فعله".

نتنياهو: إسرائيل تستعد لهجوم بري على غزة

من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في بيان تلفزيوني إن إسرائيل تستعد لشن هجوم بري على قطاع غزة، لكنه أحجم عن تقديم أي تفاصيل عن توقيت العملية أو معلومات أخرى عنها.

وأضاف أن القرار بشأن موعد دخول القوات إلى القطاع الفلسطينيالمحاصر الذي تسيطر عليه حركة حماس سيتخذه مجلس وزراء الحرب الذي يضم بيني غانتس وزير الدفاع السابق وزعيم أحد الأحزاب الوسطية.

وقال نتنياهو "قتلنا بالفعل آلاف الإرهابيين وهذه مجرد البداية". ومضى يقول "في الوقت نفسه، نحن نستعد لغزو بري. لن أفصل القول عن الموعد أو الكيفية أو الكم. لن أفصل أيضا الحسابات المختلفة التي نجريها والتي لا يعرفها العامة غالبا، وهذه هي الطريقة التي يجب اتباعها".

ورغم أنه لم يعلن مسؤوليته حتى الآن عن الفشل الأمني الذي سمح بهجوم حماس شدد نتنياهو على أنه سيتم محاسبة جميع المتورطين. وأضاف أنه "سيجرى تحقيقا كاملا في الفضيحة... سيتعين على الجميع تقديم إجابات، وأنا أيضا. لكن هذا لن يحدث إلا بعد الحرب".

صحيفة: إسرائيل وافقت على تأجيل الهجوم البري

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نقلت في وقت سابق، عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، قولهم إن إسرائيل وافقت على تأجيل الهجوم البري على غزة في الوقت الحالي، حتى تتمكن الولايات المتحدة من إرسال دفاعات صاروخية إلى المنطقة.وجاء في تقرير لرويترز يوم الاثنين الماضي أن واشنطن نصحت إسرائيل بوقف الهجوم البري وتواصل إعلام قطر، الوسيط مع المسلحين الفلسطينيين، بهذه المحادثات في الوقت الذي تحاول فيه الإفراج عن مزيد من الرهائن والاستعداد لحرب إقليمية محتملة أوسع نطاقا.

وشنت إسرائيل قصفا مكثفا على مدى أيام لقطاع غزة المكتظ بالسكان في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول على تجمعات سكانية إسرائيلية أسفر عن مقتل نحو 1400 شخص. وقالت وزارة

الصحة في غزة إن أكثر من 6500 فلسطيني قتلوا في القصف.

ويشار إلى أن حركة حماس، وهي جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

ع.ش/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)