1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عندما يصبح الفنّ في خدمة جهود حماية المناخ

زبينه أولتسه / إعداد شمس العياري٢٦ فبراير ٢٠٠٩

في إطار معارض فنية تستضيفها مدينتا ليفركوزن وبرلين في ألمانيا، يحاول فنانون من مختلف الاتجاهات الفنية تقديم مساهماتهم في حماية المناخ. أعمال فنية تتراوح بين إيقاظ الشعور بالذنب لدى المرء إلى أخرى تقدّم اقتراحات ملموسة.

الفنانون أدركوا أهمية حماية المناخ وحاولوا دق أجراس الخطر من خلال أعمال فنية متنوّعة
صورة فوتوغرافية للفنان الألماني أولاف نيكولاي لقطيع من الغنم وسط حديقة عمومية في مدينة روما الإيطاليةصورة من: Galerie EIGEN + ART


أصبح موضوع حماية المناخ لا يقتصر على الجمعيات والمنظمات العالمية المنادية لحماية المناخ واتخاذ إجراءات صديقة للبيئة فحسب، بل امتد الاهتمام بحماية المناخ والبيئة ليشمل أيضا الفنانين والرسامين والمصوّرين الفوتوغرافيين والنحّاتين وغيرهم، الذين يحاولون من خلال أعمالهم الفنية توعية الجمهور، ولاسيما الأجيال الناشئة بأهميّة حماية المناخ على المدى القريب والبعيد.

في هذا الإطار تم في قصر مورس برويش بمدينة ليفركوزن الألمانية تنظيم معرض فنّي تحت شعار "تصوّرات أخلاقية خيالية - الفن المعاصر ومواقفه من الاحتباس الحراري". ويعرض عدد من الشبان الفنانين أعمالهم التي تعكس تصوّراتهم حول حماية المناخ. ومن بين هؤلاء الفنانين آنه ماير التي تتساءل في إحدى لوحاتها حول جدوى التجارة بالانبعاثات الكربونية السامّة. يشار في هذا الإطار أن هذه التجارة تكمن في شراء الدول الصناعية الغنية حصص الدول النامية والفقيرة في نسب التلوّث والانبعاثات السامة، ذلك أن هناك نسبة محدّدة لا يجوز لبلد معيّن تجاوزها.

التكفير عن الشعور بالذنب

لقطة من فيلم للفنان كرستوف كيلرصورة من: Christoph Keller

وحول التجارة بالانبعاثات السامة، يرى المتفرّج لوحة زيتية ملصق عليها ورقة شفّافة من البلاستيك كُتبت عليها الكلمة الألمانية Klimawandel والتي تعني "التغييرات المناخية" بأحرف كبيرة وعلّقت من طرفيها في سقف قاعة. كما رُسمت طائرة في سماء زرقاء مخلّفة وراءها دخانا بنّي اللون. الجدير بالذكر في هذه اللوحة أن حرف W في كلمة Klimawandel (التغييرات المناخية) يمكن قرائته أيضا حرف H وبالتالي تصبح الكلمة Klimahandel ما يعني التجارة بالمناخ، والمقصود به هو التجارة بالانبعاثات السّامة. وبالتالي فإن الرسامة الشابة آنه ماير تضع أصابعها في جرح غير مندمل وهو "التجارة بالمناخ". وبالتّالي فإن السؤال الذي تطرحه الرسّامة الألمانية من خلال عملها الفني: هل من العدل أن يدفع أولائك اللذين يسافرون بالطائرات والتي تسبب في تلويث المناخ، بعض اليوروهات للتكفير عن شعورهم بالذنب إزاء تصرّفهم غير المسؤول إزاء المناخ؟

عند التمعّن جيّدا في اللّوحة يظهر للمرء أن التعويض عن الضرر إنّما يصرف الانتباه عن مشكل آخر أكثر تعقيدا وهو التجارة بالانبعاثات السامّة وشراء الدول الصّناعية الغنيّة لحصص الدول الغنيّة في الانبعاثات السامّة. وبالتالي فإن الرسامة تشير إلى أن التجارة بالانبعاثات السامّة ودفع أموال لا يمكنها الحيلولة دون ذوبان الثلوج في القطب الشمالي مثلا، وإنّما الحل يكمن في تغيير التصرّفات تجاه البيئة والطبيعة.

مستقبل مظلم

من جهتها، تحاول القطعة الفنيّة التي تحمل اسم "الأرض بأسرها" (The Whole Earth) دقّ أجراس الخطر حول مصير كوكب الأرض إزاء التقلّبات المناخية. وتتكوّن هذه القطعة الفنية من بالون لرصد الأحوال الجوية، وعلى هذا البالون تم رسم غيوم بيضاء. وتجوب طائرات السماء حول البالون من مختلف الجهات. وهو ما يعطي الانطباع لدى المتمعّن أنه من الوهم الاعتقاد بأن هناك مناطق طبيعية عذراء وبمنأى من التلوّث المناخي.

وتظهر سلسلة فوتوغرافية للفنان الدنمركي أولافور إلياسون كيف يحاول جبل من الجليد الحفاظ على البقاء. في حين تظهر صورة فوتوغرافية أخرى للفنان الألماني أولاف نيكولاي قطيعا من الغنم وهو بصدد تناول الأعشاب وسط بناية معمارية عتيقة وهو ما يبعث للوهلة الأولى على الشعور بالطمأنينة والراحة، ولكن سرعان ما يتبّين للمتفرّج أن قطيع الغنم يتواجد في حديقة عمومية وسط مدينة روما الإيطالية التي عُرفت باكتظاظها وبارتفاع نسبة تلوّث الهواء فيها.

العلاقة بين الفن وحماية المناخ

صورة للفنان الأمريكي سبينسير تانيك، الذي تميّز بتصوير عراةصورة من: AP

في حين يعرض فيلم للفنانة الألمانية أوزولا بيمان قصّة فلاّحين تعرضوا لضغوطات بهدف بيع أراضيهم لصالح مدّ أنبوب النفط عبر بحر قزوين. وعليه يمكن القول، إن الفنانين لا يريدون ترك موضوع حماية المناخ حكرا على الشركات والمؤسسات وغيرها، وإنما يريدون أيضا تقديم مساهماتهم، وإن كانت صغيرة إلاّ أن مفعولها ليس بالقليل.

من جهته، قام الفنان التايلاندي الأصل ريكريت تيرافانيا بطبع شعار "قليلا من النفط ومزيدا من الشجاعة" (Less oil more courage) على قميص، موجّها دعوة إلى العالم ببذل مزيد من الجهود لحماية البيئة والمناخ. وبالتالي فقد علت الأصوات المطالبة بتغيير التصرّفات المضرّة بالمناخ والتي لا تحافظ على الثروات الطبيعية. يشار، إلى أن المعرض الفنّي الذي تستضيفه مدينة ليفركوزن يأتي في إطار حملة فنية كبيرة على المستوى الوطني. ذلك أن القاعة الفنية المؤقتة في برلين مثلا تستضيف، وبالتعاون مع وزارة البيئة الألمانية، عرضا فنيّا للفنان البريطاني سيمون ستارلينغ حول كيفية إيجاد واستخدام طاقات جديدة. ويحمل العرض الفنيّ، الذي يرعاه وزير البيئة الألماني زيغمار غابريال، اسم "تحت الزيزفون" (Under Lime). من جهته، قام المصوّر الأمريكي سبينسير تانيك بالتعاون مع المنظمة الدولية "السّلام الأخضر" بتصوير عراة على الثلوج وذلك للتوعية حول مخاطر الاحتباس الحراري وارتفاع درجات حرارة الأرض. كما أنه بالإمكان شراء منحوتات من شركة "كلايمت آرت" (المناخ والفن) وبالتالي دعم مشاريع لحماية البيئة والمناخ في البلدان النامية بطريقة مباشرة.

من هنا يمكن القول إن دور الفن لايزال يقتصر على التوعية فحسب، ولكنّه أكّد على تحقق جزء من الآمال التي تعلقها منظمات بيئية كبيرة، على غرار المنظمة العالمية لحماية الطبيعة، في توطّد العلاقات بين الأعمال الفنية والثقافية بحماية البيئة والمناخ.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW