عنف وتحرش ـ المهاجرون في مرمى نيران اليمين الشعبوي مجدداً
٢٢ يوليو ٢٠١٧
عنف وتحرش جنسي، وقائع شهدها احتفال بمدينة ألمانية قالت الشرطة إنها غير مسبوقة. بعض اللاجئين ضمن المشتبه فيهم، وهو ما وفر فرصة لحزب يميني شعبوي بالتحريض ضد اللاجئين عموما، لكن هناك أطراف حذرت من استغلال الواقعة.
إعلان
جدل جديد في ألمانيا عقب أعمال عنف وتحرشات جنسية وقعت أثناء أحد الاحتفالات بمدينة شورندورف بولاية بادن فورتمبرغ جنوب ألمانيا، وصفت بأنها "الأولى من نوعها". وسجلت الشرطة وقائع قذف زجاجات على المارة ورجال الشرطة بالإضافة إلى حالات تحرش جنسي بالنساء خلال الاحتفالية الصيفية التي تقام بالمدينة لمدة خمسة أيام.
وتشير بيانات الشرطة إلى أن مجموعة تتكون من نحو 100 شخص تعدوا على رجال الأمن. ووفقا لمصادر الشرطة فإن "شورندورف لم تشهد مطلقا مثل هذا العنف". وسجلت الشرطة خلال الاحتفال 53 مخالفة وواقعة اعتداء، وهي ضعف الحالات المسجلة في احتفال عام 2016. وتقدمت تسع نساء ببلاغات لتعرضهن للتحرش الجنسي خلال الاحتفالية. ولم يشهد احتفال العام الماضي أي بلاغات عن وقائع تحرش جنسي.
الواقعة أثارت جدلا سياسيا وربطها البعض بأحداث التحرش التي وقعت في مدينة كولونيا ليلة رأس السنة 2015/2016، لاسيما بعد أن أعلنت الشرطة عن تورط لاجئين في حالات تحرش جنسي بالنساء. وتتحرى الشرطة ضد لاجئ عراقي/20 عاما/ وثلاثة لاجئين أفغان تتراوح أعمارهم بين 17 و 18 عاما، في وقائع خاصة بتحرش جنسي في احتفالية مدينة شورندورف.
وتعاملت الشرطة مع العديد من وقائع العنف، منها أيضا ما تسبب فيها شبان ألمان وشبان من أصول أجنبية. ففي إحدى الحالات أصاب مراهق ألماني/16 عاما/ شابا سوريا/ 19 عاما/ بزجاجة في رأسه. كما شهد الاحتفال، وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، مناوشات بين الشرطة وبعض المحتفلين، عندما قاوم شاب ألماني/20 عاما/ رجال الشرطة الذين حاولوا القبض عليه، ثم تضامنت مجموعة من "المنحدرين من خلفيات أجنبية"، مع الشاب وبدأوا بإلقاء الزجاجات على رجال الشرطة. ومع بداية التوترات، عززت الشرطة من تواجدها في الاحتفال حتى نهايته.
من جهته حذر توماس شتروبل، وزير داخلية ولاية بادن فورتمبرغ، من انتقاد الشرطة وقال: "الشرطة لا تتحمل الذنب ولكن هؤلاء الذين تحرشوا بالنساء وقاموا بالاعتداءات والمخالفات وألقوا الزجاجات على رجال الشرطة ومارسوا العنف، هم من يتحمل الذنب". في الوقت نفسه ارتفعت الأصوات المطالبة بتعزيز التعاون بين الشرطة وسلطات المدينة ومنظمي الاحتفال.
استغلال سياسي وأحكام متسرعة
وسارع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، المعادي للأجانب، للمطالبة بطرح الموضوع للنقاش في جلسة للبرلمان المحلي للولاية بمدينة شتوتغارت، محملا المهاجرين مسؤولية العنف. كما ربط بين تلك الأحداث وما شهدته مدينة كولونيا قبل أكثر من عام ونصف من حوادث تحرش جنسي بنساء. واتهم يورغ مويتن، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، باقي الكتل البرلمانية، بغض الطرف عن الجرائم التي يرتكبها أجانب مضيفا أن أشخاصا يميلون للعنف "تسللوا إلى بلادنا مع اللاجئين [..] وهم يرون في نسائنا عاهرات متاحات لهم"، وفقا للتصريحات التي نقلتها صحيفة "شتوتغارتر ناخريتشتن". أما الكتل البرلمانية لباقي الأحزاب الممثلة في البرلمان المحلي للولاية، فحذرت من تأليب الرأي العام ضد اللاجئين مؤكدة في الوقت نفسه إدانتها لما حدث في شورندورف.
من جهته رأى حزب الخضر أن "البديل من أجل ألمانيا"، يستغل هذه الواقعة من أجل "سجال رخيص" ويضخم الأحداث دون الوقوف على حقيقة المعلومات بدقة. في الوقت نفسه أكد نواب من الحزب المسيحي الديمقراطي أنه لا تهاون مع التحرشات الجنسية والعنف ضد رجال الشرطة بغض النظر عن جنسية الجناة والضحايا. كما حذر وزير داخلية الولاية، توماس شتروبل المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي، من التسرع في الأحكام، مؤكدا أن شورندورف ليست "كولونيا الثانية"، واعدا بتحقيات وافية لكشف كافة ملابسات ما حدث خلال الاحتفال. في الوقت نفسه أرجعت بعض الأصوات السياسية، المشكلة إلى الإفراط في تناول الكحوليات لاسيما من قبل الشباب.
ابتسام فوزي/ع.ج.م
مرور عام على عبارة ميركل الشهيرة "نستطيع أن ننجز ذلك"
مر عام كامل على المقولة الشهيرة للمستشارة أنغيلا ميركل "نستطيع أن ننجز ذلك" تعليقا على قدرة بلادها على إدارة أزمة اللاجئين. لكن ماهي أبرز الأحداث التي عرفتها ألمانيا بعد تلك العبارة الشهيرة. تعرف عليها عبر صور:
صورة من: picture-alliance/AP Photo/DHA
في 31 أغسطس/آب 2015 عقدت المستشارة ميركل ندوة صحفية وصرحت آنذاك بمقولتها الشهيرة "نحن نستطيع أن ننجز ذلك" تعليقا على قدرة ألمانيا على تجاوز أزمة اللاجئين. في أثناء ذلك سُمح بمرور قطارات تقل آلاف اللاجئين إلى ألمانيا قادمة من دول شرق وجنوب أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen
في الرابع من سبتمبر/أيلول 2015 قررت المجر وقف حركة القطارات إلى ألمانيا، لتسود فوضى عارمة في المحطة الرئيسة للقطارات بالعاصمة بودابست. ما دفع الآلاف من اللاجئين إلى مواصلة رحلتهم الشاقة إلى ألمانيا مشيا على الأقدام.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
في الخامس من سبتمبر/ أيلول 2015 قررت ميركل بعد اجتماع مع المستشار النمساوي فيرنر فايمان استقبال اللاجئين لتعود بعدها حركة القطارات من المجر عبر النمسا إلى ألمانيا.
صورة من: Reuters/handout/Giudo Bergmann
استقبال حار للاجئين من قبل الألمان في السادس من سبتمبر/أيلول 2015 كما تبين الصورة التي التقطت في محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ. بعدها تداولت الصحف الألمانية مفهوما جديدا لوصف هذا الاستقبال الحار بات يعرف بـ"ثقافة الترحيب".
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
في العاشر من سبتمبر/أيلول 2015 زارت المستشارة ميركل مركزا أوليا لاستقبال طالبي اللجوء في برلين وقام العديد من طالبي اللجوء بالتقاط صور سيلفي معها. تناقلتها وسائل الإعلام العالمية وأعطت، خاصة لدى السوريين، انطباعا إيجابيا عن ألمانيا كبلد متضامن ومضيف للاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. v. Jutrczenka
استقبال اللاجئين والترحيب بهم لم يقتصر على الهيئات الحكومية، بل هبت فئات عريضة من الشعب الألماني متطوعين لإستقبال اللاجئين وتقديم مختلف المساعدات بدءا بالجوانب الصحية والإجتماعية وصولا إلى الإستقبال في البيوت.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وصف وزير العدل الألماني هايكو ماس تزايد الاعتدءات اليمينية ضد اللاجئين بـ"المخزية". آنذاك بلغت اعتداءات اليمنيين المتطرفين على مراكز اللاجئين 461 حالة.
صورة من: picture-alliance/Digitalfoto Matthias
في 31 ديسمبر/كانون الأول تعرضت عشرات النساء إلى اعتداءات جنسية في محطة القطارات الرئيسية في مدينة كولونيا، من قبل مئات من الرجال ينحدر أغلبهم من دول المغرب العربي. أثارت هذه الحادثة موجة من الغضب والاستنكار في المجتمع الألماني. كما ثار جدل واسع حول السبل القانونية لترحيل الأجانب من مرتكبي الجرائم.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Boehm
في 18 فبراير/شباط قام حوالي 100 متظاهر باعتراض طريق حافلة تقل طالبي لجوء إلى مركز للاجئين في مدينة كلاوسنيتز بمقاطعة ساكسن. وقام المتظاهرون آنذاك بإطلاق عبارات مناهضة للأجانب، فيما تمكنت الشرطة من التدخل وحماية الحافلة ومن فيها.
صورة من: YouTube/Thomas Geyer
في 24 فبراير/شباط 2016 صوت البرلمان الألماني لصالح حزمة القوانين الثانية الخاصة بسياسة اللجوء. وتنص هذه الإجراءات على ترحيل طالبي اللجوء ممن يملكون فرصا ضئيلة للبقاء في ألمانيا وتسهيل ترحيل المتورطين في أعمال إجرامية. المعارضة الألمانية انتقدت هذه الإجراءات واعتبرتها "خرقا لمبادئ حقوق الإنسان".
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
في الرابع من أبريل/نيسان 2016 دخل الاتفاق الأوروبي التركي لحل أزمة اللاجئين حيز التنفيذ. وبمقتضى الاتفاق تعيد السلطات اليونانية المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان بطرق غير شرعية من تركيا. في مقابل ذلك تعهد الأوروبيون مقابل كل سوري يتم إبعاده إلى تركيا قبول سوري آخر من المهاجرين إلى تركيا للعيش في دول الاتحاد الأوروبي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
في 7 يوليو/تموز 2016 صادق البرلمان الألماني على قانون الإندماج الجديد والذي ينص على تسهيل دخول اللاجئين إلى سوق العمل ومنحهم فرصا أكثر للالتحاق بدورات الإندماج ودورات اللغة الألمانية. وفي صورة عدم التزام اللاجئين بهذه الإجراءات، تنخفض المساعدات الاجتماعية المخصصة لهم من قبل الدولة.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
في الثاني من سبتمبر/أيلول من هذا العام نقلت مصادر أن المستشارة ميركل اجتمعت مع برلمانيين محافظين من حزبها وقالت لهم "أهم شيء في الشهور المقبلة هو الترحيل.. الترحيل.. وأكرر الترحيل". وذلك لتهدئة المخاوف العامة المتنامية بشأن زيادة أعداد المهاجرين في خطوة تمثل تغيرا حادا في موقف ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Grimm
وفي الثاني من سبتمبر/أيلول من العام الماضي انتشرت صورة الطفل السوري الكردي أيلان بعد أن غرق وجرفت المياه جثته إلى الشاطئ التركي. تسببت هذه الصورة في حدوث صدمة وغضب في جميع أنحاء العالم. وتوفى شقيقه وأمه ونجا والده فقط. وعائلة أيلان من أكراد سوريا الذين فروا من الحرب الأهلية في بلادهم. إعداد: سميح عامري