عواقب وخيمة.. ذوبان الجليد يهدد سكان القطب الشمالي
٢٠ يناير ٢٠٢٥
ملايين السكان في القطب الشمالي مهددون بنقص الإمدادات الأساسية وخطر التعرّض للأمراض والملوثات بسبب تغير المناخ، حسب دراسة حديثة شملت أربع مناطق قطبية بين عامي 2017 و2023 شارك فيها علماء في الهندسة والفيزياء ومجالات أخرى.
إعلان
ذوبان ثلوج القطب الشمالي يعرّض حياة سكانه البالغ عددهم ثلاثة ملايين شخص للخطر وفق دراسة حديثة أجراها فريق دولي بقيادة جامعة فيينا والجامعة التقنية الدنماركية أوميا.
بيّنت الدراسة أن ذوبان الثلوج الناتج عن الاحتباس الحراري وتغير المناخ سيؤدي إلى فشل البنية التحتية في القطب الشمالي، وتعطيل الإمدادات الأساسية المتمثلة بالمياه والغذاء والطاقة وتدهور جودتها، وتعطيل وسائل النقل، بالإضافة إلى زيادة فرص تعرّض السكان لخطر انتشار الأوبئة والأمراض.
إن تداعيات ذوبان التربة الصقيعية في القطب الشمالي يمس سكان القطب الشمالي بشكل خاص، ولكن ليس هذا فحسب، بل يؤثر سلباً على كافة سكان الأرض، فذوبان الجليد يؤدي إلى إطلاق الكثير من غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان، مما يؤدي إلى مشاكل بيئية صحية وصناعية يمكن أن تؤثر على العالم بأسره.
كندا: تغير المناخ في القطب الشمالي يسبب ذوبان التربة الصقيعية
07:42
هذه المشكلات كان قد شهدها بعض المشاركين بالدراسة، فقال أحدهم: "لدي مخيم بجانب النهر. انفصلت هذا الصيف قطعة كبيرة من الأرض بجانب كوخي وسقطت في النهر. كان الأمر مخيفًا". كما تزداد المخاوف بشأن الملوثات الناتجة عن الحفر القديمة للنفط والغاز التي يتم إطلاقها بسبب ذوبان التربة في القطب الشمالي، الأمر الذي يؤثر على صحة السكان المحليين.
أما في كندا على سبيل المثال، وخاصة في المناطق التي يعتمد فيها السكان بشكل كبير على الصيد، تؤثر التعرية على الأمن الغذائي، بحيث يصبح من الصعب الوصول إلى الأكواخ الخاصة بالصيد وتذوب التربة الصقيعية وتتحول إلى رمال متحركة مما يجعل من الصيد صعباً وشبه مستحيل.
وفي سفالبارد، وهو أرخبيل في المحيط المتجمد الشمالي أصبح الحصول على مياه صالحة للشرب أمراً غير مضمون؛ لأن السد الذي يحجز المياه النظيفة مبني على أرض مجمدة، وإذا ذابت هذه الأرض سينهار السد.
وللتوصل لهذه النتائج توجب على الباحثين دراسة أربع مناطق قطبية بين عامي 2017 و2023، وشمل فريق البحث علماء من مجالات الهندسة والفيزياء بالإضافة إلى علماء البيئة والاجتماع والصحة، لتكون النتائج شاملة وتقدّم صورة واضحة عن الحالة.
م.ج
كندا .. التكيف مع تغير المناخ في ظل ارتفاع درجات حرارة القطب الشمالي
في كندا، يستخدم مجتمع "الإنويت" (الإسكيمو) أحدث التقنيات للتكيف مع تغير المناخ. باستخدام المستشعرات الكهرومغناطيسية والخرائط، يتتبعون التغييرات في الصفيحة الجليدية الذائبة بشكل أكبر وأفضل من قبل.
صورة من: Melissa Renwick/REUTERS
الطرق الجليدية يجب أن تبقى سليمة
يعيش المقيمون في "نايين" على طبقة جليد رقيقة. وتؤدي الطرق في هذا المجتمع الصغير في مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور على الساحل الشمالي الشرقي لكندا، عبر طبقات سميكة من الجليد، إلى كبائن نائية وأراضٍ للصيد. لذا تعتبر سلامة هذه المسارات أمرا أساسيا للسكان. كما أنهم يحاولون التكيف مع تغير المناخ بأحدث التقنيات.
صورة من: Melissa Renwick/REUTERS
أحدث التقنيات
"سمارت آيس" هو اسم البرنامج الذي يستخدمه ريكس هولويل البالغ من العمر (47) عاما لمراقبة طبقة الجليد والطرق الجليدية العديدة. ويسعى هولويل لجعل الحياة في منطقته (نايين) أكثر أمانا. إذ يُظهر تحليل جديد من أغسطس / آب ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي بما يقارب من أربعة أضعاف المتوسط العالمي بين عامي 1979 و2021.
صورة من: Melissa Renwick/REUTERS
ذوبان الجليد
يمكن لأي شخص يعيش في "نايين" أن يرى آثار تغير المناخ بالعين المجردة. فقد كان سمك الغطاء الجليدي يصل إلى مترين، أما الآن فقد أصبح من 90 إلى 120 سم فقط. فالثلج يزداد تراجعا، والربيع يزداد دفئا والحياة على الجليد تزداد خطورة. وليس أمام "الإنويت"، مجتمعات السكان الأصليين في القطب الشمالي، خيار سوى التكيف مع الظروف الجديدة بأفضل ما يمكنهم.
صورة من: Melissa Renwick/REUTERS
التكنولوجيا من أجل "الإنويت"
يقوم ريكس هولويل بتعليم الإنويت (الإسكيمو) الآخرين استخدام تقنية "سمارت آيس". فقد تسببت طبقة الجليد الهشة في خمسة حوادث خطيرة على الأقل في المنطقة هذا العام. ويستخدم أكثر من 30 مجتمعا من مجتمعات الإنويت البرنامج الجديد. فيما أكد هولويل: "علينا التكيف مع تغير المناخ. ومن أجل ذلك سنحتاج إلى المزيد من البرامج مثل سمارت آيس.
صورة من: Melissa Renwick/REUTERS
عربات الثلوج أم الزلاجات التي تجرها الكلاب؟
حلت عربات الثلوج الحديثة منذ فترة طويلة محل زلاجات الكلاب التقليدية. ولدى الإنويت نهج عملي للتغييرات في أسلوب حياتهم. ولكنهم من ناحية أخرى يتمسكون بتقاليدهم القديمة. يقول إسحاق كولميستر، أحد آخر سائقي الزلاجات التي تجرها الكلاب في المنطقة: "عندما تجري الكلاب، تشعر بكل شيء.. حتى أنك تشعر بالسمك تحت الجليد".
صورة من: Melissa Renwick/REUTERS
المستقبل على الجليد الرقيق
يتعلم دارسل نواه (13 عاما)، مثل معظم الأطفال في نايين، الصيد تحت الجليد. إذ ترغب العديد من العائلات في أن يتمكن أطفالها من الاستمرار في العيش على الجليد، لكن تغير المناخ أمر لا يمكن إيقافه. يقول هولويل: "ستكون هناك خسارة في الثقافة". موضحاً: "سيستمر تعريف الأطفال على أنهم من الإنويت، لكنهم لن يمروا بنفس تجارب آبائهم".
صورة من: Melissa Renwick/REUTERS
الصيد بدلا من التسوق
يستمر العديد من الإنويت في العيش على الصيد والقنص. الأمر الذي يجعل تكلفة المعيشة اليومية منخفضة في المنطقة التي يصعب الوصول إليها في شمال شرق كندا. وتقول كاتي وينترز وهي تحضر الأسماك المجففة التي تتميز بها المنطقة: "أتمنى أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه من قبل" وتضيف: "لكنني لا أعتقد أننا سنرى ذلك مرة أخرى".
أريكه شولتس/ ريم ضوا