عودة الجدل في ألمانيا حول تمويل المساجد وتأهيل الأئمة
١٢ نوفمبر ٢٠٢٠
مسألة تمويل المساجد وتأهيل الأئمة قضية قديمة جديدة في ألمانيا ما يكاد يخفت النقاش حولها حتى يعود إلى الواجهة. بمناسبة انعقاد مؤتمر الإسلام وعقب عمليات إرهابية نفذه متشددون في دول أوروبية، عاد النقاش إلى الواجهة حاليا.
إعلان
أنضم وزير الصحة الفيدرالي ينس شبان، إلى النقاش حول كيفية التعامل مع الإسلاموية. ودعا، الوزير في تصريح لصحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الصادرة اليوم الخميس (12 نوفمبر/تشرين الثاني) إلى تقديم الدعم لجمعيات المساجد إذا كانت تعتبر نفسها "جاليات ألمانية وليس كمجتمعات عربية أو تركية".
وأضاف السياسي المنتمي للاتحاد الديمقراطي المسيحي، إنه مثل ما هو الحال في النمسا، يجب على ألمانيا الإصرار على عدم تمويل جمعيات المساجد بشكل دائم من الخارج، وأكد أن على بلاده دعم تدريب الأئمةوالمرشدين الروحيين والإشراف على تكوينهم للتأكد من عدم تأثير المتطرفين على مضمون مناهج التدريس.
وأكد الوزير شبان أنه يجب أن يُذكر بوضوح "أننا لا نقبل التمييز ضد المرأة أو التحريض ضد المثليين أو ازدراء الناس من مختلف الأديان". لكنه في الوقت نفسه يشدد على ضرورة أن يتمتع المسلمون بمزيد من الحقوق، على سبيل المثال عندما يقومون بدفن أقاربهم في مقابر ألمانية أو من خلال توفير المزيد من المرشدي الروحيين المسلمين في المستشفيات والمدارس والسجون.
ونبّه الوزير الألماني من توفر "أرضية خصبة للإسلام السياسي" في ألمانيا والذي ينتج عنه "الإرهاب الإسلاموي"، وهو ما يستدعي العمل على تغيير هذا الوضع من خلال عمل سياسي.
وفي سياق متصل انتقد الكاتب المثير للجدلحامد عبد الصمد الحكومة الألمانية بأنها تسمح الآن "للجمعيات بتدريب أئمتها بنفسها، وهو ما تقرر يوم الثلاثاء"، في إشارة إلى "مؤتمر الإسلام في ألمانيا"، الذي عقد عبر تقنيات الفيديو الثلاثاء الماضي وتمحور حول قضية المساجد الألمانية ومن ينبغي أن يخطب فيها وبأية لغة. وقال عبد الصمد في مقابلة مع صحيفة "فيلت" الألمانية "إن القوميين الأتراك والإخوان المسلمين يتمتعون الآن بنفوذ أكبر. هذه ليست سياسة اندماج، إنها التخلي عن الذات". وقال الكاتب الألماني من أصل مصري ومؤلف كتاب "الفاشية الإسلامية" إن معظم الجمعيات الإسلامية "أذرع ممتدة لحكومات أجنبية مثل تركيا أو حركات مثل الإخوان المسلمين أو السلفيين في دول الخليج". وأعلن المؤلف، الذي يخضع لحماية الشرطة، انسحابه من مؤتمر الإسلام.
وكان عبد الصمد وفي مقابلة أخرى مع صحيفة "نيو أوزنابروك تسايتونغ" الإثنين الماضي، قد انتقد تأثير الكنيسة في ألمانيا من خلال مشاركتها في مجالس إدارة المؤسسات الإعلامية وهيئات أخرى، معتبرا ذلك "لا يتوافق مع فهمه للدولة العلمانية". وفضلاً عن ذلك فإن الكنيسة "لديها تأثير كبير جدًا في التعليم والرعاية الصحية".
ع.ج.م/و.ب (ك. إن أ، د ب أ)
"الإيمان في أزمنة غير معتادة".. يوم المسجد المفتوح في ظل كورونا
قبل 23 عاما أطلق مسلمو ألمانيا "يوم المسجد المفتوح" واختاروا له يوم الوحدة الألمانية (الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر) من كل عام، حيث تفتح المساجد أبوابها لتعريف الزوار بالإسلام، لكن كورونا في 2020 ألقى بظلاله على الحدث.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
ألقت جائحة كورونا بظلالها على فعاليات "يوم المسجد المفتوح" في ألمانيا في 2020 فحملت المناسبة السنوية هذا العام عنوان "الإيمان في أزمنة غير معتادة"، في إشارة إلى تأثير الجائحة حتى على الدين والعبادات. هنا نرى هنريته ريكر، عمدة مدينة كولونيا تجلس (السبت 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2020) مع زوار آخرين في مسجد "ديتيب" الكبير في كولونيا محافظة على قواعد التباعد الاجتماعي والقيود الصحية.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture-alliance
عندما أصدرت الحكومة الألمانية في مارس/ آذار 2020 ما يعرف بقيود كورونا، أغلقت حتى دور العبادة بما فيها المساجد أبوابها. لكن بعد تخفيف القيود في مايو/ أيار، سمح بالعودة للمساجد بشروط من بينها ارتداء الكمامة والتابعد لمسافة 1٫5 متر بين كل شخص في المسجد. وفي يوم المسجد المفتوح 2020 يظهر جليا قلة أعداد الزوار وتباعدهم عن بعضهم البعض.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture-alliance
منذ عام 1997، تقام فعالية "يوم المسجد المفتوح" في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، والذي يصادف يوم الوحدة الألمانية. واختيار هذا اليوم بالذات لم يأت مصادفة، فالمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا يود في هذا اليوم أن يؤكد على "أن المسلمين جزء من الوحدة الألمانية بالإضافة إلى التعبير عن ارتباطهم بمجموع السكان في ألمانيا". وفي هذه السنة يتوقع أن يبلغ عدد زوار المساجد 100 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
الجاليات الإسلامية تريد في هذا اليوم أن تقرب الزوار من الإسلام أكثر، واختارت المساجد كأفضل مكان للالتقاء، فالمساجد ليست مكاناً للصلاة فقط، بل ولعقد اللقاءات والندوات أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/Paul Zinken
معظم المساجد تقدم جولات في هذا اليوم، وتظهر الصورة إحدى تلك الجولات في مسجد في بلدة هورت التابعة لمدينة كولونيا، حيث يتلقى الزوار معلومات عن العمارة والتاريخ والحياة اليومية في المساجد التي تعتبر أهم ملتقيات الجاليات الإسلامية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المسجد المركزي في مدينة دويسبورغ هو من أكبر المساجد في ألمانيا، وتم افتتاحه عام 2008. يشارك المسجد في نشاطات تدعم الاندماج في المدينة. في يوم المسجد المفتوح، يتيح المسجد لزواره، بالإضافة للجولة، فرصة مشاهدة صلاتي الظهر والعصر، بالإضافة إلى تقديم الشاي لهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
يتعرف الزوار على الإسلام أكثر ابتداء من اتباع بعض القواعد البسيطة المتبعة في المساجد، حيث يخلعون أحذيتهم قبل الدخول إلى مكان الصلاة، كما يشاهدون كيف يتوضأ المسلمون. ويقوم المسجد المركزي في كولونيا بتوضيح بعض الطقوس والقواعد للزوار في يوم المسجد المفتوح.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المسجد الأزرق في هامبورغ، الذي أخذ اسمه من المسجد الأزرق في إسطنبول، لا يقع على البوسفور، بل على نهر ألستر! وهو رابع أكبر مسجد في ألمانيا. في العام الماضي وفي يوم المسجد المفتوح، رسم الفنان حسن روح العالمين "مذبحة كربلاء"، ذات الأهمية الكبيرة في المذهب الشيعي.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Scholz
أبواب المساجد لا تفتح في يوم المسجد المفتوح فقط، وإنما هناك فرصة لتبادل الزيارات في يوم الكاثوليك أيضاً، كما في مسجد يافوز السلطان سليم بمانهايم، حيث قامت الراهبات وطالبات الدين من كنيسة مريم العذراء المقابلة للمسجد بجولة تعرفن فيها على الإسلام بشكل أقرب.
صورة من: picture-alliance/dpa
يحصل الناس أحياناً على بعض الهدايا الرمزية في هذا اليوم، كالصبي الصغير الذي يظهر في الصورة، والذي حصل على مَسبَحة في يوم المسجد المفتوح في منطقة بونامس بفرانكفورت.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
ويتيح يوم المسجد المفتوح للزوار مشاهدة المصلين عند تأدية الصلاة ولو لمرة واحدة. ورغم أنه لا يمكن للزوار دخول مكان الصلاة إلا أنهم يمكن أن يتابعوا الصلاة من أماكن تطل عليها، كما يظهر في الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
وبعد الجولة في يوم المسجد المفتوح، يمكن للزوار أن يستمتعوا بوجبات من جميع أنحاء العالم. وقد قدم مسجد شهيتليك (جامع الشهادة) في حي نويكولن ببرلين تشكيلة واسعة من الأطباق لزواره خلال السنوات الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
مسجد فضل عمر في هامبورغ والذي تم افتتاحه عام 1957 لديه شيء للجميع في يوم المسجد المفتوح، حيث تقام فيه ورشات عمل للرسم والخط العربي، بالإضافة إلى معرض يمكن فيه القيام بـ"رحلة عبر الزمن الإسلامي". كما يقدم الرعاية للأطفال، ومشروبات منعشة لراكبي الدراجات خلال استراحتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Daniel Reinhardt
وفي مدينة دريسدن أيضاً تدعو المساجد الناس للتعرف على الإسلام وإلى التبادل الثقافي. وقد أطلق مسجد المصطفى في المدينة برنامجاً يتم فيه تقديم القهوة للزوار إضافة إلى محاضرات توضيحية عن الإسلام.
هيلينا فايزه/ محي الدين حسين