1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عودة فيسبوك - الملايين تنفسوا الصعداء فماذا كانت بدائلهم؟

٥ أكتوبر ٢٠٢١

تنفس مستخدمو فيسبوك وواتساب وإنستغرام الصعداء بعد عودتها للعمل. وفي ظل الأزمة، لجأ كثيرون لبدائل لاستمرار تواصلهم مع زملاء العمل أو الأقارب، بيد أن الأزمة أثارت جدلا حيال مدى ارتباط الملايين حول العالم بهذه المنصات.

صورة لرموز مواقع التواصل الاجتماعي واتساب وإنستغرام وفيسبوك
أدى انقطاع الاتصال بالفيسبوك والواتساب إلى إرباك في العالم بأسرهصورة من: Revierfoto/dpa/picture alliance

للوهلة الأولى ظن محمد إسماعيل، الذي يعمل في إحدى شركات الأدوية بصعيد مصر، أن انقطاع خدمة الواتساب على هاتفه الجوال ربما يرجع إلى مشكلة في مصر؛ إذ لم يكن يتوقع أن الأمر يتجاوز حدود بلده. لكن بعدما اتضح له أنها مشكلة عالمية تساءل: "متى ستعود الخدمة كي أتمكن من استئناف عملي؟"، بحسب ما قال في مقابلة مع DW  عبر الهاتف.

عفويته في تساؤله تعكس مدى ارتباط الملايين حول العالم بمواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك والواتساب، ليس فقط لقضاء وقت للترفيه لكن أيضا لإنجاز مهام العمل، خاصة في ظل جائحة كورونا، التي دفعت إلى زيادة الاعتماد على التكنولوجيا بسبب العمل من المنزل.

الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي تجاوز حدود المدن الكبيرة ليصل إلى المدن الصغيرة أو حتى القرى النائية، فيما تساءل كثيرون عن البديل لهذه المواقع، في حالة تكرار انقطاع خدماتها.

وفي ذلك، قال محمد البالغ من العمر 28 عاما "أنا مضطر إلى أن أذهب إلى الصيدليات لإتمام عملي، كنت أعتمد على الواتساب لتسجيل ما تحتاجه الصيدليات من أدوية".

ويسلط هذا الأمر الضوء على تزايد أعداد مستخدمي موقع فيسبوك في مصر إذ أشار تقرير نشرته أكاديمية الإعلام الجديد الإماراتية في مارس / آذار الماضي، إلى أن مصر، الدولة الأكبر عربيا من حيث تعداد السكان، أصبحت الأولى بالشرق الأوسط والتاسعة عالميا من حيث عدد مستخدمي فيسبوك بأكثر من  44 مليون حساب.

وكان الاتصال قد انقطع بموقع فيسبوك ومنصات تعمل تحت رايته مثل واتساب وإنستغرام وماسنجر لأكثر من 6 ساعات مما أثر على قرابة 3 مليار شخص من مستخدمي فيسبوك حول العالم، الذين لم يكن بمقدورهم الدخول إلى هذه المنصات.

وعزت شركة فيسبوك  العطل الذي طرأ على خدماتها إلى "تغيير خاطئ في إعدادات الخوادم" التي تربط المنصّات بمستخدميها فيما أعربت عن اعتذارها عن العطل الذي يعد أكبر خلل تتعرض له فيسبوك، وفقا لما أعلنه موقع "داون ديتكتور" المتخصص برصد أداء المواقع الإلكترونية.

وبعد مرور ست ساعات، تنفس محمد الصعداء كغيره في مصر والعالم بأسره بعد أن عاد فيسبوك والواتساب للعمل بشكل تدريجي بعد انقطاع أربك الملايين حول العالم.

محمد إسماعيل من صعيد مصر سعيد بعودة الاتصال بالواتسابصورة من: Priivat

بيد أن أزمة انقطاع الاتصال بفيسبوك أثارت الجدل حيال مدى اعتمادية الملايين حول العالم على الموقع وهل يمكن أن يوجد بديل عن فيسبوك؟

قد تبدو الإجابة غير قاطعة؛ إذ يصعب التكهن بالمواقع والمنصات البديلة عن فيسبوك وعلى وجه الخصوص منصة واتساب التي باتت جزءا من آلية الاتصال بين الناس خاصة في العمل.

بدائل فيسبوك  ؟

لكن وفي خضم الأزمة، برزت منصات بديلة اضطر إلى الذهاب إليها العديد من مستخدمي فيسبوك على أمل الاستعاضة عن عدم تمكنهم من الاتصال بفيسبوك  فقد لجأ كثيرون في مصر والعالم العربي وحول العالم لمنصات مثل تليغرام وسيغنال وتويتر الذي غرد مرحبا بالعائدين إليه.

كذلك نشرت تطبيقات خاصة بالهواتف الذكية رسائل تؤكد إمكانية اللجوء إليها بعد أن انقطع الاتصال بفيسبوك مثل تطبيق تروكولر.

ويبدو أن هذا الأمر قد صب في صالح الشركات والتطبيقات الأخرى المنافسة لفيسبوك. إذ أشار موقع شركة "سنسر تاور" للأبحاث التسويقية إلى انتقال "تليغرام" من المرتبة السادسة والخمسين للتطبيقات المجانية الأكثر تحميلا في الولايات المتحدة إلى المرتبة الخامسة في غضون يوم واحد.

أما في مصر، فقد احتل تطبيق "تلغرام" الصدارة ثم موقع تويتر فيما يتعلق بالتطبيقات المجانية الأكثر تحميلا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، في تفوق على تطبيقي فيسبوك والواتساب، وفقا لموقع سنسر تاور.

طارق وائل، استشاري بناء البراند الشخصي وأحد مؤثري كلوب هاوسصورة من: Privat

وأضيفت إلى قائمة التطبيقات، التي استفادت من أزمة انقطاع الاتصال بفيسبوك، تطبيق "كلوب هاوس"، إذ أمسى بمثابة بديل قوي، وهو ما أشار إليه طارق وائل، استشاري بناء البراند الشخصي وأحد مؤثري كلوب هاوس..

وفي مقابلة مع DW، قال طارق وائل إن "كلوب هاوس يتميز بكونه تطبيقا صوتيا تفاعليا وقد انضم حوالي 65 ألف شخص إلى غرفة صوتية ليتشاركوا فيها المعلومات والأخبار عندما تعلق الأمر بأسباب توقف عمل تطبيقات فيسبوك والواتساب وإنستغرام ومتى يُتوقع عودة تلك التطبيقات للعمل".

صورة من: Tarek Wael

وأضاف وائل: "المستخدمون الذين توجهوا لمنصة كلوب هاوس بالأساس كانوا يرغبون في البحث عن إجابات سريعة ودقيقة تخص أسئلتهم، حيث كانت الغرفة وسيلة لتصحيح بعض المعلومات من قبل مختصيين تقنيين في مجال الشبكات وأمن المعلومات وقد شهد التطبيق تضاعفا ملحوظا لأعداد المشاركين في الغرف حتى 4 و 5 أضعاف الأعداد المشهودة في الأشهر الثلاثة السابقة".

تحديد الأولويات؟

وفي ظل هذه الأزمة، قام البعض بتحديد الكيفية التي يمكنه بها الاتصال بالأسرة والأقارب وزملاء العمل، ومنهم محمد عبد الرازق، وهو مصري يعمل في قطر.

وفي مقابلة مع DW عبر الهاتف  قال "كنت أتواصل مع الأصدقاء على تويتر وتليغرام وفي العمل من خلال الإيميل"، بيد أن هذه التطبيقات لم تكن وسيلته للاتصال بأسرته في محافظة الشرقية شمالي شرق القاهرة.

وفي ذلك، قال "مع تعطل خدمات التواصل الاجتماعي لشركة فيسبوك، كان السبيل للاتصال مع الأسرة هو الهاتف المحمول".

جدية وسخرية

وحتى على منصات التواصل الاجتماعي، أثير الجدل حيال بدائل موقع فيسبوك والواتساب إذ دار نقاش حاد عن المواقع التي يمكن اللجوء إليها بدلا عن فيسبوك والواتساب.

واتسمت بعض ردود فعل المستخدمين العرب حيال بدائل فيسبوك بطابع ساخر.

 

"نعمة وليست نقمة"

ورغم حالة الارتباك هذه والتهافت حيال البحث عن بدائل لموقع فيسبوك، رأى بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي أن الأمر لم يكن بهذا القدر من السوء. فقد اعتبر البعض أن انقطاع الاتصال بفيسبوك فتح الباب أمام إتاحة المزيد من الوقت للحديث مع الأسرة بعيدا عن التحديق لساعات أمام شاشات الهواتف الذكية.

أما بالنسبة لمحمد إسماعيل، الشاب الذي يعمل في شركة أدوية بصعيد مصر، فقد كانت عودة خدمة واتساب إلى هاتفه بمثابة "خبر سار" بغض النظر عن السبب وراء هذا العطل أو حتى تداعيات ذلك. وقال "ببساطة، أصبح واتساب جزءا هاما لإنجاز عملي وأنا سعيد بعودة واتساب مرة أخرى."

محمد فرحان 

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW