أعلنت الولايات المتحدة عن عودة 70 مقاتلاً من المعارضة السورية تم تدريبهم وتسليحهم على يد أمريكيين وأتراك إلى الأراضي السورية، وذلك لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية" هناك. يأتي ذلك في إطار برنامج يشرف عليه البنتاغون.
إعلان
أعلن البنتاغون مساء أمس الاثنين (21 سبتمبر/ أيلول 2015) أن 70 مقاتلاً سورياً معارضاً ممن تلقوا تدريباً وتسليحاً في تركيا بإشراف الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عادوا إلى سوريا للمشاركة في القتال، مؤكداً بذلك معلومات أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان أول أمس الأحد.
وكان المرصد، الذي يتخذ من لندن مقراً له ويعتبر مقرباً من المعارضة السورية، قد أعلن دخول "75 مقاتلاً جديداً إلى محافظة حلب بين ليلة الجمعة وصباح السبت، بعد أن خضعوا لدورة تدريبية على يد مدربين أمريكيين وبريطانيين وأتراك داخل معسكر في تركيا".
وقالت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في بيان إن المقاتلين السبعين الذين عادوا إلى سوريا التحقوا بصفوف فصائل مسلحة "تحققت منها الولايات المتحدة". وأضاف البيان أن هؤلاء المقاتلين ليسوا "تحت قيادة التحالف" الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم (داعش) الإرهابي، والذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، ولكنها "ستواصل دعمهم".
وبحسب مصادر محلية، فإن هؤلاء المقاتلين سيتعاونون مع فصيلي "صقور الجبل" و"الكتيبة 30".
هذا وكانت الولايات المتحدة وتركيا قد وقعتا في فبراير/ شباط بالعاصمة التركية أنقرة اتفاقاً لتدريب وتجهيز معارضين سوريين معتدلين في تركيا لمحاربة تنظيم "داعش". وخصص الكونغرس مبلغ 500 مليون دولار للبرنامج، الذي ينص أساساً على تدريب خمسة آلاف مقاتل سنوياً.
وتلقى نحو ستين مقاتلاً سورياً في وقت سابق تدريبات عسكرية في إطار هذا البرنامج، إلا أنهم تعرضوا بعد فترة قصيرة من دخولهم سوريا في شهر يوليو/ تموز لهجوم شنته جبهة النصرة – ذراع تنظيم القاعدة في سوريا – التي اتهمتهم بأنهم "وكلاء لتمرير مشاريع ومصالح أمريكا في المنطقة".
وأسفر هجوم جبهة النصرة عن مقتل سبعة من المقاتلين المدربين بالإضافة إلى خطف عدد منهم. وأقر قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال لويد أوستن، في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأربعاء بوقوع الهجوم، مشيراً إلى أن "أربعة أو خمسة" مقاتلين فقط تم تدريبهم وتجهيزهم من قبل الولايات المتحدة يقاتلون حالياً على الأرض من أصل 54 مقاتلاً دربتهم بلاده.
وتعرض برنامج التدريب لانتقادات عدة، لاسيما من النواب الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي، الذين وصفوه بأنه "مهزلة" و"فاشل تماماً".
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .