عرض الرئيس اللبناني ميشال عون في كلمته إلى الشعب اللبناني لقاء ممثلين عن المحتجين كما وعد بعدد من الإصلاحات لمحاربة الفساد. لكنه شدد في ذات الوقت على أن الإصلاح السياسي يتم عبر المؤسسات وليس في الساحات.
إعلان
أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الخميس (24 أكتوبر/ تشرين الأول)، عن استعداده للحوار مع المحتجين للوصول إلى أفضل الحلول لإنقاذ البلاد من الانهيار المالي، مضيفا: "صار من الضروري إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي". وتابع: "دعوتي للمعتصمين: أنا حاضر أن ألتقي ممثلين عنكم يحملون هواجسكم ونسمع مطالبكم وتحديد ما هي وأنتم تسمعون منا عن مخاوفنا من الانهيار الاقتصادي".
في الوقت ذاته، أٌقرّ الرئيس عون بأن النظام السياسي "يحتاج إلى تطوير"، ولكنه قال إن هذا لا يمكن أن يحدث عبر الساحات وإنما من خلال المؤسسات الدستورية. ويأتي ذلك ردّا على مطالب الشارع بالإطاحة بالرموز السياسية الحاكمة وبحكومة رئيس الوزراء سعد الحريري.
بيد أنه وموازاة لذلك، أكد عون دعمه لمطالب المحتجين خاصة فيما يتعلق بإعادة الأموال المنهوبة، ودعا إلى ضرورة محاسبة جميع "اللصوص"، كما حث جميع الطوائف على عدم حماية المنتسبين إليها إذا ما ثبت تورطهم في فساد، معلنا أن "الفساد والطائفية تسببا بأضرار كبيرة" للبنان.
وضمن الوعود التي أطلقها لمحاربة الفساد، تعهد عون بإنشاء "محكمة خاصة بالجرائم على المال العام واسترداد الأموال المنهوبة ورفع الحصانة ورفع السرية المصرفية عن الرؤساء والوزراء والنواب وكل من يتعاطى بالمال العام الحاليين والسابقين".
ودعا المحتجين إلى فتح الطرق التي يقطعونها، وقال إن "حرية التعبير حق محترم ومحفوظ، ولكن أيضا التنقل حق لكل المواطنين".
و.ب/ع.ح (د ب أ، رويترز)
المرأة اللبنانية ... قوة سياسية قد تغير قواعد المعادلة
سلطت الاحتجاجات اللبنانية الضوء على دور المرأة في لبنان وسط دعوات إلى توحيد جهود اللبنانيين لتجاوز النظام الطائفي الذي يقيد حرية وحياة اللبنانيين. كيف يبدو الدور السياسي الحالي للمرأة اللبنانية مرورا بحقب تاريخية سابقة؟
صورة من: picture-alliance/AP Images/B. Hussein
المرأة وجه الثورة
تسلط الاحتجاجات الأخيرة في لبنان الضوء على دور المرأة في التغييرات السياسية الحاصلة حالياً، لتكون بذلك وجه الثورة اللبنانية وصوتها، من خلال مشاركتها الواسعة في المظاهرات التي انطلقت احتجاجاُ على الوضع الاقتصادي في البلاد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
مشاركة من جميع الأطياف
المشاركة النسائية تنوعت لتشمل جميع الفئات العمرية والطوائف ومختلف الأدوار جنباً إلى جنب. وهو ما صبغ الاحتجاجات بلون موحد، جاعلاً منها طريقاً لتجاوز الاختلافات الطائفية والتخلص منها في بلد يضم 18 طائفة.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Baz
فنانات يداً بيد مع العاملات
لم تقتصر المشاركة على المواطنات من الطبقة المسحوقة، إذ شاركت الفنانات في الاحتجاجات سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل نانسي عجرم وأليسا، أو في الشارع مع المواطنين، مثل نادين نجيم، وكانت الفنانة الأخيرة قد عبرت من خلال فيديو عن حقها في التظاهر، وذلك تعقيباً على بعض التصريحات التي أشارت إلى أن الفنانين لا يشاطرون المواطن المعاناة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
جدل وتنمر إلكتروني
أثارت المرأة اللبنانية الجدل لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ خرج البعض بتعليقات قالوا أنها "مزاح خفيف". وقد وصفت هذه المشاركات بـ"الذكورية"، لأنها تستهدف الحديث عن أنوثة المرأة اللبنانية، وحصر دورها الثوري جسدياً فقط، مما أثار حنق العديد من النساء في لبنان والوطن العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Images/H. Ammar
المرأة اللبنانية ... ضد الفساد والتحرش
امتلأ الفضاء الإلكتروني بتعليقات لنساء لبنانيات رداً على التحرش الإلكتروني الذي تعرضن له، إذ كتب بعضهنً: "نحن مش سلع، مش عم ننزل نعرض أزياء، وريحة المظاهرة مش بارافان، ريحتها قمع".
صورة من: Getty Images/AFP/J. Eid
وجوه من الأوساط الإعلامية
أبرزت الاحتجاجات ناشطات لبنانيات معروفات، مثل الكاتبة والصحفية جمانة حداد، والتي صرحت لـ DW عربية أن كل ما يهم الآن هو الثورة، "والثورة فقط"، بعيداً عن أية تعليقات سلبية تتعرض لها المرأة اللبنانية. وكانت المظاهرات قد سلطت الضوء على القمع الذي تتعرض له الفئات المهمشة في المجتمعات اللبنانية.
صورة من: Reuters/J. Saidi
في مواجهة الزعامة البطريركية
ذكرت دراسة لبنانية اهتمت بدور المرأة السياسي، أنه على الرغم من تحقيق النساء اللبنانيات تقدماً ملموساً في مجال التعليم والاقتصاد، إلا أن مشاركتهن السياسية بقيت محدودة، وذلك بسبب نظام الزعامة البطريركي والحكم الطائفي وسلطة المؤسسات الدينية. فيما أشارت الدراسة إلى أن مشاركة النساء في السياسة يعود إلى مبادرات قامت بها نساء بمفردهنّ، خاصة في ظل القانون الانتخابي الجديد الذي يركز على الحصص الطائفية.
صورة من: picture-alliance/Zuma/APA/F. Abdullah
دور نضالي منذ الاستقلال
تاريخياً، لم ترحب الأحزاب اللبنانية بالمرأة، إلا أن دورها ظهر بشكل أوضح بعد استقلال لبنان، وبدأت تزداد مشاركتها في الحياة العامة نتيجة لزيادة نشاط الجمعيات النسوية، إلا أن المشاركة ظلت تتمحور حول الطائفة وسلطة الزعماء. فيما تغير هذا بدءا من حراك عام 2011 وصولاً لحراك "طلعت ريحتكم" عام 2015.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey
دور يتعزز في الحراك الثوري
مـع انتهـاء الحـرب الأهليـة فـي لبنـان عـام ١٩٩٠، قامـت النسـاء بـأدوار متنوعـة سـواء علـى مسـتوى النضـال الطلابي أو العمـل ضمـن مؤسسـات سياسية، كما ظهرت في مجالات أخرى عززت دورها في الحراك الثوري أو المسلح.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey
المرأة اللبنانية في مواجهة القوانين الطائفية
النظام الطائفي اللبناني يشكل عقبة أمام المرأة اللبنانية في وجه تحقيق تطلعاتها السياسية، إذ أنها تخضع لخمسة عشر قانوناً مذهبياً في لبنان تجعل من مشاركتها في الحياة السياسية أمرأ اكثر تعقيداً مما يعتقد. إلا أن الاحتجاجات الأخيرة قد تغير المعادلة.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey