عيد الفطر أو "عيد السُّكَّر" .. هكذا يحتفل مسلمو ألمانيا
١٠ أبريل ٢٠٢٤يطلق الألمان على عيد الفطر عيد "السُّكَّر"، كناية عن الحلويات التي توزع احتفالا بانتهاء فترة الصيام. يتميز الاحتفال بالعيد في ألمانيا بطقوس تعكس قيم التضامن والتبادل الاجتماعي، خصوصا لأن كثير من المسلمين الذين يعيشون في خارج بلادهم بحاجة إلى قيم التكافل الاجتماعي. نلقي نظرة موجزة على كيفية احتفال المسلمين في ألمانيا بعيد الفطر.
تبرعات وهدايا وصلاة
مثلما جرت العادة في البلاد ذات الغالبية المسلمة، في صباح اليوم الأول من عيد الفطر، يرتدي المسلمون المحتفلون في ألمانيا ملابس أنيقة مبهجة ويجتمعون في المسجد للصلاة معًا . تذهب حشود في العديد من المساجد في هذا اليوم، ومن المعتاد التبرع للأعمال الخيرية مباشرة بعد الصلاة . هذا التبرع يدعم أفراد المجتمع المحتاجين.
وبعد ذلك من المعتاد أن يجتمع الأهل والأقارب وفي بعض الأماكن،يتم الاحتفال أيضًا بعيد الفطر من خلال مسيرات على ضوء الشموع ومهرجانات وألعاب تخص الأطفال والعائلة. وكما هو الحال أيضًا مع عيد الميلاد، فإن الهدايا الصغيرة مثل المال أو الحلويات شائعة.
عطلة المدارس وعيد الفطر في ألمانيا
في ألمانيا، لا تغلق الدوائر الرسمية أبوابها في عيد الفطر. في جميع الولايات الاتحادية تقريبًا، يمكن إعفاء الطلاب المسلمين من الدراسة في اليوم الأول لعيد الفطر. كل ما يحتاجونه هو تقديم ورقة اعتذار عن الحضور مكتوبة من والديهم.
زيارة الموتى
يحافظ المسلمون الذين يعيشون في ألمانيا على عاداتهم بمناسبة عيد الفطر، إذ يقوم البعض بزيارة أقاربهم الموتى، إنها مناسبة لتذكر الأحباء ورثائهم. تتوقع مدنا عديدة مثل إيسن في ولاية شمال الراين فيستفاليا وغيرها من المدن التي لديها جاليات مسلمة كبيرة وجود عدد كبير من الزوار، وفقا للمدينة. كانت العديد من العائلات تحضر الطعام والمشروبات والحلويات عند القبور وتتناولها هناك، وهو ما دعا المقابر إلى التذكير بأهمية تنظيم الأمر والحفاظ على قواعد الزيارة.
وقت للعائلة
يُشجع المسلمون في عيد الفطر على زيارة الأقارب والأصدقاء وتبادل التهاني والأخبار السارة. هذا يعزز الروابط الاجتماعية ويعكس روح الألفة والمحبة بينهم. تعتبر الولائم والاجتماعات العائلية جزءًا هامًا من احتفالات عيد الفطر في ألمانيا وغيرها من البلدان. يتجمع الأهل والأصدقاء لتناول وجبات شهية والاستمتاع بالأجواء الاحتفالية.
التحضير للعيد
كما جرت العادة في بلادهم الأم، يبدأ المسلمون في التحضير لعيد الفطر في ألمانيا قبل بضعة أيام، حيث يتم تنظيف المنازل وتزيينها بالزينة وشراء الملابس الجديدة للأطفال وتحضير الأطعمة الخاصة بالاحتفال. يشارك الجميع في هذه الجهود بروح التعاون والمشاركة، مما يُعزز من جوانب التضامن داخل العائلة.
بالإضافة إلى الصلاة والاجتماعات العائلية، تُنظم في بعض المساجد والمراكز الثقافية الفعاليات والأنشطة الثقافية والدينية خلال فترة عيد الفطر. يتضمن ذلك الخطب الدينية والمحاضرات التوجيهية والأنشطة الترفيهية للأطفال.
تجدر الإشارة إلى أن سلطات مدينة فرانكفورت -العاصمة المالية لألمانيا- كانت قد سمحت هذا العام 2024 -في سابقة هي الأولى من نوعها في كل أنحاء ألمانيا- بتعليق أضواء خاصة احتفالا بقدوم شهر رمضان حيث تم تركيب أهِلَّة ونجوم وكتابة عبارة "رمضان كريم" بالفعل في الجزء المعروف باسم "فريسغاس" من شارع غروسه بوكنهايمر، ويُعْرف هذا القسم بوجود عدد من المطاعم ومحلات الوجبات السريعة.
وكان مجلس المدينة قرر في العام الماضي 2023 تعليق الإضاءة بعد أن تقدمت كتل ائتلاف الحكومة البلدية في فرانكفورت (حزب الخضر والحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر وحزب فولت دويتشلاند) بطلب بهذا الخصوص، وبررت هذا الكتل طلبها بأن فرانكفورت يعيش فيها ما يتراوح بين 100 ألف و150 ألف مسلم يشكلون ما يقارب 15 بالمائة من إجمالي سكان المدينة.
أعده للعربية: علاء جمعة