1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عيد الفطر في ألمانيا بنكهة اللجوء والغربة

ناديا يقين٧ يوليو ٢٠١٦

يعيش في ألمانيا ما بين 3.8 و 4.5 مليون مسلم تقريبا، إلا أن هذا العدد ارتفع مؤخرا بسبب ارتفاع عدد اللاجئين المسلمين. فكيف تعيش هذه الفئة أجواء عيد الفطر في ألمانيا بعيدا عن الوطن والأحباب؟

Deutschland Berlin Ramadanfest Zuckerfest
صورة من: Getty Images/S. Gallup

دنان (23 سنة) شاب صومالي مسلم يعيش في ألمانيا منذ ثلاث سنوات، يقول في تصريحه لـ DW عربية: "اليوم عيد الفطر، صح، لكنه يختلف بشكل كبير جدا عن العيد في الصومال. اليوم قمت باكرا، ذهبت للصلاة بلباسي التقليدي الصومالي وعدت ارتب مائدة الإفطار إلى أن يأتي صديقي عمر. لم أطبخ شيئا، اكتفيت باقتناء حلويات جاهزة كالعزاب" ويضيف "هذا أول عيد أحس فيه أنني غير محرج في ارتداء هذا الزي الأبيض الجميل، قبل سنة أحسست بالكثير من الحرج وأنا أرى الناس تتطلع إلي في الحافلة، بل أحسست حتى بخوف البعض مني. اليوم مرت الأمور عادية لكثرة عدد الجالية المسلمة، التي ترتضي معظمها زيا تقليديا".

ورغم كل هذا الارتياح، يرى عدنان أن جو عيد الفطر يوحي له أنه يتيم. قبل ذهابه للمسجد اتصل بأمه ليلقي عليها تحية العيد كالعادة. "صوت أمي ذكرني بأجواء العيد، بعد صلاة الصبح في المسجد نجتمع كلنا في بيت كبير العائلة، توزع الهدايا علينا نسلم على كل من نلتقي به في الطريق، أما هنا فهذا غير ممكن، تحس أنك مختلف ووحيد، خصوصا في القرى الصغيرة التي لم تتعرف بعد على المسلمين". الحمد لله يضيف عدنان ويضيف وهو يبتسم: "أظن أن السنوات القادمة ستكون أفضل لأن نسبة المسلمين ارتفعت، اليوم عطلة في المدرسة التي اتعلم فيها اللغة الالمانية، الفصل كله حصل على عطلة لاننا كلنا مسلمون".

دنان: كثرة المسلمين تشجعني على ارتداء الزي التقليدي الصوماليصورة من: DW/N. Yakine

نشتاق لتكبيرة العيد من مآذن الشام

أسرة أبو سالم، كما يفضل الأب أن نسميهم، أسرة سورية تتكون من الأب والأم وأربعة أولاد تقيم في إحدى القرى الصغيرة شمال مدينة ماينز منذ سبعة أشهر.

تحكي أم أحمد (47 عاماً) عن العيد في سوريا بدموع واضحة وهي تشير إلى طاولة الإفطار: "هذا صحن المعمول، حلويات سورية نحضرها قبل عيد الفطر، لدرجة أن كل بيت في سوريا فيه طبق معمول". وتضيف أم أحمد عن العادات السورية صبيحة العيد: "من أهم عاداتنا الصبح بالنسبة للنساء زيارة المقابر في حين يذهب الرجال إلى صلاة عيد الفطر بالمساجد، تجمتع العائلة بعد صلاة العيد، نشرب القهوة ونأكل المعمول، بعدها نقوم بزيارة العائلة".

"الأشياء لا طعم لها"

"أنا من الشام"، تضيف أم سالم، أجواء عيد الفطر تبدأ بأيام قبل العيد: "في كل مكان تجدين الأرجوحات للأطفال. نشتري لأولادنا ملابس جديدة وهدايا. وفي ليلة العيد ترتفع المآذن بالتهاليل، يالله، يالله".

لا تخلو بيوت بلاد الشام من صحن المعمول في الأعيادصورة من: DW/N. Yakine

تصمت قليلا وهي تنظر إلى ابنتها التي تلعب مع أخيها الصغير وتضيف مبتسمة: "هذه أشياء نفتقدها بقوة هنا، نحن نحس بالحزن والوحدة، نحس أن الأشياء لا طعم لها بدون أهلنا ووطننا الذي تربينا فيه، هنا الأشياء كلها لا مذاق ولا طعم لها. أبنائي لا زالوا يعشيون بذاكرة الشام، كلما سمعوني أتحدث عن العيد يطلون بسرعة من النافذة ويقولون بحزن: ماما العيد قرب، لكن لا نرى ألعاباً، لهذا نحاول أنا و زوجي أن نخلق لهم بعض التوازن في الذاكرة، مثلا اشتريت لهم ملابس العيد قبل فترة، أمس بالليل قمت بإسماعهم تكبيرات العيد على اليوتوب بل قمنا بالتكبير معا".

وعن عطلة المدارس في يوم العيد تقول: "اليوم أيضا عطلة من المدرسة للأولاد، كتبنا ورقة للمديرة قبل العيد وحددنا التاريخ، رد المديرة كان مفاجأة صراحة، لأنها قالت، إن التلاميذ المسلمين سيحصلون على عطلة حتى وإن لم يكن ذلك بطلب رسمي".

أهم ما عانت منه أم سالم الى جانب مجموعة كبيرة من المسلمين في ألمانيا هو الاختلاف في الإعلان عن يوم العيد، المسألة التي أحدثت بعض الارتباك، وهو ما تتمنى أم سالم وغيرها من المسلمين أن يتم تجازوه مستقبلا ما دامت الجالية المسلمة في ألمانيا كبيرة الآن.

"علينا الاقتراب من المسلمين لفهمهم"

تشرف الألمانية ألكسندرا كلاينشمت على اللاجئين في مدينة مومنهايم نواحي مدينة ماينز، حيث أسست جمعية تهتم باللاجئين، تحاول من خلالها إدماجهم مع الألمان للتعرف على بعضهم البعض.

ألكسندرا كلاينشمت: المسلم الذي يصلي ويصوم لا يعني أنه إرهابيصورة من: DW/N. Yakine

في تصريحها لدويتشه فيله عربية تقول ألكسندرا: "قبل أن أشرف على اللاجئين المسلمين لم أكن أعرف عن رمضان اأو عيد الفطر أي شيء، الآن وعن طريق هذا الاحتكاك تعرفت على أجواء رمضان وما يرافقه من طقوس وأيضا الاحتفال بعيد الفطر" وتضيف مبتسمة: "قبل أن أشرف على اللاجئين المسلمين، تعرفت على الاحتفال بعيد الفطر عند المهاجرين المنحدرين من كوسوفو، لكنهم لم يكونوا يصومون رمضان، في حين يحتفلون بعيد الفطر. لكن بالنسبة للاجئين المسلمين المنحدرين من سوريا، فالأمر مختلف تماما. المسلم الذي يصلي ويصوم لا يعني أنه إرهابي، وهذا ما أحاول الآن نقله كرسالة للآخرين الذين لم تسمح لهم الفرصة للتعرف على المسلمين عن قر.ب"

وتنهي ألكسندرا حديثها بهذه الأمنية: "سعيدة بفرحة العيد، التي تشبه فرحتنا بأعياد الميلاد، أتمنى لكل المسلمين عيدا سعيدا".

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW