أيام معدودة وتغلق سوق الانتقالات الشتوية أبوابها في (31 يناير/كانون الثاني) الجاري. أندية كثيرة لازالت تفاوض في هذهالسوق لشراء ضالتها. وفي أغلب الأحيان لا يكون قرار شراء اللاعبين فرديا، بل يشارك فيه المدرب والإدارة معا.

يميل بعض المدربين لاختيار لاعبين، سبق لهم وأن تدربوا على أيديهم، عملا بالمثل القائل "وجه تعرفه أفضل من وجه تتعرف عليه". ولهذا الأمر بالطبع ايجابياته، فالمدرب يعرف قدرات اللاعب تماما ويعرف عيوبه، فضلا عن أن اللاعب متعود على اللعب وفق فلسفة مدربه، ما يوفر الوقت ويسهل مهمة الطرفين.

والأمثلة على ذلك كثيرة، من بينها اصطحاب المدرب لوسيان فافر تلميذه رافاييل كايتانو دي أوروغ والمعروف اختصارا بـ"رافييل"، معه من برلين إلى مونشغلادباخ. كما سحب روجر شميدت مدرب باير ليفركوزن الجناح السلوفيني، كيفن كامبل من دورتموند، وأعاده إلى ليفركوزن. روجر شميدت كان قد درب كامبل في الدوري النمساوي موسم (2013/2014) قبل أن ينتقل شميدت إلى ليفركوزن.

والآن توماس توخل مدرب دورتموند، يرغب هو الآخر بضم تلميذه في ماينز سابقا المهاجم يونس مللي. فقد تحدثت وسائل الإعلام الألمانية عن استعداد دورتموند لدفع حوالي 12 مليون يورو لشراء مللي. وبرر توخل تمسكه بمللي قائلا "هناك عدة عوامل حاسمة، منها المنافسة الشديدة، والرغبة في دعم الفريق بلاعبين يتمتعون بمستوى عال لا يقل عددهم عن 18 لاعبا".

مللي قيمته 12 مليون إضافة إلى راموس؟

ربما يكون تحقيق رغبة توخل في الحصول على مللي ليس سهلا، خاصة أن إدارة نادي ماينز ليست متحمسة جدا لبيع مللي، وهو ما أكدته تصريحات توخل، عندما قال "علينا التحلي بالصبر والتفاؤل". فكيف يمكن لإدارة دورتموند أن تقنع المسؤولين في ماينز؟

يعد عنصر المال هو الأهم في صفقات الشراء، لكن يبدو أن إدارة ماينز لن تكتفي بذلك فقط، فوفقا لموقع "بيلد" الألماني فإن حجة دورتموند في إقناع مسؤولي ماينز، تقوم على دفع مبلغ 12 مليون يورو ثمن انتقال المهاجم مللي. إضافة إلى تخليها عن خدمات المهاجم أدريان راموس لماينز. ولاسيما أن ماينز كانت مهتمة بالتعاقد مع راموس منذ عام 2012، حينما كان لاعبا في صفوف هيرتا برلين، إلا أن هذه الصفقة باءت بالفشل آنذاك في اللحظات الأخيرة، وانتقل المهاجم الكولومبي إلى دورتموند.

مللي ورأيه بالانتقال إلى دروتموند

من الممكن أن تقنع هذه الصفقة كريستيان هايدل مدير فريق ماينز، فوفقا لموقع "بيلد" الألماني، فإن عقد مللي مع ماينز تنتهي صلاحيته عام 2018، لكن بموجب عقده فإنه من الممكن أن ينتقل إلى ناد آخر في صيف 2016 مقابل رسوم انتقال قدرها 10 ملايين يورو. ولو تمت هذه الصفقة في موسم الانتقالات الشتوية الحالي 2016، فإن ذلك سيكون مقابل 12 مليون يورو إضافة إلى الحصول على خدمات الكولومبي راموس، وهو ما يسمح لإدارة ماينز تعويض خدمات المهاجم يوشينوري موتو في حال انتقاله إلى نادي آخر، وهو لاعب يحظى باهتمام بعض الأندية الانكليزية وعلى رأسها مانشستر يونايتيد.

العلاقة بين مللي وتوخل علاقة ليست عادية، فتوخل من اكتشف مواهبه وساعده على اللعب في الدوري الألماني. لكن هناك بعض الأمور التي تجعل مللي غير مقتنع بانتقاله إلى دروتموند. وهي أن المهاجم التركي الأصلي يرغب بالمشاركة في مسابقة كأس الأمم الأوروبية 2016 والمقامة في فرنسا مع منتخبه التركي. وانتقاله إلى دورتموند لا يعني بالضرورة أنه سيكون ضمن التشكيلة الأساسية للاعبين، كما هو الحال في ماينز. الأمر الذي قد يؤدي إلى تراجع أدائه. لكن بالمقابل، سيكون دخله في دورتموند ضعف ما يحصل عليه في ماينز.

المال ليس السبب!

في لقاء حصري أجراه موقع "بيلد بلاس" الألماني مع مللي، أجاب المهاجم التركي عن هذا التساؤل بقوله "أنا أتواصل مع مستشاري فهناك عروض كثيرة للصيف المقبل وعروض خاصة بالموسم الشتوي الحالي 2016".

وأكد مللي أن مدير فريق ماينز كريستيان هايدل أخبره أنه لن يتم التوصل لاتفاق بشأن صفقة انتقاله من ماينز حاليا. والسبب ليس ماديا، بل له دوافع أخرى يشرحها هايدل بقوله "لا يوجد لدينا بديل يعوض رحيل مللي بهذا السرعة"، ما يجعل تنازل دورتموند عن راموس، ربما الحل الأفضل لتحقيق رغبة توخل في الحصول على مللي.