غابريل: مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي مهزلة
٣ سبتمبر ٢٠١٧
وصف وزير الخارجية الألماني ونائب المستشارة مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بـ"المهزلة"، غير أنه لم ينضم إلى المطالبين بقطعها، متهماً الرئيس التركي بأنه "يسعى إلى التغطية على صراعاته السياسية الداخلية.
إعلان
أعلن وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابريل، اعتزامه العمل على دفع دول أخرى في الاتحاد الأوروبي لزيادة الضغط على حكومة أنقرة وذلك في أعقاب القبض على مواطنين ألمانيين آخرين في تركيا. وقال نائب المستشارة الألمانية، انغيلا ميركل، اليوم الأحد (الثالث من أيلول/سبتمبر 2017) في مدينة غوسلار إن ألمانيا شددت تحذيرات السفر إلى تركيا وخفضت المساعدات الاقتصادية لها "وسنتحدث مع دول أخرى في أوروبا من أجل أن تفعل نفس الشيء".
ووصف الزعيم السابق لـ"لحزب الاشتراكي الديمقراطي" مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بأنها تعتبر "مهزلة على نطاق واسع"، غير أنه لم ينضم إلى المطالبين بقطع هذه المفاوضات. وحمَّلَ غابريل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المسؤولية عن العزلة بين ألمانيا وتركيا وقال إن أروغان "يحاول أن يعطي مواطنيه انطباعاً بأننا كألمان وأوروبيين ننأى بأنفسنا عن تركيا، وفي الحقيقة فإنه هو الذي يبعد تركيا بسرعة محمومة عن أوروبا".
واتهم غابريل، الرئيس التركي بأنه "يسعى إلى التغطية على صراعاته السياسية الداخلية، وذلك من خلال البحث عن عدو خارجي، وهذا العدو هو نحن، أوروبا وخاصة الألمان".
تجدر الإشارة إلى أن كلا من "حزب اليسار" و"الحزب المسيحي الاجتماعي" البافاري، طالبا بقطع مفاوضات الانضمام مع تركيا وذلك في أعقاب القبض على اثنين آخرين من المواطنين الألمان في منتجع انطاليا، إلا أن هذه الخطوة تتطلب قراراً يصدر بالإجماع من الاتحاد الأوروبي.
خ.س/ح.ع.ح (د ب أ)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.