غابرييل: الولايات المتحدة تنظر للمجتمع الدولي كـ"حلبة صراع"
١٦ يونيو ٢٠١٧
انتقادات شديدة وجهها وزير الخارجية الألماني للولايات المتحدة التي قال إنها تنظر للمجتمع الدولي كـ"حلبة صراع" مشيرا إلى أن من يدعم مصالح الولايات المتحدة فهو حليف لها، أما من لا يفعل ذلك يدخل خانة الخصوم.
إعلان
قال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، إن الولايات المتحدة لم تعد تنظر للمجتمع الدولي كمنتدى جماعي تحكمه علاقات منظمة، بل "حلبة صراع" و"ميدان صراع". وأضاف الوزير الألماني في تصريحات أدلى بها أمس الخميس في برلين، أن من يرتبط بالولايات المتحدة ويدعم مصالحها يكون حليفا لها، أما من لا يفعل ذلك فهو خصم، مشيرا إلى أن الفيصل هنا ليس قوة القانون ولكن "قانون الأقوياء".
وأضاف السياسي الألماني: "ثمة استبدادية جديدة تمثل التحدي الأكبر للديمقراطيات الليبرالية كما نعرفها"، مشيرا إلى وجود محاولات في كل مكان في العالم، لعدم معادلة تراجع النفوذ الاقتصادي والسياسي، عبر التعاون المشترك، ولكن الاستبدادية الجديدة تعتمد بشكل أكبر على التصنيف والعزل.
وأكد غابرييل على أهمية الوحدة الأوروبية وقال: "إذا أراد أبناؤنا أن يكون لهم صوت في العالم، فإن هذا الصوت سيكون أوروبيا" مشيرا إلى أنه لا يمكن لأي دولة حتى لألمانيا القوية، أن تجد من ينصت لها من خلال الصوت المحلي فحسب.
انتقاد العقوبات على روسيا
على صعيد متصل اتهم غابرييل مجلس الشيوخ الأمريكي بإتباع مصالح اقتصادية خاصة من خلال توسيع نطاق العقوبات المخطط له ضد روسيا.
وقال غابرييل مع المستشار النمساوي كريستيان كيرن أمس، إنه على الرغم من أن اتباع نهج متماسك من جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية في حل الأزمة الأوكرانية يصب في المصلحة المشتركة، فإن مشروع القانون الذي أقره مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ساحقة يتعلق في الواقع ببيع غاز نفطي مسال أمريكي وإزاحة توريدات الغاز الطبيعي الروسي من السوق الأوروبية.
وأشار غابرييل إلى أن تهديد شركات أوروبية "في السوق الأمريكية بفرض عقوبات، إذا شاركت في مشروعات غاز طبيعي مثل نورد ستريم 2 مع روسيا أو تمويلها، سوف يضفي على العلاقات الأوروبية- الأمريكية شكلا جديدا تماما وسلبيا للغاية".
يذكر أن 97 نائبا من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي البالغ عددهم مئة عضو صوتوا الأربعاء لصالح مشروع قانون من شأنه توسيع نطاق العقوبات ضد روسيا. وقد تم فرض العقوبات ضد روسيا بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية. ولابد أن يوافق مجلس النواب الأمريكي حاليا على توسيع نطاق هذه العقوبات.
ا.ف/ ع.ج (رويترز، د.ب.أ)
العلاقات الألمانية الأمريكية ـ ارتباط استراتيجي عقلاني
تعد علاقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل علاقة جيدة مبنية على مصالح مشتركة، غير أن العلاقة بينهما لم تكن مستقرة على الدوام بل شهدت محطات من التوتر، ولاسيما عند اندلاع أزمة اليورو.
صورة من: picture-alliance/Zuma Press/Xinhua/Luo Huanhuan
تظاهر عشرات آلاف الأشخاص السبت (23 أبريل 2016 ) في هانوفر شمال ألمانيا احتجاجا على مشروع اتفاق للتبادل الحر عبر الأطلسي، وذلك عشية زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للدفاع عن هذه المعاهدة. وتحدثت الشرطة عن 35 ألف متظاهر في حين أشار المنظمون إلى تسعين ألفا.
صورة من: DW/S. Kinkartz
قبل هبوط طائرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مطار هانوفر خضعت المنطقة برمتها لترتيبات أمنية مشددة، وحتى البساط الأحمر الذي مشى عليه أوباما خضع لتفتيشات الكلاب البوليسية.
صورة من: picture alliance/AP Photo/J. Meyer
قبل استقباله من قبل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في قصر هيرنهاوزن في هانوفر، استعرض الرئيس أوباما حرس الشرف للجيش الألماني، واستمع مع ميركل للنشيدين الوطنيين الألماني والأمريكي.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
اختيار الرئيس باراك أوباما زيارة ألمانيا للمرة الخامسة منذ دخوله البيت الأبيض، يؤكد على المكانة التي يمنحها للمستشارة، الزعيمة الأوروبية التي يعرفها أكثر من سواها بعد ولايتيه الرئاسيتين. وهو هنا يحيي الجمهور من على شرفة في قصر هيرنهاوزن بهانوفر في شمال ألمانيا.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
أشاد الرئيس أوباما بالدور الريادي الذي تقوم به المستشارة الألمانية ميركل ووجه لها شكرا في كلمته يوم الاثنين بهانوفر. وقال أوباما: "باسم الشعب الأمريكي أود أن أشكر السيدة ميركل على دعمها لتحالفاتنا على هذا النحو، وعلى التزامها تجاه تحقيق الحرية والمساواة وحقوق الإنسان". ووصف أوباما الدور الذي تقوم به ميركل "بالقيادة بيد هادئة" وأشار إلى أنه يمكن التعلم منها كيفية القيادة.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
أكد أوباما كفاءة الاقتصاد الأمريكي في معرض هانوفر الصناعي الدولي، وبدا أوباما كشخص موهوب في البيع وقال مبتسما في مستهل جولته بالمعرض: "اشتري صنع في أمريكا". وكان ذلك بمثابة رد فعل على المستشارة ميركل التي دعت قبلها خلال افتتاح المعرض لتحسين فرص التجارة أمام الشركات الألمانية في الولايات المتحدة الأمريكية. وقالت: "شراء (المنتج) الألماني شيء جميل أيضا".
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
خلال فعاليات معرض هانوفر الصناعي الدولي روج أوباما وميركل لدعمهما لاتفاق التبادل الحر بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، رغم الانتقادات التي يثيرها على ضفتي الأطلسي. وعبر أوباما عن أمله في إنهاء المفاوضات حول هذا الاتفاق المتعثر، المعروف باسم "الشراكة الأطلسية للتجارة والاستثمار" قبل مغادرته البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير 2017.
صورة من: Reuters/W. Rattay
لم يبخل الرئيس أوباما في الإشادة بالمستشارة ميركل التي وصفها بـ"حارسة أوروبا" مثنيا على موقفها "الشجاع" في أزمة المهاجرين. وقال "إنها تجسد الكثير من المواصفات القيادية التي تثير إعجابي بقدر خاص، وهي تسترشد بالمصالح والقيم في آن". ويبدو أن هناك تطابقا كبيرا في نهجي أوباما وميركل، وتحدثت صحيفة ألمانية عن "روحين توأمين".