حض وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي السلطات الليبية على مضاعفة جهودها لحماية المهاجرين خصوصا المحتجزين منهم في مراكز خاصة. بيد أن وزير الخارجية الألماني الجديد زيغمار غابرييل شكك في قدرة ليبيا على حماية اللاجئين.
إعلان
ندد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم الاثنين (السادس من شباط/ فبراير 2017) بإساءة معاملة المهاجرين ودعوا في بيان "جميع الأطراف إلى ضمان دخول عمال الإغاثة بأمان ودون أي عائق إلى مراكز الاحتجاز" في ليبيا. وأكد بيانهم أن الاتحاد الأوروبي سيعمل على "تعزيز حماية المهاجرين والمساعدة على تحسين الظروف في مراكز الاحتجاز وضمان وجود عدد كاف من مرافق الاستقبال والبحث عن بدائل للاحتجاز والعودة الطوعية من ليبيا".
وأفاد البيان أن نحو 1,3 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية الطارئة في ليبيا.
ويؤيد الاتحاد الأوروبي الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة، إلا أن عملها يقتصر على طرابلس غرب البلاد. وتشتمل خطط الاتحاد الأوروبي تمويل وتدريب خفر السواحل الليبيين على رصد قوارب المهاجرين قبل وصولها للمياه الدولية. وتشتمل كذلك على اقتراحات للعمل مع القبائل في أقصى الجنوب لإغلاق الطرق الحدودية هناك.
غابرييل: ليبيا مكان مضطرب للغاية
في غضون ذلك ذكرت قوات خفر السواحل الإيطالية اليوم إنه تم إنقاذ أكثر من 1500 مهاجر كانوا على متن قوارب غير صالحة للإبحار بوسط البحر المتوسط قبالة سواحل ليبيا مطلع هذا الأسبوع. وكانت قوات خفر السواحل والبحرية قد أنقذت أمس الأول السبت أكثر من 600 شخص من تسع قوارب مطاطية وقاربين صغيرين خلال تسع عمليات مختلفة.
وكان زعماء الاتحاد الأوروبي قد وافقوا خلال القمة التي عقدت في مالطا على برنامج مؤلف من عشر نقاط، يشمل زيادة المساعدة لقوات خفر السواحل الليبية وتوفير الدعم من أجل إقامة مخيمات أمنة للاجئين في البلاد. كما اتفقوا على بذل أقصى الممكن لوقف تدفق المهاجرين بعد وصول نحو 180 ألف لاجئ من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى إيطاليا العام الماضي.
وأعرب وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل عن تشككه إزاء خطط إعادة المهاجرين غير المرغوب فيهم إلى ليبيا، وقال: "نرى أن ليبيا مكان مضطرب للغاية". بدورها دانت جماعات حقوقية خطة الحد من الهجرة عبر ليبيا معربة عن مخاوفها إزاء تعرض المهاجرين للخطر في بلد ممزق بين المليشيات المتنافسة وحيث أصبحت تجارة البشر مربحة.
ويشار إلى أن غابرييل شارك اليوم لأول مرة في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بعد تسلمه منصبه الجديد. وقد تسلم غابرييل، الذي كان يشغل من قبل منصب وزير الاقتصاد ، مهام منصبه الجديد من سلفه فرانك-فالتر شتاينماير، الذي من المنتظر انتخابه رئيسا لألمانيا يوم الأحد المقبل.
أ.ح/ي.ب (أ ف ب، د ب أ)
أسطول الإغاثة وسفينة "الكرامة" تنقذ آلاف اللاجئين
قامت منظمة "أطباء بلا حدود" بإرسال سفن مساعدات أولية للاجئين في البحر الأبيض المتوسط. DW رافقت سفينة "الكرامة" (ديغنيتي 1) العاملة لإنقاذ الاجئين ونقلت لنا مشاهد مأساوية وقصص لاجئين.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يتكون أسطول الانقاذ في البحر الأبيض المتوسط "أم أس في" من ثلاث سفن. سفينة "الكرامة1" (دينيتي 1) التي يبلغ طولها 50 مترا هي إحدى سفن الأسطول. وقد جابت البحر الأبيض المتوسط هذا العام وأنقذت حياة أكثر من 5000 شخص، فيما تمكمنت سفن الأسطول جميعها من إنقاذ أكثر من 17 ألف شخص. وتتمركز سفن الأسطول على نحو 30 ميلا من السواحل الليبية.
صورة من: DW/K. Zurutuza
القوارب التي تقل اللاجئين هي في الغالب صغيرة ومطاطية ويكتظ فيها مئات اللاجئين، كما يظهر في الصورة التي التقطها مراسل DW وسط البحر الأبيض المتوسط. وتبلغ تكلفة العبور في هذه القوارب نحو 500 يورو.
صورة من: DW/K. Zurutuza
ذكرأغلب اللاجئين بعد إنقاذهم من قبل سفينة "الكرامة" إن مهربي البشر في ليبيا قالوا لهم بإن "سفينة كبيرة سوف تنقذهم وسط البحر وستنقلهم إلى إيطاليا". وأشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان بأن أكثر من 300 ألف لاجئ ومهاجر لجأوا هذا العام عبر "طريق البحر الأبيض المتوسط".
صورة من: DW/K. Zurutuza
تسعى سفن أسطول الانقاذ في البحر الأبيض المتوسط "أم أس في" إلى إنقاذ النساء والأطفال أولا من "قوارب الموت". وتشكل النساء والأطفال نحو 10حتى 15 بالمائة من مجموع اللاجئين على متن السفن. بعض النساء حوامل أو يحملن أطفالا صغارا وأكثرهن بحاجة إلى معالجة طبية خاصة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
أغلب اللاجئين الذين يعبرون البحر انطلاقا من ليبيا هم من الأفارقة، على عكس طريق "رحلة البلقان" الذي يفضله لاجئو سوريا والعراق وأفغانستان. واغلب اللاجئين الأفارقة هم من منطقة جنوب الصحراء. وقد أصبحت ليبيا محطة رئيسية لهم للهجرة إلى أوروبا وتتحدث الأخبار عن حالات العنف والقتل والاغتصاب ضدهم في شمال أفريقيا.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يقول اللاجئ السنغالي أمين جابي عن تجربته في ليبيا: بعدما مسكوني في ليبيا وضعوني في مركز آو سجن خاص للاجئين وسلمني حارس السجن تلفونا خاصا للاتصل بعائلتي كي أقول لهم بأنني سأقتل في حال عدم أداء فدية". وعند ذلك اتضح لي بأن الذين لا يستطيعون دفع الفدية للحراس سيتم بيعهم للعمل كعبيد في قطاع البناء.
صورة من: DW/K. Zurutuza
أشار الكثير من النساء إلى أعمال تحرش جنسي واغتصابات في مركز اللجوء في ليبيا. ويقدم أسطول الإغاثة العلاج الطبي والنفسي للاجئات. ويعرض طاقم الأسطول امكانية اختبار مرض الايدز على اللاجئات. وتقول لاورا باسكفيرو، وهي عاملة إنسانية على متن السفينة، في حوارها مع DW إن "الكثير من النساء يعانين من مشاكل نفسية".
صورة من: DW/K. Zurutuza
إيفلين لاجئة من نيجيريا تحدثت مع DW وقالت: "مسك بي 5 رجال في نقطة تفتيش في محيط طرابلس وحاولوا اغتصابي، لكن كنت أمر بالدورة الشهرية. وهو ما أغضبهم واستمروا في ضربي إلى مرحلة فقدان الوعي. زوجي دفع لي تكاليف السفر وسأنتظره في إيطاليا".
صورة من: DW/K. Zurutuza
سفينة "الكرامة" هي صغيرة نسبية ولها حوض منخفض وتبقى في الحالات الاعتيادية في عرض البحر للقيام بأعمال الانقاذ. بعد إنقاذ اللاجئين يتم ارسالهم إلى سفينة أكبر في الأسطول لتبحر بهم إلى إيطاليا. وغالبا ما تنزل السفن ركابها في جزيرة صقلية أو في سواحل كالابريا جنوب إيطاليا.
صورة من: DW/K. Zurutuza
أغلب اللاجئين لا يعرفون ما قد ينتظرهم بعد الوصول إلى إيطاليا. بداية هناك فرحة الوصول إلى بر الأمان. ويتم ترحيلهم إلى شمال إيطاليا ويبقون هناك نحو شهر كامل تحت الرعاية. ويجب عليهم القيام بعمل ما لإعانة أنفسهم ولإرسال أموال لعائلاتهم في أفريقيا. لكن فرص الحصول على عمل في إيطاليا ضعيفة جدا، فيلجأ الكثير منهم إلى التسول.