غابرييل يتوقع صدور حكم قضائي سريع في قضية دينيز يوجيل
١٤ فبراير ٢٠١٨
وزير الخارجية الألماني يتوقع صدور حكم قضائي عاجل في قضية الصحفي الألماني التركي دينيز يوجيل المحتجز في تركيا منذ عام بالضبط، وقبل ذلك رئيس الوزراء التركي يعبّر عن "أمله" في إفراج قريب عن يوجيل.
إعلان
قال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل في العاصمة الصربية بلغراد: "قمنا بكل شيء خلال الأيام والأسابيع الأخيرة من خلال مباحثات شخصية لتسريع الإجراءات"، وذلك بعد انقضاء سنة كاملة اليوم الأربعاء (14 فبراير/ شباط 2018)، على اعتقال دينيز يوجيل مراسل صحيفة "دي فيلت" الألمانية، في تركيا بدون توجيه أي مذكرة اتهام رسمية له.
وتأتي تصريحات غابرييل المتواجد في جولة لمدة يومين إلى منطقة البلقان، غداة تصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم لشبكة "إيه آر دي" الألمانية الإعلامية، عبّر فيها عن أمله في إفراج قريب عن يوجيل، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن هذا القرار "في يد القضاء وليس الحكومة".
وحول تصريحات يلدريم هذه، علّق وزير الخارجية الألماني غابرييل قائلا: "إعلان رئيس الوزراء يظهر أن هذه المحادثات واعدة بالنجاح". وسبق أن صرح غابرييل يوم أمس الثلاثاء أن اعتقال يوجيل "ما زال يمثل إحدى العقبات الكبرى في العلاقات الثنائية بين ألمانيا وتركيا".
يشار إلى أن اعتقال الصحفي التركي الألماني أدى إلى توتر العلاقات بين برلين وأنقرة. وتم احتجاز يوجيل في 14 شباط/ فبراير 2017 على خلفية اتهامات بالإرهاب والتجسس.
من جهتها، انتقدت منظمة العفو الدولية يوم أمس الثلاثاء السلطات التركية لاستمرار احتجازها ليوجيل، واصفة احتجازه بدون دعوى جنائية "انتهاكا لحقوق الإنسان"، كما طالبت بالمزيد من الالتزام الدولي. وجاء على لسان الأمين العام لمنظمة العفو الدولية في ألمانيا ماركوس بيكو بأن "هذا الحبس الاحتياطي المستمر دون إجراءات قضائية هو عقوبة بدون محاكمة ويعد انتهاكا لحقوق الإنسان". ودعت العفو الدولية جميع الدول "للمطالبة بالإفراج الفوري عن دينيز يوجيل والصحفيين الآخرين وتذكير تركيا بالامتثال لحرية الصحافة".
وبحسب إحصائية لمنظمة "بي24" التركية غير الحكومية - وهي "منصة للصحافة المستقلة"- يقبع في تركيا أكثر من 150 صحفيا في السجن. وتأتي تركيا في المرتبة رقم 155 في قائمة حرية الصحافة لمنظمة "مراسلون بلا حدود" من إجمالي 180 دولة. وفي ذات السياق دعت النقابة المتحدة لقطاع الخدمات بألمانيا "فير.دي" بتجميد العلاقات الاقتصادية مع تركيا، بينما وصف حزب اليسار الألماني المعارض اعتقال يوجيل بأنه فضيحة معتبرا أن "الفضيحة الأكبر بكثير هي الموقف الخاضع من جانب الحكومة الاتحادية تجاه حرب (الرئيس التركي رجب طيب) إردوغان ضد الحرية وضد الأكراد".
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)