قال وزير الاقتصاد الألماني ونائب المستشارة الألمانية زيغمار غابرييل إن على المملكة السعودية أن تتقبل النقد الذي يوجه إليها حول موضوع حقوق الإنسان. وقال غابرييل خلال لقائه مع وزير المالية إبراهيم العساف في الرياض" أعتقد أنه من الطبيعي أن يهتم الناس في كل أنحاء العالم بمثل هذه القضية وهو أمر لا يجب أن يفاجئ أحدا هنا أيضا"، وذلك في إشارة إلى قضية المدون السعودي المعتقل رائف بدوي.

وكان غابرييل قد وعد قبيل توججه إلى الرياض بالسعي لدى الحكومة السعودية من أجل الإفراج عن المدون بدوي، بيد أنه قلل، في الوقت نفسه، من الآمال المعقودة على هذه المساعي، إذ قال لناشطين حقوقيين كانوا في انتظاره في مطار برلين قبل انطلاق رحلته: "لن يمكننا أن نخرجه معنا في نفس الوقت". وأضاف زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا: "يمكنكم أن تتأكدوا بأننا وحتى المستشارة نحاول منذ أسابيع فعل شيء".

وكانت زوجة رائف بدوي المحكوم عليه بالسجن 10 سنوات وألف جلدة بتهمة ازدراء الإسلام، قد ناشدت نائب المستشارة الألمانية الذي يقوم بزيارة إلى السعودية بالوقوف إلى جانب زوجها.وقالت إنصاف حيدر، المقيمة في كندا، في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الألماني ZDF"أتمنى أن يطلب نائب المستشارة من المسؤولين السعوديين إطلاق صراح رائف". وتابعت حيدر "ليس إطلاق صراحه فقط بل السماح له بالمغادرة إلى كندا".

السعودية تبدي استغرابها من ردود الفعل حول قضية بدوي

من جهتها أعربت السعودية عن استغرابها واستهجانها الشديدين لما يثار في بعض وسائل الإعلام حول قضية المواطن السعودي رائف محمد بدوي. وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية في بيان له اليوم السبت تزامنا مع وصول غابرييل "وإذ تأسف المملكة على قيام هذه الوسائل بالتهجم عليها وعلى قضائها فإنها في الوقت ذاته تؤكد بأنها لا تقبل التدخل بأي شكل من الأشكال في شؤونها الداخلية .....". وشدد المصدر"على أن جميع القضايا المنظورة أمام المحاكم يتم التعامل معها دون تمييز أو استثناء".

وكان وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير، قد انتقد بشدة أيضا حكم الجلد الذي أصدرته السلطات السعودية على المدون السعودي رائف بدوي. وقال شتاينماير إن العقوبة الصادرة في حق بدوي "قاسية وخاطئة وظالمة وغير مناسبة تماما".

ويشار إلى أن وزير الاقتصاد زيغمار غابرييل يواصل لقاءاته مع القادة السعوديين، إذ من المقرر أن يلتقي يوم غد الأحد بولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز. كما تحدثت بعض المصادر عن احتمال استقبال الملك السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز له.

هـ.د/ أ.ح ( د ب أ، أ ف ب)