غابرييل يعتبر هدنة الغوطة الشرقية "مجرد خطوة أولى"
٢٦ فبراير ٢٠١٨
طالب وزير الخارجية الألماني كل الأطراف بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي حول وقف إطلاق النار في سوريا لمدة شهر. واعتبر غابرييل "الهدنة الروسية" لمدة خمس ساعات يوميا في الغوطة الشرقية بـ"مجرد خطوة أولى".
إعلان
أعرب وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل عن اعتقاده بأن هدنة الخمس ساعات اليومية في الغوطة الشرقية في سوريا تمثل مجرد خطوة أولى. وذكر متحدث باسمه أن غابرييل طالب في محادثة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، كل أطراف الصراع بالالتزام بقرار مجلس الأمن وإتاحة الفرصة للهدنة.
وأوضح غابرييل اليوم الاثنين (26 شباط/ فبراير 2018) أن هدنة الساعات الخمس، التي أعلنت روسيا عن سريانها في الغوطة اعتبارا من غد الثلاثاء "لا يمكن أن تكون أكثر من خطوة أولى للوصول إلى المحاصرين، وإمداد الناس في المنطقة بأكثر مما يحتاجون إليه وإنقاذ حياتهم".
وكانت روسيا قد أعلنت في وقت سابق الاثنين عن "هدنة إنسانية" يومية لخمس ساعات اعتبارا من صباح غد الثلاثاء في الغوطة الشرقية المحاصرة. ويأتي الإعلان الروسي بعد تبني مجلس الأمن الدولي السبت قرارا ينص على وقف شامل لإطلاق النار في سوريا "من دون تأخير"، لكنه يشر إلى أن "هدنته" جزء من تطبيقه.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إنه "سيتم إعلان هدنة إنسانية يومية اعتباراً من 27 شباط/فبراير من الساعة 9,00 وحتى 14,00" في الغوطة الشرقية، موضحاً أن "ممرات إنسانية" ستقام لإفساح المجال أمام إجلاء المدنيين.
واعتبر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفن دوغاريك أن "خمس ساعات أفضل من لا شيء. لكن نريد أن نرى تمديداً لأي وقف للأعمال القتالية لثلاثين يومياً كما صدر عن مجلس الأمن". وأكد "نحن جاهزون فور توفر الظروف الآمنة لسائقي الشاحنات وعمال الإغاثة للدخول إلى هذه المناطق".
ويطلب قرار مجلس الأمن الدولي من "كل الأطراف بوقف الأعمال الحربية من دون تأخير لمدة 30 يوماً متتالية على الأقل في سوريا من أجل هدنة إنسانية دائمة" لإفساح المجال أمام "إيصال المساعدات الإنسانية بشكل منتظم وإجلاء طبي للمرضى والمصابين بجروح بالغة".
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على المعارضة بمقتل 22 مدنياً بينهم سبعة أطفال في قصف لقوات النظام اليوم. وبين القتلى تسعة أشخاص من عائلة واحدة تم سحب جثثهم من تحت أنقاض مبنى في مدينة دوما.
ومنذ بدء التصعيد العسكري في 18 شباط/فبراير، وثق المرصد السوري مقتل أكثر من 560 مدنياً بينهم نحو 140 طفلاً. وترافق التصعيد مع تعزيزات عسكرية لقوات النظام في محيط الغوطة الشرقية تنذر بهجوم بري واسع. وبعد الإعلان الروسي، توقفت الغارات الجوية بعد ظهر الاثنين لساعات قليلة.
أ.ح/ع.ش (د ب أ، أ ف ب)
بسبب جحيم القصف.. الغوطة الشرقية تعيش كارثة إنسانية محققة
تشهد الغوطة الشرقية المحاصرة إحدى الفترات الأكثر دموية منذ بدء الحرب في سوريا. معاناة مستمرة وعنف متواصل في الغوطة جعل المنظمات الدولية تندد بـ"الجرائم" المرتكبة في حق هؤلاء، محذرة من "خروج الوضع عن السيطرة".
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al Bushy
قتل البراءة
تحصد عمليات القصف على منطقة الغوطة الشرقية آلاف الأرواح لأطفال سوريين. إذ تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من سبعين طفل قتلوا من بين مجموع الضحايا منذ بدء التصعيد. وفي هذا الصدد، أصدرت اليونسيف بيانا بسطور فارغة لوصف معاناة أطفال الغوطة وشقائهم اليومي والمستمر.
صورة من: picture alliance/AA/Q. Nour
معاناة النساء
تعاني النساء بشكل كبير في الغوطة الشرقية التي تتعرض إلى أحد أعنف عمليات القصف منذ اندلاع الحرب عام 2013. وتشكل النساء جزءاً مهما من ضحايا القصف الذي تجاوز 250 قتيلا خلال يومين في المعقل الأخير لفصائل المعارضة السورية في ريف دمشق.
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al Bushy
عائلات مشردة
موت الأطفال والنساء كما الرجال في الغوطة الشرقية ساهم في تشرد الكثير من العائلات السورية هناك. وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوغاريك أن "نحو 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية قد تعرضوا لضربات جوية وقصف بالمدفعية". وهو ما أثارقلق وكالات الإغاثة على نحو متزايد.
صورة من: picture alliance/AA/A. Al-Bushy
تدمير المستشفيات والمدارس
المستشفيات، المدارس، دور العبادة... لم تسلم من الهجوم الذي تتعرض له الغوطة. فقد تعرضت ست مستشفيات للقصف خلال 48 ساعة فقط، إذ خرج ثلاثة منها عن الخدمة، فيما بقي مستشفيان يعملان جزئيا. وهو ما وصفته الأمم المتحدة بالهجوم غير المقبول وحذرت من أن يصل إلى حد جرائم الحرب.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
في انتظار الموت
تجاوز عدد القتلى في الغوطة الشرقية 250 قتيلا خلال يومين فقط. ويتسبب القصف إلى جانب نقص الغذاء والدواء وغيرهما من الضرورات الأساسية في المعاناة والمرض والموت أيضا. وقال سكان في الغوطة الشرقية بسوريا إنهم "ينتظرون دورهم في الموت" بعد كل ها القصف الذي يستهدف منطقتهم في الفترة الأخيرة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Almohibany
من المسؤول؟
يمتد الحصار على الغوطة الشرقية منذ 2013، وتقول الحكومة السورية وحليفتها روسيا التي تدعم الأسد بالقوة الجوية منذ 2015 إنهما لا تستهدفان المدنيين. كما ينفي الجانبان استخدام البراميل المتفجرة التي تسقط من طائرات هليكوبتر وتدين الأمم المتحدة استخدامها. في المقابل قالت وسائل إعلام رسمية إن مقاتلي المعارضة يطلقون أيضا قذائف المورتر على أحياء في دمشق قرب الغوطة الشرقية.
صورة من: AFP/Getty Images/A. Almohibany
منظمات دولية تندد
الوضع بالغوطة الشرقية، يثير غضب الكثير من المنظمات الدولية التي ترفض ما يجري بسوريا. وكانت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات التابعة لها قد حذرت من أن تصير الغوطة الشرقية المحاصرة "حلبا ثانية"، ومن أن يتطور الأمر ليصبح "جرائم حرب" في حالة تصعيد القتال فيها. كما نددت بالهجوم الذي أصيبت فيه مستشفيات وبنيات أساسية مدنية أخرى، ووصفته بأنه غير مقبول. إعداد: مريم مرغيش