غارات إسرائيلية في غزة بعد تسليم حماس جثامين لا تعود لرهائن
خالد سلامة أ ف ب، د ب أ
١ نوفمبر ٢٠٢٥
ردت إسرائيل على تسليم حماس جثامين لا تعود لأي من الرهائن المفقودين بغارات في قطاع غزة، وفق مصادر فلسطينية. وهذه ليست المرة الأولى تقول إسرائيل إنها تسلّمت رفاتاً لا تعود لرهائن منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار.
منذ سريان الهدنة تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بخرقها (أرشيف)صورة من: Omar Al-Qattaa/AFP
إعلان
نفّذ الجيش الإسرائيلي غارات في غزة السبت (الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2025)، بحسب ما أفاد مصدر أمني في القطاع وكالة فرانس برس، وذلك بعد ساعات من تعثّر مسار تسليم جثث الرهائن مجدداً، بإعلان الدولة العبرية أن ثلاث جثث سلّمتها حركة حماس، تبيّن أنها لا تعود إلى أي منهم.
وأشار المصدر الأمني في غزة إلى سماع صوت إطلاق نار وغارات جوية نفذها الجيش الإسرائيلي في محيط خان يونس (جنوب) السبت.
وأثناء تسليم الجثث مساء الجمعة، قال مصدر عسكري إسرائيلي إنّه لا يعتقد أنّها تعود إلى رهائن، الأمر الذي أكده مختبر الطب الشرعي في وقت لاحق، بحسب ما أفاد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي وكالة فرانس برس السبت.
من جانبها، قالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس في بيان السبت، "قمنا بالأمس وفي إطار عدم إعاقة عمليات تسليم الجثث بعرض تسليم 3 عينات لعدد من الجثامين المجهولة الهوية، لكن العدو رفض استلام العينات وطلب استلام الجثامين لفحصها، وقمنا بتسليمها لقطع الطريق على ادعاءات العدو".
قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار
02:32
This browser does not support the video element.
ليست المرة الأولى
وهذه ليست المرة الأولى تقول إسرائيل إنها تسلّمت رفاتاً لا تعود لرهائن محتجزين في غزة، منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر. ومنذ سريان الهدنة تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بخرقها. واتهمت الحكومة الإسرائيلية حماس مراراً في الأيام الأخيرة بانتهاك اتفاق الهدنة، فيما دعت عائلات الرهائن إلى تشديد الضغط على الحركة الفلسطينية للالتزام بالاتفاق.
وباستثناء الجثث الثلاث التي عثر عليها الجمعة، أعادت حماس حتى الآن جثث 17 من أصل 28 رهينة كانت محتجزة لديها وكان من المفترض إعادتها عند بدء تنفيذ الهدنة التي تستند إلى خطة اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. أمّا الجثث الـ17 التي أُعيدت، فهي تعود إلى 15 إسرائيليا وتايلاندي ونيبالي. ولا تزال جثث عشر رهائن اختطفوا خلال هجوم السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023 موجودة في قطاع غزة، بالإضافة إلى جثة جندي قُتل خلال الحرب في العام 2014.
وبموجب بنود اتفاق وقف إطلاق النار، تعيد إسرائيل جثث 15 فلسطينياً لقوا حتفهم خلال الحرب، مقابل كلّ جثّة لإسرائيلي تسلّمها حركة حماس، ليصل المجموع إلى 225 جثة لفلسطينيين.
يذكر أن حركة حماس هي جماعة فلسطينية إسلاموية مسلحة تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
في الأثناء، دعت الأردن وألمانيا السبت إلى أن تكون القوة الدولية المزمع نشرها في قطاع غزة بموجب خطة ترامب لوقف إطلاق النار، بتفويض أممي. وفي مرحلة لاحقة، تنصّ خطة ترامب المكوّنة من 20 بنداً، على تشكيل "قوة استقرار دولية موقتة لنشرها فوراً" في غزة، على أن "توفر التدريب والدعم لقوات شرطة فلسطينية موافق عليها" في القطاع.
تحرير: ع.ج.م
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م