غارات إسرائيلية "واسعة النطاق" في غزة ومقتل دبلوماسي فرنسي
١٧ ديسمبر ٢٠٢٣
في اليوم الـ72 من الحرب، أفادت تقارير بأن إسرائيل تشن غارات واسعة النطاق في قطاع غزة، فيما توفي دبلوماسي فرنسي متأثراً بجروحه الناتجة عن غارة إسرائيلية. ووزيرة الخارجية الفرنسية تدعو من إسرائيل إلى هدنة جديدة.
إعلان
ذكرت السلطات الصحية، التابعة لحركة "حماس" أن عدداً من الأشخاص قتلوا في غارات جوية، على مدينة "دير البلح" وسط قطاع غزة، حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم الأحد (17 كانون الأول/ديسمبر 2023).
ويتحدث شهود عيان عن غارات جوية إسرائيلية وهجمات بالمدفعية على بلدة "بني سهيلة" الجنوبية شرق خان يونس، ثاني أكبر مدينة في قطاع غزة ومعقل لحركة "حماس".
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد إن جنديين إسرائيليين آخرين لقيا مصرعهما. وقال الجيش إن 121 جندياً لقوا حتفهم منذ أن شنت إسرائيل هجومها البري على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وكان رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي قد أعلن في وقت سابق مسؤوليته عن قتل ثلاثة محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة عن طريق الخطأ على يد جنود إسرائيليين. وقال في مقطع فيديو نشر على منصة إكس، ليل السبت: "الجيش وأنا، بصفتي قائده، مسؤولان عما حدث وسنفعل كل ما في وسعنا لمنع حدوث مثل هذه الحالات مرة أخرى في مستقبل القتال". وأوضح أنه يجب عدم إطلاق النار على الأشخاص الذين يحملون رايات بيضاء ويريدون الاستسلام. وشدد هاليفي على أن قواعد الاشتباك انتهكت عندما قُتل المحتجزين.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
مظاهرات في تل أبيب لأهالي الرهائن الإسرائيليين في غزة
02:11
فرنسا تطالب بـ"هدنة جديدة فورية ومستدامة"
وأعربت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا عن قلق بلادها "البالغ" إزاء الوضع في قطاع غزة، مطالبة بـ"هدنة جديدة فورية ومستدامة" في الحرب بين إسرائيل وحماس، وذلك خلال زيارتها تل أبيب الأحد.
وقالت كولونا في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين "قتل الكثير من المدنيين"، مشددة على عدم وجوب نسيان ضحايا الهجوم الذي شنته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/اكتوبر.
وفي نفس السياق، قالت وزارة الخارجية الفرنسية أمس السبت إن مسؤولاً دبلوماسياً فرنسياً لقي حتفه متأثراً بجروح أصيب بها خلال قصف إسرائيلي في قطاع غزة. وأضافت الوزارة، في بيان، أن المسؤول لجأ مع زميلين آخرين وأفراد أسرته، إلى منزل أحد زملائه في القنصلية الفرنسية في رفح بجنوب قطاع غزة قرب الحدود مع مصر. وقال البيان إن المنزل تعرض للقصف الإسرائيلي الأربعاء الماضي، مما أدى إلى إصابة المسؤول بجروح ومقتل نحو 10 أشخاص. وقالت الوزارة إن المسؤول الذي كان "يعمل لصالح فرنسا" منذ عام 2002 لقي حتفه لاحقاً.
وأضافت الوزارة أن "فرنسا تدين قصف مبنى سكني أدى إلى مقتل الكثير من المدنيين الآخرين". وقالت الوزارة "نطالب السلطات الإسرائيلية بتوضيح ملابسات هذا التفجير بشكل كامل، في أسرع وقت ممكن".
ومن جهته رأى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الأحد أن بإمكان فرنسا أداء "دور هام" لمنع اندلاع حرب في لبنان، في ظل القصف اليومي المتبادل عبر الحدود بين الدولة العبرية وحزب الله، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.
وقال كوهين "بإمكان فرنسا أداء دور ايجابي وهام لمنع حرب في لبنان"، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك في تل أبيب مع نظيرته كاترين كولونا التي من المقرر أن تزور بيروت الإثنين.
وبدأت القوات الإسرائيلية هجوماً برياً على قطاع غزة عقب الهجمات التي شنتها حركة حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على الأراضي الإسرائيلية عبر الحدود، والتي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز نحو 240 رهينة. وقد سبق الهجوم البري عمليات قصف جوي. ووفقاً لحماس، فقد لقي نحو 18 ألف و700 شخص، كثير منهم من المدنيين، حتفهم.
منظمة الصحة تقرع ناقوس الخطر
وبدورها أكدت منظمة الصحة العالمية الأحد أن قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة استحال "حمام دم" وبات يحتاج الى "إعادة تأهيل" بعد تعرضه لأضرار بالغة جراء القصف الإسرائيلي. وأوضحت المنظمة أن فريقا منها ومن وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، تمكّن السبت من إيصال مواد طبية الى مجمع الشفاء الواقع في غرب مدينة غزة (شمال)، وهو أكبر مستشفيات القطاع. وأشارت في بيان الاحد إلى أن "عشرات الآلاف من النازحين" لجأوا الى هذا المجمع الذي "يفتقر" الى المياه والغذاء.
وتعرّضت البنية التحتية الصحية بأكملها في قطاع غزة، لأضرار بالغة جراء القصف والعمليات البرية التي نفذهها الجيش الإسرائيلي. وتتهم إسرائيل حماس باستخدام عدد من المستشفيات، التي تتمتع بوضع حماية خاص بموجب قوانين الحرب، لإخفاء أسلحة وإقامة مراكز قيادة تحتها.
ويعدّ المستشفى الأهلي العربي الوحيد "الذي يعمل جزئياً" في الوقت الحالي في شمال قطاع غزة بأكمله، حيث تعمل ثلاثة مستشفيات بشكل محدود فقط هي الشفاء والعودة والصحابة. وقبل الحرب كان هناك 24 مستشفى في هذه المنطقة.
كذلك، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها بشأن مستشفى كمال عدوان. وكانت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس قد أفادت في 13 كانون الأول/ديسمبر بأنّ الجيش الإسرائيلي أطلق نيرانه على غرف المرضى في المستشفى المحاصر.
خ.س/م.س/ز.أ.ب (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance